توفيق الحكيم

1408-1316هـ 1987-1898م

سيرة الشاعر:

حسين توفيق إسماعيل أحمد الحكيم.
ولد في الإسكندرية، وتوفي في القاهرة، ودفن في الإسكندرية.
عاش في مصر وفرنسا.
تلقى دراسته الابتدائية بالاسكندرية، بعدها انتقل إلى القاهرة وأكمل دراسته الثانوية، التحق بعدها بمدرسة الحقوق العليا (1921) وتخرج فيها (1925)، ثم قصد باريس لمتابعة دراسته القانونية (1925)، وعاش فيها حياة الفنان دون أن يفقد خيوط دراسته حتى عاد إلى مصر (1928).
عين في المحكمة المختلطة بالإسكندرية (1928)، ثم تنقل بين عدة مدن مصرية (طنطا، وإيتاي البارود، وكوم حمادة، ودسوق) وكيلاً للنائب العام (1929 - 1934)، ثم مديرًا للإرشاد بوزارة الشؤون الاجتماعية، ومديرًا لإدارة التحقيقات بوزارة المعارف (1939)، وقد تفرغ للأدب وعمل كاتبًا متفرغًا في دار أخبار اليوم (1943 - 1951) ثم عمل في عدد من الوظائف ذات الصلة بالعمل الثقافي والأدبي فعين مديرًا لدار الكتب المصرية (1951).
انتخب عضوًا بمجمع اللغة العربية (1954)، وعضوًا متفرغًا بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام 1956، وعين مندوبًا لمصر في اليونسكو بباريس (1959 - 1960)، وعضوًا بمجلس إدارة الأهرام (1961)، وانتخب رئيسًا لاتحاد كتاب مصر (1974).

الإنتاج الشعري:
- له عدد من القصائد بالعربية والفرنسية جمعت في كتاب «أشعار الحكيم»، وله قصائد ضمها كتابه: «رحلة الربيع والخريف» - مكتبة الآداب - القاهرة 1964.

الأعمال الأخرى:
- له عدد كبير من المسرحيات ترجم معظمها إلى الفرنسية والإنجليزية والإسبانية والإيطالية والألمانية، منها: أهل الكهف 1933، شهرزاد 1934، براكسا أو مشكلة الحكم 1939، صلاة الملائكة، بيجماليون 1942، سليمان الحكيم 1943، الملك أوديب 1949، مسرح المجتمع (21 مسرحية ذات فصل واحد) 1950، إيزيس 1955، المسرح المنوع (21 مسرحية ذات فصل واحد) 1956، الصفقة 1956، أشواك السلام 1957، رحلة إلى الغد 1957، لعبة الموت 1957، الأيدي الناعمة 1959، السلطان الحائر 1960، يا طالع الشجرة 1962، الطعام لكل فم 1963، شمس النهار 1965، مصير صرصار 1966، الورطة 1966، وله عدد من الروايات، منها: عودة الروح 1933، يوميات نائب في الأرياف 1937، عصفور من الشرق 1938، الرباط المقدس 1944، وله عدد من المؤلفات الفكرية، منها: عهد الشيطان 1938، تحت شمس الفكر 1938، تحت المصباح الأخضر 1939، راقصة المعبد 1939، سلطان الظلام 1941، من البرج العاجي 1941، حماري قال لي 1945، تأملات في السياسة 1945، وله كتاب زهرة العمر، سيرة ذاتية أدبية لمرحلة من حياته، فن الأدب 1952، عصا الحكيم 1954، التعادلية 1955، أدب الحياة 1959، قلت ذات يوم 1970، ثورة الشباب 1977، شجرة الحكم السياسي في مصر (1919 - 1979) 1985، وله عشرات المقالات متنوعة الموضوعات نشرت في عدد كبير من الدوريات العربية والأجنبية.
أديب مجدد، انعكست ريادته للمسرح الذهني على نتاجه الشعري سلبًا بطغيان النتاج المسرحي على الشعري، وإيجابًا بتجاوزه الإطار التقليدي للقصيدة العربية، غلب على نتاجه الشعري الطابع الفلسفي كاشفًا عن أفكاره الفلسفية التي تتجلى في كثير من القصائد. لغتها بسيطة ومميزة بعمقها وقوة أسلوبها، يتضافر نتاجه الشعري مع نتاجه المسرحي لتقديم وجه آخر يكمل رؤاه للكون والحياة والإنسان.
تناولت أعماله عشرات الأقلام في مختلف اللغات وعلى مساحة عدد من قارات العالم وخاصة في الوطن العربي وأوربا وأمريكا.
شغلت أعماله الكثير من الدارسين والباحثين، أعدت حولها عشرات الرسائل العلمية (ماجستير ودكتوراه).
عقد المجلس الأعلى للثقافة مؤتمرًا بمناسبة مرور مئة عام على مولده «توفيق الحكيم: حضور متجدد 1898 - 1998» شارك فيه 36 باحثًا ودارسًا من مختلف أقطار الوطن العربي وأوربا وأمريكا، تناولت أبحاثه عددًا من القضايا الفنية والفكرية عنده.
نال جائزة الدولة عن كتابه: «مسرح المجتمع» 1951، وحصل على جائزة الدولة التقديرية في الأدب 1960، ومنحه الرئيس السادات قلادة النيل العظمى.
أصدرت دار الهلال عددًا خاصًا عنه شارك فيه عدد كبير من الكتاب والأدباء (فبراير 1968)، وصدر عنه عدد خاص من مجلة «عالم الكتاب» ع19/ يوليو 1988.
كرمته الإسكندرية ومنحته منارها ومفتاحها (1980)، وأطلق اسمه على عدد من المدارس والشوارع في عدد من المحافظات المصرية.

