إبراهيم بن علي الأحدب.
ولد في مدينة طرابلس (شمالي لبنان) وتوفي في بيروت.
عاش في طرابلس الشام، وبيروت، والمختارة (لبنان) ودمشق، والقاهرة، والآستانة.
تلقى علومه الأولى في مدارس طرابلس، فدرس العلوم العربية والفقهية والأدبية، كما درس على شيخ الطريقة (الصوفية) الخلوتية.
تصدى للتدريس في عمر مبكر (22 عاماً) فذاع صيته، قصد الآستانة فاجتمع بعلمائها، وقصد السلطان عبدالعزيز (أو عبدالحميد خان) ومدحه بقصيدة. دعاه سعيد جنبلاط لتعليم أولاده. ولكن فتنة 1860 في لبنان أقلقته فعاد إلى طرابلس، ثم ذهب إلى بيروت موظفاً بالمحكمة الشرعية حتى ترقى إلى رئيس كتاب المحكمة. إبان ذلك كان يكتب في «ثمرات الفنون» وهي أول جريدة إسلامية في بيروت، وفي مراحله الأخيرة درّس في المدرسة السيلمانية ذات الشهرة البالغة.
عين عضواً في شعبة مجلس المعارف في لواء بيروت، ثم انتخب عضواً في مجلس معارف الولاية.
الإنتاج الشعري:
- تبالغ الروايات جداً فيما ينسب إليه من شعر حتى ليتحدث بعضها عن ثمانين ألف بيت!!ومع هذا فإن دواوينه الموثقة ليست بالقدر القليل، فيذكر الفيكونت فيليب دي طرازي أن له ثلاثة دواوين: ديوان شعر نظمه في صباه، مرتب على ثمانية فصول، ثم ديوان: «النفح المسكي في الشعر البيروتي» - صدر سنة 1866، وديوان ثالث نظمه لاحقاً.
الأعمال الأخرى:
- له مجموعة رسائل مما تبادله مع مثقفي عصره، نشرت بعنوان: «الوسائل الأدبية في الرسائل الأحدبية» طبع في القاهرة 1884 ، وثمانون مقامة بطلها أبوعمرو الدمشقي وراويتها أبوالمحاسن حسان الطرابلسي. لاتزال مخطوطة، وحوارية أدبية بين السيف والقلم من فصول (سمَّى الفصل مغايرة) وهي خمس وعشرون مغايرةً، وهي بعنوان: عقود المناظرة في بدائع المغايرة - لاتزال مخطوطة، وله قصص ومسرحيات مبتدعة، ومترجمة، وذات أصل تراثي، منها: ديك الجن مع زوجته ورد، ولادة بنت
المستكفي مع الوزير ابن زيدون، أبونواس مع جاريته جِنان، الإسكندر المقدوني - فدراء ( فيدر -3 ) - لا سلامة من الخلق.
كان مولعاً بالنظم ومعارضة الشعراء، حتى لقد نظم كتاب الأمثال للميداني، وسماه: «فرائد الآل في مجمع الأمثال». ووضع «بائية العرب» يحاكي بها لامية العرب للشنفرى. وكان آخر تصانيفه كتاب بعنوان: «كشف المعاني والبيان عن رسائل بديع الزمان» - طبع في المطبعة الكاثوليكية - بيروت 1921، وغير هذا كثير.
لم يخرج شعره عن نهج القدماء في شيء، مع قدر من التفاوت ما بين الجودة وقيود التقليد، كما كان حريصاً على تحلية شعره بفنون البديع حتى لايكاد يخلو بيت من صناعة بديعية، أو نكتة أدبية، أو مثل سائر، أو حكمة بالغة. ومن الطبيعي أن يؤدي هذا الحرص إلى التكلف وتعثر الفكرة.
أطلق عليه لقب «الموسوعي» لتنوع معارفه وقدرته على ارتجال النظم.
مصادر الدراسة:
1 - زينب قاروط: الشيخ إبراهيم الأحدب، حياته ومؤلفاته - دار الإنشاء - طرابلس، (لبنان) 1981 .
2 - عبدالرزاق البيطار: حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - مجمع اللغة العربية - دمشق 1961 .
3 - عمر رضا كحالة: معجم المؤلفين - مكتبة المثنى ودار إحياء التراث العربي - بيروت 1957 .
4 - فيليب دي طرازي: تاريخ الصحافة العربية - المطبعة الأدبية - بيروت 1913 .
5 - مارون عبود: رواد النهضة الحديثة - دار مارون عبود، ودار الثقافة - بيروت 1979 .
6 - محمد درنيقة: الطرق الصوفية ومشايخها في طرابلس - دار الإنشاء - طرابلس 1984 .
7 - يوسف أسعد داغر: مصادر الدراسة الأدبية - منشورات جمعية أهل القلم - بيروت 1955 .