للنشيـد الطويـل |
للنشيد الطويل الذي يفرغ الآن |
رجْع كما النزف... لحناً فلحناً |
ولكن وجه المدينة أصفرُ |
والغيم يبرأ من لعنة الأرض |
مرَّ الزمان سريعاً |
وعما قليل سأنفض عني الطريق |
وأنزع مني رماد الكلام |
أسوّي فساتين أمي التي علقتها |
قبيل الرحيل |
فلا من معادٍ |
أسوّى الأسرَّة |
أجمع عنها سهاد الليالي... |
وأحلامنا في حشايا الوسائد |
أحرق وجداً |
أمزق وعداً قديماً |
قبيل انتشار الجيوش التي |
سوف تغتال أسرارنا في الأزقة |
إذ تحفظ الأمن للفاتحين... |
|
أخبيء كيساً من الذكريات الحبيبة |
كنا نزيِّن فيها هواء البيوت |
أهرِّب موجاً صغيراً |
يحب المسافة بين المياه وبين الشطوط |
ولحناً قديما |
(بلاد الجدود عليك السلام) |
لعل الذي كان يوماً لنا |
لن يكون |
..... |
..... |
.... |
أهرِّب صورة (موسى) أبي عن جدار (اللوان) |
فما خدّش الوقت لون الجسارة في بؤبؤ العين.. |
خلف حياد الزجاج |
ولن يحتويها الزمان |
ولن تعتريها السنين |
....... |
..... |
أصدق أن الزمان تفتت |
أن الجدار الذي أسند الروح |
لا يعبأ الآن |
أن المواقد لا تتذكر خبز الصباح |
إذا يعتليها الغياب |
ولا تتذكر إنشاد أمي (هند) |
لتشعل وجه النهار |
ويصعد لحن النشيد دفيئاً إلى الله |
في نكهة الشاي |
أن المعاني تغادر |
و راياتنا تخفق الآن للغاصبين |
..... |
.... |
وعما قليل سيأتي زمان |
يعري عن الحلم أشواقنا زهرة زهرة |
ويمنع شمس النهار بأن تستحم مساءً |
على صفحة البحر |
يمنع بدر السماء بأن يتسلل من فتحة الباب |
يكسِّر فينا غداً لا يجيء |
.... |
وعما قليل يجف الكلام |
وتيبس في قلبنا الذكريات |
لننسى بأن (اتفاق السلام) |
الوداع الأخير لتاريخنا نجمة نجمة |
في مدار العصور |
وننسى بأنا نغادر فردوسنا |
منزلا منزلا |
في احتفال المغنين بالرقص فوق القبور |
وفوق اليقين |
.... |
.... |
أما كان حلواً بأن يسكن البحر فينا |
ونفتح أبوابنا للرياح |
ونأتي كما الغيم نحمل فينا |
وعوداً من الخير للقادمين?! |
ولم يُبْق هذا السلام سلاحاً لنا |
كي نموت على جذعه واقفين |
فداءَ شعاع شفيف على شاطيء البحر |
عن ظلنا |
عن بنفسج صبح المدينة في آخر الصيف |
ذعر الهواء البليل |
ارتعاش الزنابق تحت الرصاص |
نجوم تظلل أرواحنا في الهجوم |
فهذا انتحار الحضارة منذ ابن ماء السماء |
لآخر زهرة فلّ تفتّح عبر القرون |