جميل نمور

1407-1356هـ 1986-1937م

سيرة الشاعر:

جميل داوود نمور.
ولد في بلدة بعقلين (الشوف - لبنان)، وتوفي في الولايات المتحدة الأمريكية، ودفن بمسقط رأسه.
قضى حياته في لبنان وإفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية (كاليفورنيا).
تلقى علومه الأولى في بلدة بعقلين، ثم قصد بيروت والتحق بالجامعة الأمريكية فأنهى دراسته الثانوية بها، ثم نال شهادة الفلسفة عام (1956)، وفي عام
(1958) سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية والتحق بجامعة كاليفورنيا في مدينة سكرمنتو، وخلال ذلك سافر إلى فرنسا وألم بالثقافة الفرنسية، كما أتقن اللغة
الإنجليزية.
التحق بجامعة أريغون فنال فيها إجازة في الفلسفة، ثم نال الماجستير كما حصل على الدكتوراه (1969).
تولى تدريس اللغة العربية وآدابها في الكلية العالمية بلبنان عام 1957، وفي عام 1958 أنشأ مع نخبة من الشباب الوطني مجلة (صوت الشباب)، ثم سافر إلى
الولايات المتحدة حيث أصبح رئيسًا لدائرة الفلسفة وأستاذًا للفلسفة بجامعة كاليفورنيا حتى وفاته، كما أنه تولى رئاسة الأكاديمية العالمية في سكرمنتو.
كان مستشارًا للجالية العربية في الولايات المتحدة الأمريكية.
كانت له أنشطة ثقافية وسياسية وعلمية واسعة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تولى إدارة مشروع التفكير الناقد، كما كان يعرض بعض المشكلات العربية والعالمية على شاشات التلفزيون ويعلق عليها بالرأي والنقد.

الإنتاج الشعري:
- له قصائد نشرت في مجلتي الحكمة والأديب: «سؤال»،و«خطرات» - الحكمة (ع10) - 1954، و«مؤاسية» - الحكمة (ع11) - 1955، و«عرفته» - الحكمة - 1956، و«في ريفنا» - الأديب (جـ1) - 1956، و«عرزال» - الأديب (جـ1) - 1956، و«إلى شاعرة» - الأديب (جـ 9) - 1956.
شاعر مجدد، كتب القصيدة العمودية، كما كتب الشعر المرسل، وبعض قصائده أقرب في صياغتها إلى النثر الفني، ومجمل شعره متواصل مع شعراء المهجر من حيث
ثراء الخيال وسلامة اللغة وتناول المعاني الإنسانية والوجدانية، وله في ذلك قصيدة (سؤال) التي تعكس نازع التجدد، وعمق الطابع الإنساني، كما تتسم بتداخل الصور ومتانة التراكيب المجازية.
في عام 1958 حصل على جائزة الخدمة الاستثنائية المميزة من الجامعة، كما أدرج اسمه في دليل العلماء الأمريكين، وكذلك في دليل العلماء العالميين (1979).
وكانت جامعة كاليفورنيا قد دأبت على إحياء ذكراه سنويا في قسم الفلسفة.

مصادر الدراسة:
1 - نجيب البعيني: شخصيات عرفتها - دار الكتاب العربي - بيروت.
2 - محمد خليل الباشا: معجم أعلام الدروز (مج 2) - الدار التقدمية المختارة (لبنان) 1990.
3 - الدوريات: رؤوف الفيض (ترجمة): الكلمة للشباب - ترجمة إلى العربية لكلمة جميل نمور - مجلة الحكمة - عدد 1956.

إلى مؤاسية

لا تقولي طلعَ الفجرُ ولاحْ ________________________________________________________________
أنا ليلٌ لا يوافيه صباحْ _______________________________________________________________
أمسيَ الدَّامي رؤًى مخضوبةٌ ________________________________________________________________
وليالٍ غرغرت فيها الجراح _______________________________________________________________
وغدِي يحملُ في طيَّاته ________________________________________________________________
بحَّةَ الآهِ، وحزنًا ونواح _______________________________________________________________
أنا يا أختيَ شعرٌ هلهلت ________________________________________________________________
قسوةُ الدَّهرِ قوافيه الملاح _______________________________________________________________
وشبابٌ حُرِم الدُّنيا فما ________________________________________________________________
لذَّ لي الآتي ولا طاب المتاح _______________________________________________________________
كلَّما انداحت على آفاقه ________________________________________________________________
رفَّة جذلى تهادى بارتياح _______________________________________________________________
وهمى الزَّهو على مأملِه ________________________________________________________________
يكتبُ الأفراحَ في سِفرٍ الرواح _______________________________________________________________
لا تقولي طلعَ الفجرُ فلن ________________________________________________________________
يطلعَ الفجرُ ولن يبدو صباح _______________________________________________________________

