زكي بركات

1407-1362هـ 1986-1943م

سيرة الشاعر:

زكي محمد بركات.
ولد في مدينة عدن (ساحل اليمن الجنوبي) وفيها توفي.
عاش في عدن، ودرس في بغداد والقاهرة.
تلقى تعليمه قبل الجامعي في عدن، وحصل على البكالوريوس من جامعة بغداد، وحصل على الماجستير من القاهرة.
عمل رئيسًا لتحرير صحيفة «الثوري» - الناطقة باسم الحزب الاشتراكي اليمني.
كان عضوًا مؤسسًا في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي (1978)، وقيادياً في اتحاد الشعب الديمقراطي (التيار الماركسي).
اعتقل في خضم الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة عدن (يناير 1986)، وتوفي في المعتقل.

الإنتاج الشعري:
- له قصائد في كتاب: «قراءة في أدب اليمن المعاصر»، وله قصائد في نشرة أصدرها اتحاد الأدباء والكتّاب في عدن، وله قصائد مخطوطة متفرقة.

الأعمال الأخرى:
- له مقالات أدبية ونقدية متنوعة نشرت بصحف عصره، وله كتاب «في سبيل الوعي العلمي» - دائرة التأليف والنشر بوزارة الثقافة والسياحة - عدن 1980.
شاعر يعتنق عقيدة سياسية تشغل وجدانه، ويعيش زمن السبعينيات الذي شهد تحولاً في القصيدة العربية، وقد حاول أن يزاوج بين ما تطلبه إيديولوجيته من وضوح في خطاب الجماهير والحرص على الهادفية، وما تطلبه صيغة الشعر الجديد من إيثار للغموض ورفض اليقين ومراوغة المعنى. كتب قصيدة التفعيلة - حين تيسر له.

مصادر الدراسة
1 - عبدالرحمن فخري: الكلمة والكلمة الأخرى - وزارة الثقافة والسياحة - عدن 1983.
2 - عبدالعزيز المقالح: الأبعاد الموضوعية والفنية لحركة الشعر المعاصر في اليمن - دار العودة - بيروت 1974.
: قراءة في أدب اليمن المعاصر - دار العودة - بيروت (د. ت).
3 - وزارة الثقافة واتحاد الأدباء - عدن: من أشعار زكي بركات (د. ت).

آخر المطاف

وها أنتِ مثلُ النخيل تمامًا
يضيع جمالكِ عند النهارِ
فلا نلتقي
يعود جمالكِ عند المساءِ
فلا نلتقي
لأني أعيش النهارَ، فقطْ!
وأنتِ
تضيعين عند النهارِ
تعودين عند المساء، فقطْ
وها أنتِ مثل النخيل تمامًا
تموتين أنتِ اشتياقاً إليَّ
أموتُ اشتياقًا إليكِ
نموتُ اشتياقًا إلى بعضنا
فيمتدُّ جسرٌ من الحزن ما بيننا
وأحمل عمري، وأرحل، أبحث عن ضحكتي
فَتحْتَ السقوفِ
تساقطَ ضحكي كثيرًا
وفوق الحقول تساقط ضحكي كثيرًا
وبين عيون الجياع، وهم يعرقونَ
ليسقوا بذورا
«لأن السماءْ
أبَتْ أن تجود بقطرةِ ماءْ
فبين السماء وأرضي جفاءْ»
تساقط ضحكي كثيرا
كمثل النخيل أراك تمامًا
فيمتد جسرٌ من الحزن ما بيننا
ويمتدُّ جسرُ الفراقِ بدون لقاءْ
ويمتدّ ضِحْكي لحَدِّ البكاءْ

الرمز والتابوت

تمشَّتْ في ضجيج الصبحِ، أسرابٌ من الليلِ
وآهٍ، منه من ليلِ
فإنَّ الليلَ قوّالُ
وإن الليل فعّالُ
وعاش الصبحُ ما
في الليل من صمتٍ
ومِنْ وحشَهْ
ومن كَأْباءْ
فقد مات الفتى، بالموتِ قد أثرى حياة الغَدْ
فيا موتُ
صراعُ الضدِّ للضِّدِّ
مداجاةٌ وجولاتُ
فإن يبدو
أزيزُ الرعدَ، زمّارًا
يثير الحزنَ والتَّبْكاءْ
فإن الحبّ في الإنسان إنسانٌ بلا تجريبْ
كمثل المهْمَهِ المهجورِ يوقف دفَّة الأزمانْ
وجيفارا
حبيبًا كان للإنسانْ
يناغيهِ
بحَبّاتٍ من القلبِ
يُناديه
بحبّاتٍ من الفِكْرِ
ويمسك مِرودَ العمرِ
يُزوّق وجهَه المسودّ من تشكيلة الفجرِ
فيا للرمز إذ يُنجرْ
بذات الرمز تابوتا
ويا للرمز إذ يُعلنْ
تعيش اليومَ أنغامي
على درب الذي قد ماتْ
مردّدةً
قيودُ الليل لن تُكسرْ
سوى بالمعصم الدامي
ولا تُستَورد الثوراتْ
وهل
تُستورد الثوراتْ

ليست هذه آخر الكلمات

غفوْتُ على مركبٍ لا يريمْ
وحين أفقتُ أفقتُ لأغفو
وحلمي الذي لا يريم ترامَى
على مركبٍ آخرٍ لا يريمْ
- وداعًا
هو البحرُ، آهٍ لثقل البحارْ
وبين البحارِ و بين رفاقي
شراعٌ قصيرٌ تسامقَ حتى استحال شراعا
وها هو ذا موكبُ العاشقينْ
عيونٌ تغازل قلبَ النجومْ
وتغرس في الطين أقدامَها
تَسُلُّ من الشمس سيفَ الجياعْ
وترنو، تهدهد أحلامَها
فيا بحرُ إن الرفاقَ رياحْ
وفي جيبِ كلِّ رفيقٍ كتابْ
يخطّ على لوحة العمر لونًا
ويصرخُ هذا أنا وذلك لوني
فيا لعبةَ اللون لا تدخليني
وإن بعتُ لوني ابصقيني
- لماذا انتظرتْ؟
- لأني غَفَوْتْ
- وحين أفقتْ
- أفقتُ لأغفو
- وداعًا
هو البحر آهٍ، لثقل البحارْ
وبين البحارِ وبين رفاقي
شراعٌ غريقٌ تماوَجَ حتى استحال بِحارا
وها هو ذا موكبُ العاشقينْ
يحدِّدُ لوني
ويهدي لعمّال أرضي سلامًا وخبزًا
وزهرًا من الفحمِ والياسمينْ
ويصرخ فيهم
ألا أيها العاملون اشهدوا
- وكان اللقاءُ وداعًا
- ولكنني لا أقول الوداعْ
هو البحرُ يا رفقتي مِنْ ورائي
وهذا الصديقُ أمامي
ولا مِنْ مَفَرْ!