إليان أنيس
  • إليان أنيس شكري فرج (سورية).
  • ولد عام 1945 في السنغال من أبوين سوريين مهاجرين .
  • أرسله أبوه - وهو في الخامسة من عمره -إلى حمص وحيداً ليتعلم في مدارسها الداخلية, وتدرج في مراحل التعليم حتى حصل على الثانوية العامة , ثم ليسانس في اللغة العربية من جامعة دمشق 1969.
  • عمل مدرسا للغة العربية في ثانويات حمص ومعاهدها .
  • عضو في رابطة أصدقاء المغتربين العرب .
  • شارك في كثير من الأمسيات والمهرجانات الشعرية , ونشر كل ما كتبه في الدوريات السورية واللبنانية مثل حمص , والعروبة , وتشرين , والأحد, والآداب وغيرها
  • انعكست في شعره معاناته للغربة والحرمان من عطف الأبوين مما أضفى عليه كآبة عميقة, وثورة عاصفة أحيانا .
  • من الدراسات التي كتبت عنه ماكتبه محمد غازي التدمري في كتابه (الحركة الشعريـة المعاصـرة في حمص) عام 1981, كما أن هناك عدة دراسات وتعليقات أخرى في الصحف والمجلات السورية مثـل جريـدة (العروبـة) (20/7/1978) والثورة (10/7/1979), ومجلة (الجالية) الأسترالية في عددها الثاني, ومجلة الثقافة الأسبوعية, وغيرها.
  • عنوانه : 11 شارع نسيب عريضة - الحميدية - حمص - سورية .


عــــــودة ابــــن الملـــــــــوح

دعوا جثتي الآن كي تستريحَ..

خذوها إلى دار ليلى لترمي على مقلتي سعفة من نخيل الوداع

فليلـى هي البدء والمنتهى , الخمرُ والانعتاق , الرحيل إلى شاطئ الأمنيات

وليلى صباي الذي ضاع , ظلي الذي خبأته الرياح

أنا العاشق المستهام , عرفت جنون الهوى مذ ولدت,

حملت اسمها في شِغاف القلوب

وما حمل القلب لبنى وسُعدى

ويبقى اسمها وحده هاجسي المستحيل

تقاسمني الرمل والريح إذْ أنكرتني جموع القبيله

وغاب عن العين هودجها

وضاقت بي البيد , قيل : البعاد سلوٌّ ....

فقلت : ارتحل ربما آنستنيَ عند الغروب حمامه .

فسافرت أطوي الفيافي

وكانت خطاى على الرمل والنار قافلة من متاع الحنين

وكانت ضلوعي تفور بوهج التذكر . قلت : سأنسى .

وحين وصلت إلى واحة في رمال الحجاز

طفا وجهها فوق حلم المياه , استفاض به العشب والنخل والنسمة الحانيه .

كما الغصن كانت تبرعم في القلب , تنمو ,

تبعثر أشواقها في دمائي

كما النجم يومض فوق التخوم , فيشعل في القلب دفءالحياة .

وعدت أخب إلى نؤي ليلى

امتطيت حنيني وجئت من الحلم المتجدد محتفلا بالصباح ,

اندفعتُ وفي القلب أغنية النخلة الصابره

وعدت كما السندباد

وفي القلب عشق السنين العجاف

وأبصرت فوق امتداد اللظى خيمتي المشتهاه

عرفت النقوش كما وجه أمي

وناديت : جئت على كل كفٍّ بحارُ الحنين

وفوق العباءة شوقُ السفر .

وصحت : ألا فاخرجي فالذي كان كان ,

وها أنا عدت على كل كفٍّ بحارُ الحنين .

ولكنني حين ألقيت رحْلي على جانب من خباء الحبيبه

ترامت عليّ سهام الظنون , وكان الخباء حزينا

ولم أر ليلى

فغافلني خنجر في فؤادي الكليل, اختلجت ودارت بي الأرض

ثم طواني الأسى جثة في الرياح

فماتت بصدري زهور المنى.

دعوا جثتي الآن كي تستريح ,

خذوها إلى دار ليلى لترمي على مقلتي سعفة من نخيل الوداع .

من قصيدة: حوار مع كاهن عصري

مُتَّشحا بلهيب الدمع أراك .

وأرى عبر بقايا عينيك وميضا يوشك أن يفنى

مرآة تصدعها الأحلامْ

والرغبات المطعونه ..

ممزوق وجهك ياولدي , مجبول بتراب جهنمْ

فلماذا خانتك الأيام ?

ولماذا ياولدى حين يجيء الصبح تنام ?

- يا أبتي شيطان الحزن يذل القلبْ,

ويوسوس بالأشواك على جرحي,

إني منزوع من جسدي , تتركني أعضائي

أحيانا يا أبتي.. فأسافر في كل الأشياء

أرحل في نسغ الصفصاف سعيدا

وأعانق ريش النورس فوق سواحل عذراء

أغفو في أحضان الصخْر ,

لكني إذ أخرج كي أدخل في نسغ البشرية ,

أبحث عن شارات الحق , الخير , الحرية ....

أعيا وتعانقني الألوان الكذابة والأيدي المأجوره

فألوذ إلى سردابي مكسور القلبْ

يا أبتي إني مكسور القلبْ

أفكاري أردتْها الكلمات المدحوره

سيفي هرأته الرجعية والأعراف العطنه

أنهكني الموروث , نفاق العالم , ما تحمله

جداتي من أفكار عوجاء

ما يزرعه الكهّان من الأصفاد ومن كلمات

الصبر على المكروه ومن إيماءات الذل على صدر البسطاء

هاجت في صدري خيل اللاءاتْ

لكني حين حملت السيف , جَبُنت وداهمني رعب الهيجاء

كانت تبصق فوق جبيني غربان الحقد

وتنهشني التهمات الغوغائيهْ

سيفي صار عصاة لا تملك أن تخدش درعا

ذُبح الحق, ومات الخير, تشرد طير الحريه

ولهذا ألقيت بسيفي فوق الطين , رفعت

الرايات البيضاء وأعلنت حداد العمرْ

وبنفسي لو تبلعني الأرض العطشى للخيرِ..

لعلي أخرج من رمل الصحراء نخيلا

- آه ياولدي أين تفر ? الكون يلف خلاياك

ويعبث في جوفك صبحا ومساء

حتى لو طرت بعيدا , أو رَحَلت أنفاسك في

نسغ الصفصافْ

أو لُذت إلى أصداف اليمِّ وزمَّـلك الماء

لن تلبث أن ترجع يوما , تستيقظ في أهداب الأطفال التعساء

أو بين أصابع أرملة , أو فوق سواعد..

فلاح مكدود أو حتى في شفتي جائعْ

فالإنسان هو الإنسان



إليان أنيس       
إليان أنيس شكري فرج إليان أنيس سورية 1945 ذكر عودة ابن الملوح , من قصيدة: حوار مع كاهن عصري ,