مهاجر غريب في بلاد الأنصار |
أهاجر من (مكّتي).. |
أهاجر من مهبط الوحي والأنبياء |
إلى (يثرب) الحب والخير والشعر والشعراء.. |
ويُعلن (أنصار) (سرتا) انتظاراً |
لهذي المواكب.. يا فرحتي!... |
أنا اللاجيء القرشي المهاجر نحو القبائل,, |
أبغي الهوى يتضوع في كل شبر من الأرض,, |
يدخل.. ينساب في كل مخرج! |
أود الهوى الأخضر العذب أن يعتلي كل هودج!... |
وآه! تباغتني المدن (اليثربية) بالرفض.. |
ترفضني نسوة (الأوس والخزرج)!... |
يزملني العابرون على سكّتي بالسكوت, |
فينتفض الصمت في العمق أسئلة: |
لماذا نساء (المدينة) يُعرضن عني?! |
وأوغل في فلتات السؤال: |
لماذا الشحارير تهجر وكري? |
وقد كان وكريَ شاطيء حلم لكل صنوف الطيور! |
لماذا الشحارير ترفض وكري? |
وقد كان وكريَ مرتع دفء لكل الشحارير!... |
وأذكر (أنصار) (سرتا).. |
وما كان بيني وبينهم, |
فأصرخ ملء الأسى والصراخ: |
أما قد أكلتم تموري غداة رحيلي?! |
فما لكمُ بالنوى ترجمون نخيلي?! |
لماذا ينوح حمامي على شرفة الأمنيات? |
وتنعق غربانكم - شجبا - فوق أطلالي الدارسات?! |
لماذا قطعتم سنابل شِعري قبيل أوان الحصاد |
وعلقتموها جدائل في موسم القحط والجوع والسنوات العجاف.... |
وما أكثر الجائعين بأرجاء هذي البلاد?!.. |
أنا الراحل - اليوم - نحو مقام (النبي) على ناقة غير مأمورةٍ! |
أحدثه عن هموم الرحيل, وعن (خزرجي) |
- تدثر باسم (أبي أيوب) |
أبى أن يُريح |
عنائي وناقتِيَ - المتعبه!... |
أنا المسلم القرشي... |
رحلت مع الراحلين |
أجوب المدى.. |
أجوب المدائن والفلوات البعيده,,, |
ويطوي (بُراقي) غمام الرؤى! |
فينفطر الكون, يعلن أني |
أنا الصاعد الآن - في الحلم - نحو المعارج.. |
أحمل شكوى إلى الله! |
(أنّ (المدينة) ارتدت - اليوم - بعد وفاة |
النبي وكوكبة الفاتحين!... |
وعدت مع العائدين... |
مررت على قبر (زيغود) ... |
وطفت بأرجاء (ديدوش)... |
بكيت على قمر لا يعود,,, |
وعجت على دِمَن الخالدين... |
رأيت الذي لا يُرى! |
وذا شجر (الغرقد) - اليوم - إني رأيته يمعن |
في الامتداد على طول (سرتا)! |
بكيت.. / بكيت بملء دموعي,,, |
لأنيَ أعشق (سرتا).. أغار عليها .... |
وقفت غريباً على باب (سرتا) التي قد تدلى على صدرها |
سعف العشق والكلمات! |
و(سرتا) تراود عشّاقها.. |
أوقفتني على مدخل الصخر.../ بُحنا بما قد تجذّر في القلب |
من شهقات الهوى وشظايا الضلوع.. |
وعن نفسي راودتني!.. |
ولكنَّ أبناءها رفضوا أن تكون عشيقة كل الجموع! |
وقالوا - بملء الجراحات والراجفات الدفينه: |
(سرتا لأنصار سرتا)! |
فعاودني الحزن.. دثرني البين بالحزن والذكريات الحزينه! |
فأطرقت حزناً.. |
وأعلنت أَنْ آن للحلم أن يوأد -الآن- بالدمع والغم.. |
وأن آن لي أن ألم هواي,, |
وأن أقبر الحلم في واحة الذكريات,,, |
وفي (جبل الوحش) أدفن همي!.. |
ورفرف في (الأبيض المتوسط) ذاك الشراع... |
عسى أن يثير اشتياق الرفاق إليّ... |
ولكنهم (......)! |
فأطرقت مثنى.. ثلاث.. رباع... |
وأعلنت بدء الوداع: |
وداعاً.. و .. دا.. عًا... و.. د..ا..عْ!. |