صافي الطريحي

سيرة الشاعر:

صافي بن كاظم بن ضياء الدين الطريحي الأسدي.
ولد، وعاش، وتوفي في مدينة النجف (جنوبي العراق)، أخباره شحيحة، وتاريخ مولده غير موثق، ولكن المجاميع الشعرية حملت قصائده فدلت عليه.
توفي حوالي 1250هـ/1834م.
تتلمذ في النجف على جمع من الشيوخ منهم السيد مهدي آل صاحب الرياض.
وصفه معاصروه بأنه: قوام أسرته، ورئيسها، وعيلمها، وأنه من الأتقياء الأفاضل، والفقهاء الأماثل.

الإنتاج الشعري:
- المأثور الباقي من شعره قطع وأبيات قلائل تضمنتها مصادر الدراسة.
شعره شعر مواعظ دينية وتوجيه أخلاقي، تمازجه نزعة إلى صياغة الحِكَم، وليس فيما بين أيدينا قصيدة كاملة.

مصادر الدراسة:
1 - جعفر آل محبوبة: ماضي النجف وحاضرها (جـ2) - المطبعة العلمية - النجف 1955.
2 - جواد شبر: أدب الطف - مؤسسة الأعلمي - بيروت 1980 .
3 - كاظم عبود الفتلاوي: مستدرك شعراء الغري (جـ1) - دار الأضواء - بيروت 1423هـ/ 2002م.

جمع المال

بجمْع الفتى للمال كم كان يتعبُ
وذاك الفتى يفنى وذا المال يذهبُ
وتبقى حقوقُ اللهِ فيه مطالبًا
بها ليته ما كان يسعى ويتعب

عليك بالعلم

يا من يروم لنفسه أعلى الرُّتبْ
فعليكَ علماً زانه حسنُ الأدبْ
فدعِ المطامعَ كلَّها فلكم غدتْ
تُزري بصاحبه وتُدنيه العطب

لا تصحبنّ بخيلاً

لا تصحبنَّ بخيلاً إنَّ صحبتَهُ
لا خيرَ فيها لمن قد كان قد صحبَهْ
إذ كان عادتُه خذلانَ صاحبهِ
من بخله حيث أمرٌ منه قد طلبَه
بل لو هُمُ خيّروه صلبَ صاحبهِ
يوماً وفي بذل أدنى ماله صلبه
فابعدْ عن القرب منه واتّخذْ بدلاً
ما كان مذهبُه في دينه ذهبه

غدر الدنيا

كم من أناسٍ وافقتْهم رفعةٌ
وعيونُهم إذ وافقتْهم قرَّتِ!
وكم اغتدتْ دنياهمُ من بعد إذ
هي أقبلتْ أن أدبرتْ وتوّلت!
فكذلك الدنيا تمرُّ على الفتى
وتكرُّ راجعةً كما هي مرَّت

الموت المفاجئ

كم من فتًى في الأرض عَمّرَ أو حرَثْ
ويباشرُ الأعمالَ في حرصٍ وحَثْ؟
ما ساعةٌ أبداً تمرُّ بلا حدثْ
ما بين ذلك إذ غدا تحت الجدَث
كم من فتًى في الدين ليس بمكترث!
وتراه في مسعاه للدنيا يحث
وإذا استغثتَ به لهولٍ لم يُغِث
فكأنما هو لا يموتُ وينبعث

لا تأْسف على ما فات

لا تأْسفنَّ على ما فات في الزمنِ
فإن ذلك من تقديرِ ذي المننِ
لو كان حظَّكَ فيه الرزقُ قدّرهُ
لكَ الإلهُ ولكنْ ذاك لم يكن
وهكذا كلُّ أمرٍ قبل موعدهِ
لا تشغلِ الفكرَ فيه هاجرَ الوسن
ففوّضِ الحالَ لله الجليل وكنْ
مُسلِّماً أمرَه في السرِّ والعلن
وأَشغلِ النَّفسَ ما عمّرتَ في عملٍ
للّه مجتهداً فيه بلا وهن