سميح صباغ

1413-1367هـ 1992-1947م

سيرة الشاعر:

سميح صباغ.
ولد في قرية البقيعة (الجليل - شمالي فلسطين)، وفيها توفي.
قضى حياته في فلسطين.
تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدرسة البقيعة، ثم التحق بدار المعلمين العرب في مدينة حيفا وتخرج فيها (1967).
أتقن اللغة العبرية إلى جانب العربية.
عمل قرابة ثلاث سنوات في الأعمال اليدوية بعد رفض قوات الاحتلال طلبه العمل بالتعليم بسبب مواقفه المناهضة للاحتلال.
عمل محررًا في جريدة الاتحاد (الحيفاوية) قبل أن يعين سكرتيرًا لتحرير مجلة الجديد (1986).
انضم إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي (1969).

الإنتاج الشعري:
- له عدد من الدواوين، منها: داخل الحصار - دار القبس العربي - عكا 1971، ووطني حملني جراحه - دار الفارابي - بيروت 1974، ودمي يطاردكم - منشورات صلاح الدين - القدس 1977، والأعمال الشعرية الكاملة - الجليل 1993، وله عدد من القصائد نشرت في عدد من صحف حيفا: الاتحاد، والغد، والجديد.

الأعمال الأخرى:
- له قصائد ومقالات ترجمها من العبرية إلى العربية.
تنتمي تجربته الشعرية إلى قصيدة التفعيلة التي اتسعت لتستوعب ما يمور في نفس الوطني المتمرد على الاحتلال، المدافع عن الحقوق الإنسانية المنتهكة،
مزجت قصيدته بين الأغراض التقليدية كالرثاء والتمرد، والوصف والغزل في صورة جديدة تناسب روحه المتمردة فجاءت قصائده أغنيات للوطن والحب والإنسانية، كثر فيها استخدام ضميري: المتكلم والمخاطب، وفيها خيوط سردية واضحة المعالم والدلالات، تتردد في شعره مفردة «العودة» ومرادفاتها، وفي قصائده نزعة تفاؤل وإصرار، تتسم تجاربه بالإيجاز مع الحرص على الاقتراب من اللهجة الفلسطينية، أو تضمين السياق الفصيح ألفاظًا منها بقصد تأكيد الهوية.

مصادر الدراسة:
1 - شموئيل موريه، ومحمود عباسي: تراجم وآثار في الأدب العربي في إسرائيل 1948 - 1978 - المجلس الشعبي للثقافة والفنون - حيفا 1978.
2 - عرفان أبوحمد: أعلام من أرض السلام - شركة الأبحاث العلمية والعملية - حيفا 1979.
3 - محمد محمد حسن شراب: معجم العشائر الفلسطينية - الأهلية للنشر - عمان 2002.
4 - الدوريات:
- نايف سليم: قصائد مؤمنة بالشعر وبالطبقة العمالية - مجلة الجديد - مجلد 25 - عدد3 - مارس 1978.
- ندوة الجديد: الأقصوصة المحلية واقعها وآفاقها - مجلة الجديد - مجلد 19 - عدد9 - سبتمبر 1972.

وعدٌ يغني

وجهكِ الأسمر ما زال أمامي
عالمًا يهزج للحب، حواكيرَ زهورِ
ومواعيد غرامْ
يُشعل الشوقَ بأعماقي ويفري
فمك الزهر، وإغفاءة عينيكِ،
جناحان يطيران بإحساسي،
لأحلى مرقدِ،
وأنا وعدٌ يغنّي للقاءٍ في غدِ
يا رجائي
يصدق الشوقُ، فهل يصدق ظنِّي؟

فاتنة العينين

عيناك حين تبسمانْ
بحيرتان، في نهارٍ مشمسٍ
خلّفه الشتاءْ
على حجار الشطِّ
وفوق وجه الماءْ
عينايَ حين رأتا عينيكِ
أحسَّتا بالصيف فجأةً،
بصحوة السماءْ

أنت حبي وأنت عذابي

يا بلادَ اللظى والحِرابِ
يا بلادَ اللصوصِ،
ويا أرضَ شعبي، ويا زرع كفِّي
ووجهَ جدودي، أنتِ
ويا شيطناتِ الطفولةِ
ويا مهدَ حبي وبؤسَ شبابي
إن كرهتك حينًا فمعذرةً،
لستُ خائنْ
إنما قد كرهت ديارًا تقامُ
على أرض شعبي وتُبنى مدائنْ
إنني قد كرهت عبوديتي في مصانعهم
وانسحاقي وكبتي وقهري وموتي
وسُكناي قلبَ المغائر، حرمانيَ النورَ
نافذة العصر، مستقبلي
إنني أكرهُ الموتَ أعزلَ، في الصمتِ،
فلينتصبْ وجعي
ولتكنْ رايتي جسدي
ولتقاتل - إذا قتلوني -
قداسةُ حبِّي وطيفي وذكرى دمي، بَدَلي
يا بلادَ الشقا والضّياعْ
وأمانيَّ عمري الـمُضاعْ
أنت حبي وأنت عذابي
لِهواك مذاقُ التشرُّدِ والبعد، والجوعِ
شكلُ الرحيل ورائحةُ الأرض والدّمِ
طعمُ الطفولهْ
يا بلادي الجميلهْ
وهواكِ عراكٌ ومذبحةٌ،
كلَّ يومٍ، فكيف يصير هواكِ
عناقًا وعرسا؟

وَشوَشات في ظلال الزيتون

تصوَّري
أنا وأنت في غدِ
وجهان حالمانْ
يجمعنا الحبُّ ووحدةُ النضالْ
على طريقٍ واحدِ
فأي دنيا عذبةٍ ستولدُ
وأيُّ حلمٍ أبيضِ الجناحْ
طائرٌ يغرِّدُ
على المدى الرحب يغرّدُ
تصوّري
ما أجملَ الأرضَ إذا التقى
عليها عاشقانْ
ضمَّهما الحبُّ، ووحدةُ النضالْ
على طريقٍ واحدِ
حبيبتي، غاليتي
أنا وأنت في غدِ
أغنيةٌ جميلةٌ،
على مدى الأيامْ
وحبُّك العظيم ساعدي
على الأسى،
ومينائي،
غداةَ تعصف الآلامْ

من قصيدة: تجيئين في آخر الليل

تجيئين في كلِّ أمسيةٍ
عبرَ ليل القرى الهاجعهْ
على وجهك السمح صمتُ العشايا
وفي مقلتيك حنينُ الرؤى الدامعهْ
حملتِ على ساعديك الجليلَ
وجئتِ إليَّ
بأثمارِهِ اليانعهْ
وكل الجليل مكانٌ هناك
على كتف وادٍ
يزهر في كل عام
ويسأل عنّا
فتحضنه الذاكره