سلوى الخيِّر

1407-1371هـ 1986-1951م

سيرة الشاعر:

سلوى محمد الخيِّر.
ولدت في بلدة القرداحة (محافظة اللاذقية - غربي سورية)، وتوفيت فيها.
قضت حياتها في سورية ومصر.
أنهت تعليمها قبل الجامعي بمدارس بلدة قرداحة العام 1968، ثم التحقت بكلية الآداب - جامعة دمشق - قسم اللغة العربية، وبعد تخرجها أوفدت إلى جامعة عين شمس بالقاهرة عام 1973، ومنها حصلت على درجتي الماجستير والدكتوراه.
عملت أستاذة للنقد والشعر في كلية الآداب - جامعة تشرين - باللاذقية، في المدة من 1978 إلى زمن رحيلها.
شاركت بوصفها شاعرة وأستاذة للنقد في عدد من الندوات والأمسيات الشعرية التي كانت تقام في مناسبات مختلفة.

الإنتاج الشعري:
- لها مجموعة شعرية مخطوطة.

الأعمال الأخرى:
- لها مجموعة قصصية بعنوان: «خيول الذاكرة السوداء» - دار الحوار للنشر والتوزيع - اللاذقية 1993، ولها رواية مخطوطة، وبحثان في النقد والشعر هما: التيارات الفكرية في النقد حتى القرن الرابع الهجري - رسالة ماجستير، والشعر العربي الحديث بين الفن والالتزام - أطروحة دكتوراه.
المتاح من شعرها قليل، كتبته على نظام التفعيلة، يعكس نزعتها إلى التحديث وتحرير الشعر من قيود البناء العمودي، تتردد في صورها ومعانيها أصداء لثقافات متعددة تمازج بين القديم والحديث والغربي والشرقي، أكثرها ينتمي إلى المعجم الرومانسي، يتسم شعرها بقوة العاطفة ونصوع الصورة والإفادة من الرمز ومستوياته الدلالية، والحرص على الإيقاع الداخلي ووحدة الجو النفسي. من الواضح أن قصائدها الثلاث ترتبط بمرحلة مرضها، ولكن: ماذا كان قبل؟ سؤال ينتظر جوابه في ظهور أشعار أخرى.
فازت قصتها «خيول الذاكرة السوداء» بجائزة القصة القصيرة لجريدة البعث عن العام 1981.

مصادر الدراسة:
1 - علي نجيب إبراهيم: مقدمة المجموعة القصصية: «خيول الذاكرة السوداء» - دار الحوار للنشر والتوزيع - اللاذقية 1993.
2 - محمد خير رمضان يوسف: المستدرك على تتمة الأعلام للزركلي - دار ابن حزم - بيروت 2002.
3 - اتصال أجراه الباحث أحمد هواش بشقيق المترجم لها - اللاذقية 2004.
4 - الدوريات: حكيمة زرقة: حديث عن التجربة الشعرية النسائية - جريدة الوحدة (اللاذقية) - العدد 22/8/1991.

عناوين القصائد:

مزمور

نافورةٌ في القلب من ظمأٍ
ومن شوقٍ إلى الوعد المحالْ
ما عاد في الأيام متّسعٌ
فمن يروي غليل الروحِ
من نبع الخيالْ
الله يا زمنَ الضلالة كم عبثتَ بنا
وكم أطفأتَ شعلة خافقٍ في الصدرِ
أدمته النِّصالْ
تعب السؤالُ من السؤالْ
تعبت حناجرنا وجفَّ الدمع في المقلِ الحزينةِ
واستقالْ
تعبت خيول الحلم من فرسانها
وترنَّحت عبر المجالْ
ظمأٌ وصحراءٌ وأودية من النكرانِ
والكذب المجفَّف والرمالْ
ظمأٌ وآلْ
كذبٌ وآلْ
من أين لي أن أسرق النارَ؟
لأضيء هذا العالم الداجي
عفوًا لأحرقَه بلا أسفٍ
وأعود أدراجي؟
نافورةٌ في القلب من وجدٍ ومن توقٍ
إلى حلمٍ رهيبْ
لكن سدّاً مثل شدق الموت يعترض الغريبْ
ويصدّه فيلوذ بالوهم المجنَّح والخيالِ
العذب والأمل الرحيبْ
ويتيه في عرض الدروبْ
من أين لي أن أسرق الماءَ
أروي رماد العالم الظامي
لتقوم من بدءٍ قيامتُهُ
وترفَّ كالعنقاء أحلامي؟

حلم

مللتُ الصعودَ إلى الجُلجلهْ
مللت احتمالَ الصخور الثقالِ
وكلَّ تضاريسها الموحلهْ
فدعني أمارِسْ طقوسَ انعتاقي
لأسبحَ في الزرقة المسبلهْ
وأمضي إلى حلمٍ لا يريمُ
يداعب أجفانيَ المثقلهْ
وراء السحابِ
وراء الخيالِ
وراء حدود المدى الموغلهْ
وإن ضاع بين ثنايا السديمِ
وغابت ملامحُه المذهلهْ
سأنسج من خطراتِ النسيمِ
ومن ومضة النجم عبر الأديمِ
ومن شهقة الروح في لحظة النزعِ
كلَّ ملامحه المقبلهْ

ورد وعجب

وردةٌ للنفوس الوضيئةِ
تلك التي لو مسحتَ الغبارَ
عن الوجه واليد والسترة الخارجيّةِ
عادتْ لرونقها وسناها القديمْ
وردةٌ للنفوس التي ظلّ في القلب منها
بقيةُ لؤلؤةٍ حرّةٍ
لم تمت في الزمان الأثيمْ
وردةٌ للنفوس التي لم تزل تعرف المنحَ
في زمن الأخذِ
والصدق في زمن الكذبِ
والحبَّ في زمن الحقدِ
والموقفَ الحرّ في وجه هذا الجحيمْ
وردةٌ للنفوس التي احترقت في الظلام
ولم ترضَ أن تنحني
كي تمرّ رياح السمومْ
عجبًا للنفوس التي تختبي كالسلاحفِ
خلف براقعها القزحيّةِ
حتى إذا ما كشفتَ البراقعَ
لم تلقَ شيئًا
عجبًا للنفوس الشحيحة باعت لآلئها بالدراهمِ
في الزمن البخسِ
حتى إذا ما أتت بالدراهم تبحث عن لؤلؤٍ تشتريهِ
لكي تتقي عُرْمهَا الداخليَّ
لم تجد ما يناسبها
عجبًا للنفوس التي صغرتْ واستكانتْ
أمام أولي الأمر زلفى
فأقعدها الذلّ في الدرك المعدنيِّ
فراحت تعضّ أناملها ندمًا وخسارًا
ولاتَ زمان الندامه
عجبًا للنفوس التي شاءها الربُّ مبصرةً
فأبتْ
ومضت تخبط الدُّجناتِ
وترشق بالعتم جيرانها
وتعربد كالقطط المستثارة حقدًا
عجبًا للنفوس أما ترعوي؟