سؤال

وأظلُّ أسألُ عن صباحْ
عن فجريَ الورديِّ، عن أملٍ متاح
أملٍ يدغدغُ مقلتي التعبى ويدعوني تعالْ
الليلُ لفّ قميصَه السَّوْدا وراح
والصبحُ صبحُك فرَّ من طوقِ المحالْ
وانداح نهرًا، من لآلْ
وأتيه عبرَ مواكبِ الوهم، وبرد الذكريات
عبرَ السِّنين الموحشات
لأرى تماسيحَ الظلام
أشداقها تجترُّ أسئلتي القديمه
والسؤال
أين الصباح؟؟
ما زال يهدرُ في فمي
سيظلُّ يسعلُ في دمي
حتى إذا جفَّ الرواءُ بمقلتي وغفت جراح
ومشى معي في مأتمي
طلعَ الصباح

إلى شاعرة

جَذِّفي، جَذِّفي يا نوار
انشدي الشراعَ الأبيضَ، إن فيه من رائحة يدَيْ
جدَّتي ما يشدني إلى السَّفحِ، حيث البركات، والخيرات
جذِّفي يا نوار
غنِّيني، إنَّ في أغنياتك ما يطفئ غلَّةً، ويجبر
خاطرًا، ويبلُّ ريقًا
لا تزمّي فمَك يا حلوتي أطلقيها أغرودةً تُثْمِلُ نفسَ
الشعراء، تؤنس من غربتهم
يبس العودُ في السَّفحِ يا حبيبتي، وذبُل البنفسج،
ودقَّت أعناقُ الشحارير ولفَّ الجدبُ مساربَ الجداول
ومساكبَ الجوري
تَخَّت عظام «النول» وأكل الصدأُ جرسَ الكنيسةِ
في الحارة الشرقيه
وكأنّما بحت حناجرُ الرُّعيان، وتناثر القصب
الجريحُ بين أيديهم
غربةٌ غربةٌ في السفح، وحرامٌ عليك أن تزيدنا
غربةً على غربه
لا لا، جذفي يا نوار إن في تثاؤبِ الموجِ من
الرتابة ما يوحش
في السَّفحِ يا حلوتي بيتُنا، بيتُنا المخروب،
وكرمُنا والسنديانةُ العجوزُ، ومرابعُ الصِّبا
وهبطْنا السَّفحَ، وخلفَنا تثنَّى الماءُ، وغربةُ السَّرحةِ
على وجهه ولكن لم تؤنس الوحشة، ولم تضمنا
هنيهةً مكوكبةٌ وبقينا غربةً في غربه

نعمة

وأقمتِ لي من «لا شيءَ» هياكلْ
أهرقتِ على مجامرِها قواريرَ بخور
وكنتِ فكانت النجوى صنوَ
الوثباتِ في الخاطرةِ وكانت دُنا
عبقةً لا يضاهيها إلا العبقُ المنثورُ من
أردانِ السِّنديانةِ العجوزِ فوقَ، خلفَ
المنحنياتِ السُّمر عندنا في الجبل
وجلوتِ ليَ الغد موّارًا بطيبِ
الآتي، وأرحتِني من فراغٍ ميتٍ
ضجَّت به حكاياتُ أمسي، وعافته
هنيهاتٌ لي كانت تخترقُ حجبَ الظنِّ
لتغترب في المطلق
جبارةٌ أنت كساعدِ فلاحٍ مجدولٍ
حلوةٌ كبُرعمةِ حقلٍ نديانةٍ، معطاءةٌ
كالشّباب الشّباب
جبارةٌ فللفيالج الصفراء، برد
الذاتِ اليائسة، نقمةٌ عليكِ وأيةُ
نقمة
وللأقبيةِ الضيِّقةِ، الضريرةِ
ثاراتٌ
ولي أنا، انفلاتٌ، وبعثٌ
وطيبُ مواسمٍ، ونعمةُ نعمةُ
الكلمة