حسن النجمي

سيرة الشاعر:

حسن بن حسن النجمي.
ولد في فلسطين.
عاش في فلسطين والأردن وسورية وقطر.
درس المرحلة الابتدائية في فلسطين، وورد عنه أنه حصل على شهادة الثانوية العامة.
شارك في العديد من الأنشطة الثقافية والسياسية.

الإنتاج الشعري:
- له ديوانان شعريان: «كلمات فلسطينية» - دار الآداب - بيروت 1965، و«في البدء فلسطين» - دار الآداب - بيروت 1966، وله بعض القصائد المتفرقة والمنشورة في مصادر دراسته.

الأعمال الأخرى:
- كتب بعض المسرحيات في مجلة الآداب منها: «الصمت والرياح» (أهداها إلى الشاعر خليل حاوي) وهي من مشهدين ع5 ، س11 - مايو 1963، و«الشاهد» - ع9 ، س11 - سبتمبر 1963، و«بعد العاصفة» (وهي مسرحية شعرية) - ع12، ك1 ، س11 - 1963.
راوح في شعره بين القصيدة العمودية والقصيدة الحديثة ذات التفعيلة الواحدة مع غلبة القصيدة الحديثة، وهو في كليهما متمكن ويكاد شعره يدور في إطار شعر
مجايليه من شعراء النكبة الفلسطينية، وهو شاعر مجدد وصاحب رؤية يغلب على بنيته الشعرية طابع الحنين والشوق، وفي شعره ملمح إنساني عذب.

مصادر الدراسة:
1 - راضي صدوق: ديوان الشعر العربي في القرن العشرين - دار كرمة للنشر - روما 1994.
2 - عرفان أبوحمد: أعلام من أرض السلام - شركة الأبحاث العلمية والعملية - جامعة حيفا - حيفا 1979.
3 - الدوريات: مجلة الآداب البيروتية لسنوات 57 - 1965، ومجلة الدخان القطرية.

بطاقة بريد

من دهورٍ وأنا أرقب أن آتيكِ
أن تأتي على غير انتظارِ،
عابرًا غيمة حبٍّ في الصحاري
طافرًا مرجَ اخضرارِ
يا مدًى يُفتح يا وعدًا بثارِ
إنني شرّعتُ قلبي لكَ -
فتَّحتُ قفاري
ومددتُ الكفَّ كي أفتح داري
خَيَّل الشوقُ لعينيَّ
وكفّي أنني صرتُ بداري
أنت لا تعرف ما حُمّى الدوارِ
ما الذي ينزف دمّاً في قراري
أنت لا تعرف ما كان انتظاري
يا هوًي ضيعتُ في عين النهارِ
بين بشرى عاثرِ الأمسِ وأقدامِ الصغارِ
يا رؤًى تصلبني في الشمس موسومًا بعارِ
لم تلوِّح في المدى لي كفُّ صاري
سئمتْ وجهيَ ردهاتُ المطارِ
ومحطاتُ القطارِ
منذ أن طال انتظاري
غلَّف الحزنُ مداري
رحت أعمىً،
عدت أعمىً لغتي الصمتُ،
خيالاتي حواري
إنني أخجل من صمتٍ يُواري
تربةَ الطفل بقلبي -
إنني أخجل من صوتٍ يُماري
قلقي، حبيَ للآخرِ،
عيناه حصاري
رفعتْ ما بيننا ألفَ جدارِ
عاره أحمل في الصبحِ،
ويمضي غيرَ دارِ
يتلهّى بالمحارِ
حاسبًا أنيَ أُنسيتُ،
طويت القَلْعَ،
أني لست مثل الأمس يُحييني انتظاري
ضاحكًا ألمح في العتمة جاري
«واحدٌ في العالم الحقلُ،
حجارٌ كلّ دارِ
كلُّ ميناءٍ عبيدٌ ورصيفٌ وجوارِ
أنا لن أتركه يمضي قطاري
فرغت من مائها كل البحارِ
سوف تقضي العمر جريًا في البراري
شاعرًا يصرعها الحلمُ،
سدًى، قابضَ نارِ»!!
كنتُ لو أُنسيت لا يقتلني همسُ صغاري
عن بساتيني وحقلي وثماري،
عن رجوعي بالبوارِ
وقبوعي بين جدران انتظارِ،
كنت ألقيت حجاري
حينما شئتُ،
رفعت السقفَ، نشَّرتُ بذاري
كان لا أهوَنُ
- لو أُنسيت - من موتيَ في القفرِ،
انتحاري
أنا لا ثالثَ لي يبعثني
غيرُ انتصاري
غير ثارِ
بعده آتيكَ،
تأتيني على غير انتظاري
يا هوًى غلَّف بالحزن مداري
يا هوًى يدرك أني
لغتي الصمت، جراحاتي حواري

من قصيدة: تشرين والغرق

«تشرينُ عادَ»
العارُ للعنقِ
ملء الأكفّ وفي رؤى الحدقِ
ما عدتُ أسأل أيَّ مفترقِ
تمتصّ أذرُعه دمي، عَرَقي
كلَّ الدروب طرقتُ في حَنَقي
شوهاء أم الكلِّ -
لم ألمح سوى الشبقِ
في أعين الأوغادِ،
لم أبصر سوى مِزَقي
ما عدت أسأل أي مفترقِ
الريحُ بيتي،
الريح يومي، الريح منطلَقي
قبلاتُ من أحببتُ محرقةٌ،
صَلبٌ على الأعواد في الغسقِ
العار للعنقِ
بيع العبيد - ولم أرقص بمأتمهم
والخَلُّ بعد الشوكِ!
هل سدّوا به رَمقَي؟!
لليوم لم أفقِ
أنا ناثرُ الكلمات، أصدقها
عادت تصبّ الموت في طُرقي
وجهي هنا في السوق أعرضه
لا شمسَ في أفقي
صمدت على ظمأٍ تبشّرهم
أغنيّتي، بالوأد، بالغرقِ
حيفا يمزقني الحنين لها -
أمضي على سفنٍ من الورقِ
يا ساعةَ الأرقِ
مُدِّي جناحَك، صعِّدي، انطلقي
صيري الزمانَ،
توتَّري عمرًا
في أعظمي، وتألَّقي، احترقي
تشرينُ عاد اليومَ
عاد العارُ للعنقِ
المجد للخفّاش يمنحه
للقبلة العوراء، للديدان، للعلقِ
للصوت يُنخر في المدى الدَّبقِ
لي عودةٌ حمراءُ ظالمةٌ
يا عابدَ الثأرِ أحرقهْم به، احترقِ