ديمتري بن نعمة الله بن يوسف خلاط.
ولد في مدينة طرابلس (شمالي لبنان) وتوفي في مدينة الإسكندرية، وبين مسقط رأسه ومرقد جسده انقسمت حياته، وإن طوّف بأنحاء من أوربا وصفها في كتاباته.
تلقى تعليمه المبكر في كتاتيب طائفته الأرثوذكسية، حتى أتقن العربية والفرنسية والحساب، وفي مدرسة الأمريكان العليا درس الإنجليزية والرياضيات والطبيعيات، واتسعت دائرة معارفه العربية.
اتسعت دائرة علاقاته بالأدباء، وكان من أساتذته يعقوب صروف صاحب «المقتطف» لاحقًا، وامتدت علاقاته ما بين طرابلس وبيروت.
ترك طرابلس عام 1879 قاصدًا الإسكندرية، ملتحقًا بأخيه نسيم، وموظفًا بمحله التجاري إلى أن استقل هو أيضًا بتجارته وأصبح من كبار الأثرياء الشاميين بمصر.
لم يحترف الكتابة، وإنما مارسها لتكون مدخلاً إلى المجتمع، وقد أحلّه مركزه التجاري موقعًا مهمًا في جمعية التجار بالإسكندرية، كما كان له نشاطه الخيري بين طائفته، وكان عضوًا متقدم الدرجة في المحفل الماسوني الفرنسي في الإسكندرية.
مع تمصّره وامتداد حياته في مصر ظل شاخص البصر إلى وطنه لبنان مخلصًا لأعراقه وتاريخه الفينيقي وتطلعه العلماني، كما حملت الأهرام والمقتطف والمقطّم مقالاته وأشعاره، وهي الصحف التي أسسها بنو وطنه.
الإنتاج الشعري
- له كتاب: «خطرات الشعور» جمع فيه قصائده ومقالاته التي سبق نشرها صحفيًا - مطبعة جريدة البصير - القاهرة 1938.
الأعمال الأخرى:
- له كتاب في أدب الرحلة، بعنوان: «سِفْر السَّفر إلى معرض الحضر» - مطبعة المقتطف - القاهرة 1891، و يشير كتابه «سفر السفر» إلى أنه نشر رواية متسلسلة في جريدة الأهرام (1881 - 1882).
لا يكشف شعره المتاح عن مدى إمكاناته، إذ لم يعطِ قلبه كُلِّية للشعر، ولعل طبيعة المرحلة وموقفه الفكري (من لبنان ومن الإنجليز) مهّدا لتراجعه عن الاهتمام بالأدب. تجمع قصائده بين الإبداع والترديد، وبين العبارة الساذجة والصورة العميقة، وقد يجترح الخطأ اللغوي والانحراف العروضي، على أن بعض قصائده ذات النفس السردي الحكائي خاصة تنبئ عن قدرة فنية وثروة لفظية تتجاوز ما تدل عليه قصائد المناسبات الغالبة على مجموع قصائده.
مصادر الدراسة
1 - ديمتري خلاط: سفر السفر إلى معرض الحضر.
: خطرات الشعور.
2 - عمر رضا كحالة: معجم المؤلفين - مكتبة المثنى ودار إحياء التراث العربي - بيروت (د. ت).