حسين البرغوثي

1423-1374هـ 2002-1954م

سيرة الشاعر:

حسين جميل البرغوثي.
ولد في قرية كوبر (محافظة رام الله)، وتوفي في مدينة رام الله (فلسطين).
عاش في فلسطين، وهنغاريا، وأمريكا.
تلقى تعليمه الأولي في مسقط رأسه، ثم انتقل إلى مدينة رام الله لاستكمال تعليمه الثانوي، سافر بعدها في بعثة إلى هنغاريا لدراسة الاقتصاد، ولكنه لم يكمل دراسته.
عاد إلى بلاده والتحق بجامعة بيرزيت وتخرّج فيها حاصلاً على الليسانس في الأدب الإنجليزي، وحصل على بعثة لمواصلة دراسته العليا في أمريكا حيث حصل على الماجستير والدكتوراه في الأدب المقارن من جامعة سياتل، وكانت فرصته لإجادة عدة لغات.
عمل بالتدريس في جامعتي بيرزيت والقدس قبل أن يختطفه الموت في سن الثامنة والأربعين.

الإنتاج الشعري:
- له من الدواوين: «الرؤيا» - منشورات اتحاد الكتاب الفلسطينيين - القدس 1989، و«قصائد في المنفى، إلى ليلى الأخيلية» 1992، و«توجد ألفاظ أوحش من هذه» 1998، و «ما قالته الغجريّة، مختارات شعرية» - المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت 1999، و«مرايا سائلة»، وله قصائد تغنّت بها المطربة الفلسطينية كاميليا جبران، منها قصيدته: «نلتقي في ذات يوم».

الأعمال الأخرى:
- له من المؤلفات: أزمة الشعر المحلي - منشورات صلاح الدين - القدس 1979، وسقوط الجدار السابع: الصراع النفسي في الأدب - دار العامل - رام الله 1981، والضوء الأزرق (سيرة ذاتية) - بيت المقدس - القدس 2000، وحجر الورد - مؤسسة الأسوار - البيرة 2002، والفراغ الذي رأى التفاصيل (تحرير: مراد السوداني)، بيت الشعر الفلسطيني ودار البيرق 2006، والضفة الثالثة لنهر الأردن (رواية) - منشورات دار الكاتب - القدس 1984، وسأكون بين اللوز، والصراعات النفسية في الأدب، وريشة الذهب، ولا لم يمت (مسرحية)، وترجم إلى العربية مسرحية شكسبير الشهيرة (روميو وجولييت).
شاعر تجريبي، تنتمي تجربته إلى الجيل الأحدث في القصيدة العربية ذات الروافد المتعددة: التراث العربي، الثقافة الغربية، القضية الفلسطينية، أزمة المجتمع العربي. عكست تجربته همومه الحضارية، قال عنه المتوكل طه: «أراد من مشروعه الإبداعي أن يتحول إلى نص حضاري بكل معنى الكلمة. اعتمد في كثير من قصائده على الأجواء الأسطورية، وابتكار الصور.
أنجز المخرج تيسير مشارقة فيلمًا وثائقيًا عن حياة المترجم له بعنوان: «شاعر الضوء الأزرق» 53 دقيقة (2003).
أقامت وزارة الإعلام الفلسطينية أسبوعًا خاصا له جرت فعالياته في مختلف أرجاء فلسطين (24: 1 من مايو 2006) وذلك عبر تقديم أوراق نقدية، وشهادات، وعروض فنية، وغيرها.

مصادر الدراسة:
1 - موقع وزارة الإعلام الفلسطينية على شبكة المعلومات: ...
2 - الدوريات:
- المتوكل طه: بدأ معرفيًا وانتهى عرفانيًا - الحقائق - 5 من سبتمبر 2005.
- تيسير مشارقة: التحول الحداثوي عند حسين البرغوثي - صحيفة الحقائق