مصادر الدراسة:
1 - إبراهيم عبدالعزيز: أشعار توفيق الحكيم - دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع - القاهرة 1998.
2 - أحمد سيد أحمد: توفيق الحكيم سيرته وأعماله - دار المرصفي للطباعة - القاهرة 1993.
3 - أحمد محمد عطية: توفيق الحكيم اللامنتمي - دار الموقف العربي - القاهرة 1979.
4 - إسماعيل أدهم وإبراهيم ناجي: توفيق الحكيم - دار سعد مصر - القاهرة 1945.
5 - توفيق الحكيم: حضور متجدد 1898 - 1998، مائة عام من ميلاد الحكيم - المجلس الأعلى للثقافة - القاهرة 1998.
6 - جمال الغيطاني: توفيق الحكيم يتذكر - المجلس الأعلى للثقافة - القاهرة 1998.
7 - جورج طرابيشي: لعبة الحلم والواقع، دراسة في أدب توفيق الحكيم - دار الطليعة - بيروت 1972.
8 - رجاء عيد: دراسة في أدب توفيق الحكيم - منشأة المعارف - الإسكندرية 1977.
9 - صلاح طاهر: أحاديث مع توفيق الحكيم من سنة 1951 - 1971 - مطابع الأهرام التجارية - القاهرة 1971.
10 - صلاح منتصر: توفيق الحكيم في شهادته الأخيرة - مركز الأهرام للدراسات والنشر - القاهرة 1996.
11 - علي الراعي: توفيق الحكيم: فنان الفرجة وفنان الفكر - دار الهلال - القاهرة 1969.
12 - غالي شكري: ثورة المعتزل، دراسة في أدب توفيق الحكيم - مكتبة الأنجلو المصرية - القاهرة 1966.
: توفيق الحكيم: الجيل والطبقة والرؤيا - دار الفارابي - بيروت 1993.
13 - محمد الجوادي: توفيق الحكيم من العدالة إلى التعادلية - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة 1988.
14 - محمد حسن عبدالله: الحكيم وحوار المرايا - دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع - القاهرة 2000.
15 - محمود أمين العالم: توفيق الحكيم مفكرًا وفنانا - دار القدس - بيروت 1975.
16 - ناجي نجيب: توفيق الحكيم وأسطورة الحضارة - دار الهلال - القاهرة 1987.
17 - الدوريات:
- إبراهيـــم عبدالقـــادر المازني: الرباط المقدس - البلاغ اليومي - 8 من أبريل 1945.
- أحمد بهاء الدين: زيارة لمكتبة توفيق الحكيم - مجلة الهلال - ع2 - السنة 76/ فبراير 1968.
- سهير القلماوي: الأسطورة في أدب توفيق الحكيم - مجلة الهلال - فبراير 1968.
- سهيل إدريس: التفسير الرمزي لعودة الروح - مجلة الآداب - بيروت - سبتمبر 1959.
- عباس محمود العقاد: الرباط المقدس - الرسالة/ 5 من مارس 1945.
- علي شلش: توفيق الحكيم الذي لا نعرفه - مجلة الكاتب/ نوفمبر 1974.
- محمود تيمور: هكذا عرفت توفيق الحكيم - مجلة الإصلاح الاجتماعي - مايو 1968.
- محمود الخفيف: عصفور من الشرق - الرسالة/ 23 من مايو 1938.
- يحيى حقي: توفيق الحكيم بين الخشية والرجاء - مجلة الحديث - فبراير 1934.
- يوسف الشاروني: توفيق الحكيم ودوره في الأدب العربي الحديث - مجلة الرسالة الجديدة - القاهرة - فبراير 1958.

صلاة الفنان

إطار صورةٍ ملونة
يسمونه نافذة
والرسم حيٌّ يتحرك في الفضاء
أشجار كأشباح البشر
وسنابل من الناس تموج
ونجم يلمع في السماء كقطرة ماء
والبحر أزرق كالصور
والشمس تلعب عند الشفق
بصندوق ألوانها في الأفق
والفن ينبض وحده بلا فنان
والقلب يهتف من أعماقه بصلاة
بصلاةٍ يسمونها دهشة

نشوة

رفعت كأسي إلى فمي
وقد انطلق في الكأس الحَباب
رشفت منها رشفةً
ثم وقفت فجأةً
لقد ابتلعت كوكبًا
وعندما ارتدت الكأس الضباب
وغطّت رأسها الثلوج
بزغ الإشراق في قلبي
وصاح الديك بفجر جديد

لست وحدي في الكون

أسمع أصواتًا ولست أرى
أسمع موسيقى الضياء ولا أرى
حناجر جوقة تشدو ولا تدري
بأي رحيقٍ ريقها يجري
من الذي وضع الألحان في فمها
وكلها تتلاقى عندي في انسجام
إن لم تكن الخليقة شعرًا فماذا تكون
إن لم نكن نحن كلمات شعرٍ فمن نكون
من الذي بنا يترنم
من فمٍ واحدٍ متعدد الأنغام

شكوى

إذا كنتِ عصفورًا
فإني دودةٌ
منقارك يشدو بغناءٍ
أصوغه من أحشائك
تبحثين في الطين عني
لكني أغنّي
أغني وأنا في فمك
وأنت لا تسمعين
لا تسمعين غير غنائك