من قصيدة: حوار مع كاهن عصري |
مُتَّشحا بلهيب الدمع أراك . |
وأرى عبر بقايا عينيك وميضا يوشك أن يفنى |
مرآة تصدعها الأحلامْ |
والرغبات المطعونه .. |
ممزوق وجهك ياولدي , مجبول بتراب جهنمْ |
فلماذا خانتك الأيام ? |
ولماذا ياولدى حين يجيء الصبح تنام ? |
- يا أبتي شيطان الحزن يذل القلبْ, |
ويوسوس بالأشواك على جرحي, |
إني منزوع من جسدي , تتركني أعضائي |
أحيانا يا أبتي.. فأسافر في كل الأشياء |
أرحل في نسغ الصفصاف سعيدا |
وأعانق ريش النورس فوق سواحل عذراء |
أغفو في أحضان الصخْر , |
لكني إذ أخرج كي أدخل في نسغ البشرية , |
أبحث عن شارات الحق , الخير , الحرية .... |
أعيا وتعانقني الألوان الكذابة والأيدي المأجوره |
فألوذ إلى سردابي مكسور القلبْ |
يا أبتي إني مكسور القلبْ |
أفكاري أردتْها الكلمات المدحوره |
سيفي هرأته الرجعية والأعراف العطنه |
أنهكني الموروث , نفاق العالم , ما تحمله |
جداتي من أفكار عوجاء |
ما يزرعه الكهّان من الأصفاد ومن كلمات |
الصبر على المكروه ومن إيماءات الذل على صدر البسطاء |
هاجت في صدري خيل اللاءاتْ |
لكني حين حملت السيف , جَبُنت وداهمني رعب الهيجاء |
كانت تبصق فوق جبيني غربان الحقد |
وتنهشني التهمات الغوغائيهْ |
سيفي صار عصاة لا تملك أن تخدش درعا |
ذُبح الحق, ومات الخير, تشرد طير الحريه |
ولهذا ألقيت بسيفي فوق الطين , رفعت |
الرايات البيضاء وأعلنت حداد العمرْ |
وبنفسي لو تبلعني الأرض العطشى للخيرِ.. |
لعلي أخرج من رمل الصحراء نخيلا |
- آه ياولدي أين تفر ? الكون يلف خلاياك |
ويعبث في جوفك صبحا ومساء |
حتى لو طرت بعيدا , أو رَحَلت أنفاسك في |
نسغ الصفصافْ |
أو لُذت إلى أصداف اليمِّ وزمَّـلك الماء |
لن تلبث أن ترجع يوما , تستيقظ في أهداب الأطفال التعساء |
أو بين أصابع أرملة , أو فوق سواعد.. |
فلاح مكدود أو حتى في شفتي جائعْ |
فالإنسان هو الإنسان |