من قصيدة: النسر

موجٌ يجيءْ
من داخل القلب، ويأخذ شكلَ الكلام البطيءْ
إني أحسُّ لعلها خانتْ،
أحسُّ النخل مثلَ العصافير نحو الخيانة صار يميلْ،
وهذا الغروبُ، على مفرِق الرأس، يخضرُّ تاجًا، يضيءْ
أحسُّ الصنوبرَ يطفح أو يتجلّى
شبيهَ غسيل السماء على أفقٍ يشتعلْ
أحسّ
ترِنُّ ضحكتها بين أجراس الكنائسِ،
هذا ابتعاديَ عنها،
إنني أنفصلْ
أنام على ظهر قُبَّرةٍ، مثل نجمٍ تَخمَّر بين المسافاتِ
التي ترتحلْ
فلعلّها خانت، أُحسُّ،
لعلّ المسافات تزداد بعدًا، أَمُّد يدي إلى نجمتين وأعجبُ
كيف هنا نتّصلْ؟
أنا النسر فوق القناطر كالرغبة الواقفه
أطير إلى عشٍّ تعودتُ فيه الحياةَ،
وفوق الصخور البيض يلمع نجمٌ وطلُّ
لماذا أظلّ، وفي العينين يومض بحثٌ، ولم يبق من قوةٍ
في جناحيّ إلا الأقلُّ الأقلُّ؟
بارٌ قديمٌ في الضواحي،
أحسُّ الصبايا يحِّبذنَ قهقهةً من غبارٍ تراكم فوقَ
جناحيَّ،
أو من ألف ضعفٍ تسلّل بين المخالبِ،
أشعر يسخر من شيخوخة الجزء كلُّ!!

حال..

أحيا ولا أحنو على أحدٍ، ولا أحزنْ
ولا أجني على وردٍ،
كشحمٍ أسودٍ لزجٍ على عجلٍ مُسنَّنْ
في بطن ماكنةٍ مُمَكْننْ
كل ما فيَّ، عصافيرٌ من المطاط، في قفص من الرمل الملوَّنْ
ووجهيَ نافورةُ ماءٍ في الشتاءِ،
يسيلُ،
وبردٌ جديدٌ في الهواءِ،
أميلُ،
إلى حيث ترمي بي «القوى» نحو ذكرى
من المدن القديمة، أو نحو مخزنْ
من الكلمات التي تشبه بارًا يضيء، وفيه جازٌ،
والزبائن ناموا على الطاولات، عليه أمرُّ، وفيَّ
مرارةُ ظلٍّ، وعينايَ من مللٍ ومعدنْ

من قصيدة: جاز شرقي

بيدي رميتُ حبيبتي للمدِّ فانحسرت مع الماضي يدايْ
صارعْتُ في الغابات أنواع نمورٍ جرَّحتني جروحًا،
ولما بقيتُ لوحدي داستْ عليَّ خطايْ
ما كنتُ أرعى الإوزَّ وماعِزَكم
في جبالٍ لكمْ
ما كنت نايْ
كنت الفراغ الذي في داخل الناي من غيرهِ
لا تقدرون على الغناء فقد
صمَّمتُ نفسي فراغًا وصمتًا لكم
كي تُغنّوا الغنا
أين هُوْ؟ أينكم؟
إن هندستي أن أصمِّم نفسي وصمتي غنايْ
وهذا الوادُ من برقٍ على حجرٍ إلى مطرٍ على شجرٍ،
يشدُّ رؤاي وحزمةً من نرجسي وغنايَ، دفنت الأحبَّةَ،
خيرَ الأحبَّةِ
فيه، الأسودَ الثلاثةَ، فاتركوني كي أفتِّش في
فضائيَ عن سمايْ
حكمتي في خطوتي والدرب خطٌّ مائلٌ أو زائلُ
مستفعلن أو فاعلاتن فاعلٌ
هذا أوانُ الشدِّ فاشتدِّي زِيَمْ
قد ساقك الدهر لسوَّاق حُطم
ليس براعي إبلٍ ولا غنم اتركوني
كأني على الوجناء في ظهر موجةٍ
رمت بي بحارًا ما لهنَّ سواحلُ
سوف يحرسني الله أو قدمي
أو قرُّ هذا البرِّ أو قلمي
أو صرُّ هذا الإرث من عدم
اتركوني، نويتُ الرحيل،
وداعًا ، بني أمي،