جيلاني طريبشان

1422-1364هـ

سيرة الشاعر:

جيلاني محمد محمد طريبشان الرجباني.
ولد في قرية الرجبان (الجبل الغربي - ليبيا) وتوفي فيها.
عاش في ليبيا وزار مصر والمغرب والعراق.
تعلم في قريته الرجبان، فالتحق بمدارسها الابتدائية فالإعدادية، ثم انتقل إلى طرابلس لمواصلة تعليمه، وحصل على شهادة التدريس الخاصة في مجال الفنون الجميلة (1965).
عمل محررًا في صحيفة الأسبوع الثقافي بطرابلس.
اشترك في عدد من المهرجانات الأدبية، منها مهرجان الشعر العربي بطرابلس، ومهرجان المربد الشعري بالعراق.
كان عضوًا برابطة الأدباء والكتاب بطرابلس.

الإنتاج الشعري:
- له ديوان بعنوان: «رؤيا في ممر 1974» - الدار العربية للكتاب - طرابلس - 1978، وله ديوان بعنوان: «ابتهال إلى السيدة ن» - الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان - مصراتة (ليبيا) - 1999، وله قصائد عدة نشرتها صحف ومجلات عصره، منها مجلة الفصول الأربعة، وصحيفتا الأسبوع الثقافي، والفجر الجديد الصادرة جميعًا في طرابلس، وصحف الأيام والبلاد والأقلام العراقية، و له ديوان بعنوان «مكابدات» (مخطوط).

الأعمال الأخرى:
- له مؤلفات مخطوطة، منها: «خمس صور للحب العربي»، قصص قصيرة، و«ملاحظات ثقافية» - مقالات.
شاعر مجدد، ينتمي شعره إلى قصيدة التفعيلة والكتابة على السطر الشعري، معتمدًا فيه على الرمز والإحالات الدلالية العميقة، معبرًا عن حلم الإنسان والإنسانية، وأرقها الأبدي بين صراعها مع الحياة وصراعها مع الجوع والفقر والحروب والنفي، وكل مظاهر الحياة المادية المحدثة. يجسد في شعره الهم القومي، وينتقد مظاهر الحياة من زيف وخداع وظلم المحكومين على أيدي حكامهم. تظهر في قصائده مستويات من التناص مع شعراء قدماء، وحكماء، وأحداث تاريخية وأسطورية.

مصادر الدراسة:
1 - قريرة زرقون نصر: الحركة الشعرية في ليبيا في العصر الحديث - دار الكتاب الجديد المتحدة - بيروت 2004.
2 - سيرة ذاتية سلمها المترجم له نفسه إلى الطاهر الحويج - طرابلس (الغرب) 1997.

يا صاحبي

نحن لم نلتقِ في العراقِ
ولا جمعتنا الطوابير في القاهرهْ
ولا ظلّلتنا سماءُ اليمنْ
فانتظرني هناكْ
قبل أن تبدأ المذبحه
إن بيروت لم تنهزمْ
فهي ملءُ المدى أضرحه
وهْي فوق كلِّ التلالْ
شاهدُ العصرِ والمهزله
صار بيني وبينك تذكرةٌ للمرورْ
وجوازُ السفرْ
غير أنِّي تذكَّرت في ردهاتِ المطارْ
أنَّ قلبي حجرْ
أنّ روحي ملطَّخةٌ بالأسى
فمتى يا رفيقَ الضياعِ
تنبتُ الأجنحهْ!؟
أنت يا صاحبي
صرت لي هاجسًا مغربيّاً
فقرانا التي أينعت في العقولْ
أحرقتها رياحُ الجنونْ
إن سرَّ تواجدِنا العبقريِّ يشبه الملحمه

إغفاءة على صيد ولادة

ذاتَ مساءْ
وقفتُ عند بابِ مدخلِ الحمراءْ
قرأتُ «لا غالبَ إلا اللهُ»
واستدرت عجبًا لروعة الأحرفِ واللقاءْ
وحينما أفقتُ كنتُ تائهًا وحيدْ
بحثتُ عن سيفي الذي منحني طارقٌ في الصحراءْ
فككتُ غمدَه فضجّتِ الأضواءْ
وانبهر الألمانُ والإسبانُ
وزغردت من حوليَ النساءْ
مَن هذه المفتونةُ لعلّها أسماءْ
لعلها الخنساءْ
تصرخُ بالمواقف ولهًا إن جرَّد السيفَ
رجلٌ في الحلبه
فالموتُ لن يأتيك لحظة العطاء واكتبْ على مئذنةِ الحمراءْ
ملحمة الثورةِ والبقاءْ
وكدتُ أن أسقطَ لحظةَ الإغماءْ
لكنني ارتجفتُ طائعا
مدّت يدًا ولادةٌ وانسحبتْ
أسماءْ
حلمتُ يا ولاده
عيناك لي أرجوحةٌ وصدرك الوساده
نمتُ على أطرافها سبعة القرونْ
رأيتُ في سهولها جحافلَ المغولِ
تفرُّ عند لحظة المعانقه
تهوي أمام طارقٍ أو زأرة المنصورْ
حين أفقتُ كان البحر من ورائي وعسكرُ الإفرنج من أمامي
وسفني تلتهم النيرانُ أشرعتَها ورايتي منكّسه
شربتُ ماء البحرِ
لم أرتوِ لكنني أفقتُ
وجدتني أصرخُ في العراءْ
أيتها العنقاءْ
أيتها المدينةُ التي لا تعرف الحب ولا العطاءْ
هذا زمانُ الفرسِ المكسورِ وسطَ الحلبه
يركلُه حتى الرجال الجوفُ
يولون انكسارًا دون معركه
ونحن لا ندركُ أن القمرَ الوافدَ من سيناءْ
مزيفًا خِزيًا من القواعد التي ينصبها الأعداءْ
شعاعُه خبا
من جبل الأسلحة المكوَّمه
ومن تلال الأحذيه
وخيطه الوردي بات ألف ألف مشنقه
أيتها الطحالبُ العمياءْ
قاع المحيطِ ضجَّ بالأجساد والنساءْ
يبعن لحمًا عربيّاً عند كل منحنى
وها أنا أقولها للسنة العشرية لتسقطِ المؤامره
لتسقطِ المؤامره

يحلم المتعبون

يحلم المتعبونَ بالماء والعشبِ
يجرون إلى ضفَّةِ النهرِ
يبنونَ أكواخهم
من الأحلام التي طاردتها الفصولْ
غير أنّ الفلولْ
أنهكتها المجاعة غرقَتْ
ما عاد يجديها صبرُ أيوبَ
ولا قواربُ نوحْ
ذبلت عيون أطفالِها
صارت تنبشُ الصخرَ
فخاضت أقدامُها في الوحولْ
بذرتُ في هشيم الغبارِ حبّاً
فما اخضرَّت الأرضُ يومًا
ولا أثمرت يابساتُ الحقولْ
يصدحُ الصَّمتُ بالغناءِ
ويهفو وجهُ محبوبتي للصباحْ
تتعرّى الأماني على وجنتيها
فتردّ جدائلَها الحالكاتِ الرياحْ
تتوارى أحزانُها، تختفي
عن جبينِهاعادياتُ الجراحْ
حيث تبدو أنهاريَ الصافياتُ تلوحُ
كمرايا الفصولْ