يوسف وغليسي
  • يوسف وغليسي بن سعيد (الجزائر).
  • ولد عام 1970 في ولاية سكيكدة - الجزائر.
  • حصل على شهادة البكالوريا في الآداب 1989, والليسانس من معهد الآداب واللغة العربية بجامعة قسنطينة 1993.
  • يعمل صحفياً متعاوناً في جريدتي: النور, والحياة.
  • عضو مؤسس لرابطة إبداع الثقافية الوطنية.
  • بدأ كتابة الشعر في منتصف الثمانينيات حيث نشر أولى قصائده 1987.
  • دواوينه الشعرية: أوجاع صفصافة في مواسم الإعصار 1995 - تغريبة جعفر الطيار 2000.
  • حصل على عدة جوائز جامعية ووطنية في الشعر والنقد, أهمها الجائزة الوطنية الأولى في الشعر 1992, وكرمته وزارة الثقافة والاتصال 1993.
  • عنوانه: ص .ب 729 - البريد المركزي - قسنطينة 25005 - الجمهورية الجزائرية.


مهاجر غريب في بلاد الأنصار

أهاجر من (مكّتي)..

أهاجر من مهبط الوحي والأنبياء

إلى (يثرب) الحب والخير والشعر والشعراء..

ويُعلن (أنصار) (سرتا) انتظاراً

لهذي المواكب.. يا فرحتي!...

أنا اللاجيء القرشي المهاجر نحو القبائل,,

أبغي الهوى يتضوع في كل شبر من الأرض,,

يدخل.. ينساب في كل مخرج!

أود الهوى الأخضر العذب أن يعتلي كل هودج!...

وآه! تباغتني المدن (اليثربية) بالرفض..

ترفضني نسوة (الأوس والخزرج)!...

يزملني العابرون على سكّتي بالسكوت,

فينتفض الصمت في العمق أسئلة:

لماذا نساء (المدينة) يُعرضن عني?!

وأوغل في فلتات السؤال:

لماذا الشحارير تهجر وكري?

وقد كان وكريَ شاطيء حلم لكل صنوف الطيور!

لماذا الشحارير ترفض وكري?

وقد كان وكريَ مرتع دفء لكل الشحارير!...

وأذكر (أنصار) (سرتا)..

وما كان بيني وبينهم,

فأصرخ ملء الأسى والصراخ:

أما قد أكلتم تموري غداة رحيلي?!

فما لكمُ بالنوى ترجمون نخيلي?!

لماذا ينوح حمامي على شرفة الأمنيات?

وتنعق غربانكم - شجبا - فوق أطلالي الدارسات?!

لماذا قطعتم سنابل شِعري قبيل أوان الحصاد

وعلقتموها جدائل في موسم القحط والجوع والسنوات العجاف....

وما أكثر الجائعين بأرجاء هذي البلاد?!..

أنا الراحل - اليوم - نحو مقام (النبي) على ناقة غير مأمورةٍ!

أحدثه عن هموم الرحيل, وعن (خزرجي)

- تدثر باسم (أبي أيوب)

أبى أن يُريح

عنائي وناقتِيَ - المتعبه!...

أنا المسلم القرشي...

رحلت مع الراحلين

أجوب المدى..

أجوب المدائن والفلوات البعيده,,,

ويطوي (بُراقي) غمام الرؤى!

فينفطر الكون, يعلن أني

أنا الصاعد الآن - في الحلم - نحو المعارج..

أحمل شكوى إلى الله!

(أنّ (المدينة) ارتدت - اليوم - بعد وفاة

النبي وكوكبة الفاتحين!...

وعدت مع العائدين...

مررت على قبر (زيغود) ...

وطفت بأرجاء (ديدوش)...

بكيت على قمر لا يعود,,,

وعجت على دِمَن الخالدين...

رأيت الذي لا يُرى!

وذا شجر (الغرقد) - اليوم - إني رأيته يمعن

في الامتداد على طول (سرتا)!

بكيت.. / بكيت بملء دموعي,,,

لأنيَ أعشق (سرتا).. أغار عليها ....

وقفت غريباً على باب (سرتا) التي قد تدلى على صدرها

سعف العشق والكلمات!

و(سرتا) تراود عشّاقها..

أوقفتني على مدخل الصخر.../ بُحنا بما قد تجذّر في القلب

من شهقات الهوى وشظايا الضلوع..

وعن نفسي راودتني!..

ولكنَّ أبناءها رفضوا أن تكون عشيقة كل الجموع!

وقالوا - بملء الجراحات والراجفات الدفينه:

(سرتا لأنصار سرتا)!

فعاودني الحزن.. دثرني البين بالحزن والذكريات الحزينه!

فأطرقت حزناً..

وأعلنت أَنْ آن للحلم أن يوأد -الآن- بالدمع والغم..

وأن آن لي أن ألم هواي,,

وأن أقبر الحلم في واحة الذكريات,,,

وفي (جبل الوحش) أدفن همي!..

ورفرف في (الأبيض المتوسط) ذاك الشراع...

عسى أن يثير اشتياق الرفاق إليّ...

ولكنهم (......)!

فأطرقت مثنى.. ثلاث.. رباع...

وأعلنت بدء الوداع:

وداعاً.. و .. دا.. عًا... و.. د..ا..عْ!.

من قصيدة: أنا... و(زليخة)... وموسم الهجرة إلى بسكرة!

كانت... وكنتُ... وكان الحلمُ ثالثَنا _________________________

واليومَ عُدنا, وما عاد الهوى مَعَنا! _________________________

كنّا نناجي الهوى الصوفيَّ في سَكَرٍ _________________________

نُسائل الوجدَ... والنّجْوى تُسائلنا... _________________________

ريحانةَ الرُّوح! يا راحي ويا رَوَحي! _________________________

الروحُ أنتِ... وأنتِ الروحُ... أنتِ أنا! _________________________

هل تذكرين انخطافَ الرّوح في شبَقٍ _________________________

غَداةَ إسْرائنا حتى مَعَارِجنا?!... _________________________

لـِ (زليخةَ) ما ليْس لَدَيَّا!

أنا عيْنايَ تخْتزنان صحاري (الرُّبُع الخالي) والعصْفَ المأكولَ,

وعينا زليخة تختزلان جنان الله

وتعْتصران كرومَ الكونِ...

وتنْسكبان هوًى في عينيَّا!



يوسف وغليسي       
يوسف وغليسي بن سعيد يوسف وغليسي الجزائر 1970 وجاع صفصافة في مواسم الإعصار 1995 , تغريبة جعفر الطيار 2000. ذكر مهاجر غريب في بلاد الأنصار , من قصيدة: أنا... و(زليخة)... وموسم الهجرة إلى بسكرة! , ,