روّاد طربيه

1425-1353هـ 2004-1934م

سيرة الشاعر:

رواد طربيه.
ولد في قرية شاتين (تنورين -لبنان) وتوفي فيها.
عاش في لبنان وفرنسا.
نال درجة الدبلوم في الآداب الشرقية من جامعة القديس يوسف (1949)، وليسانس في الآداب من جامعة ستراسبورغ (1957)، ثم نال درجة الدكتوراه من الجامعة الأوربية في ستراسبورغ (1960).
عمل في القسم العربي في الإذاعة الفرنسية مسؤولاً عن البرامج الثقافية (1960 - 1969) وعين مديرًا للدورة العربية في اليونسكو (1967 - 1974) وأصبح مسؤولاً عن البرامج الثقافية في راديو مونتي كارلو (1972 - 1989).
شارك في العديد من اللقاءات الشعرية العربية والأوربية.

الإنتاج الشعري:
- له عدة دواوين، ومنها: ديوان «المرايا الدائرة» - منشورات عويدات - بيروت 1966، وديوان «بنيت في الفجر بيتي» - وديوان «قصائد الخمس صفحات».

الأعمال الأخرى:
- كتب بعض الأعمال النثرية تحت عنوان: «دفاتر الثقافة»، ونشر بالفرنسية «انطولوجيا الشعر العربي المعاصر» 1964، وترجم إلى العربية «مختار الشعر الفرنسي من بودلير إلى بريفير» بيروت 1994، و«حب بياتريس الجديد» 1982.
في شعره قدر من التجديد على مستوى الشكل والمضمون، وتحضر في شعره ملامح الاغتراب والوحشة، وفي شعره نفس تأملي في إطار الشعر الحر، وقدرته التصويرية جيدة.
يحمل وسام المعارف الفرنسية من رتبة فارس (1992) ووسام الاستحقاق اللبناني من وزارة التربية.

مصادر الدراسة:
1 - المجلس الثقافي للبنان الشمالي: ديوان الشعر الشمالي في القرن العشرين - دار جروس برس - طرابلس (لبنان) 1996.
2 -طوني ضو: معجم القرن العشرين - دار أبعاد - بيروت (د. ت).

عناوين القصائد:

الخريف

ماذا الخريفْ؟
قُبَّرةٌ منفّرهْ
يلعبُ فيها النور، يلعبْ
يتعبُ منها وهي لا تتعبْ
يلتذّ بالأصعبْ
بالصورة المصغّره
بالخَلْق، بالتأليفْ
قالوا هو الورقُ
والدمعة الحمراء والتهويم والعرقُ
والجهد والحُرَقُ
قالوا فما همّي بما قالوا؟
يلذُّني تشرينْ
مرجوحةً أهزّها تهزَني فيخدر اليقينْ
لا قبلها قبلُ
لا بعدها بعدُ
لا ذِكْرُ، لا وعدُ
قالوا فما نالوا
أطيبُ ما في العالم التخمينْ
لو كانتِ الأوراق تعرف بعض أسرار الجذورِ
لتناثرت فرحًا تهدهدها أمانيّ النشورِ
فالطينُ أطيابٌ مجنَّحة على ثغر الزهورِ
يا نورَه الأسودْ
لَـمْلَمَ ضوء الشمسْ
بجفنه، بالخمسْ
ولفّه بشعره الأجعدْ
وأُصلِيتْ في الموقد النارُ
من يا ترى أشعلها غيرك يا إنسانْ؟
أنت هنا، ما أنت في نيسانْ
فالشمسُ إضعافٌ وإحقارُ
عرّتك في الصيف للتصعيد في الجبلِ
لسمرة الجِلد، للترويح ، للعضلِ
وها هو الخريفْ
يثير في جسمك بردَهْ
يلفّه بالدافئ القماش إلا الوجه وحدَهْ
كأنما جُمِّعتَ في وجهك وحده
للخَلْقِ، للتأليفْ
للعبة الشكِّ
فهي التي تحكي

عامًا سعيدًا

عامًا سعيدًا!
ومادتِ الأرضُ من القطبينْ
باسمةً ضاحكة العينينْ
تعصف في أعراقها أمنيةٌ مفتولة الزندينْ
مثلَ صهيل الخيلْ
مجلجلاً بالسعد أو بالويلْ
لا فرقَ، فهو الشمس نصفَ الليلْ
توقَّدت عيدًا
أو إنّه نيسان في أحضان كانونينْ
يا يومَ لا يومَ لي
ولا غدٌ واعدْ
تلفّني الأحزان في أفيونها الصاعدْ
أبخرةً من عالمٍ أوَّل
أشرعةً في عُرض يَمَّ تحتها شاردْ
ودورة الأفلاك دورتها
عودًا على بدءِ
كالجنس في الدفءِ
كالعرق الباردْ
تطيح بالأرقام ثورتها
يا يومَها! والليلةُ الظلماءْ
مشبوكةٌ بعضًا على بعضِ
لآخر الأرضِ
كأنما ديدننا الإغماءْ
فُجاءةً تبدَّلَ الليل مساءْ
وانقلب المساء صبحًا راقصَ الضياءْ
أعجوبةٌ؟ لا إنه الرجاءْ
في غمرة الثلوجْ
وموجة الصقيعْ
ملامح المروجْ
ونكهة الربيعْ
كأنما الفصول
أهزوجةٌ تقولْ
يا سنةً جديده
كوني بنا سعيده

القصر

من القصر ما كان من نفسهِ
يُلوِّح حتى البعيدِ البعيدْ
بخفقةِ قلبٍ ولحظٍ شريدْ
بدربٍ ودربٍ كحبلِ الوريدْ
ورُدنِ القميصِ الجديدْ
وهزّة رأس الوليدْ
فتهفو الحجارُ إلى أمسهِ
ونمشي إليه على الجفن نمشي
كأن الطيور النوافرْ
كأن الحوافرْ
لها في الخواطرْ
جناح خيالْ
ومرجوحةٌ من ضياءٍ وآلْ
تخبّ الضوامرْ
على دائراتِ بخورِ المجامرْ
على القطن ما بين ندْفٍ ونفشِ
من القصر ما كان صنعًا مُعارا
تَفيّشَ فيه الجمالْ
ونام السؤالْ
فراغًا كعُبِّ الرمالْ
تحنّ إليه الأوانسْ
حنين العوانسْ
إلى مثل ذِكر الوصالْ
إلى المال يُهدر دون حسابْ
بطلْيٍ وحَلْيِ ودفق الشرابْ
سرابْ
تجلّى بعين البخيل نضارا
ويا قصرُ مهما تكن فالزمانْ
يدوِّم حو ليك كالزئبقِ
فيغفو الشقيق على الزنبقِ
ويستعطر البال بالبيلسانْ