شريف الربيعي

1418-1363هـ 1997-1943م

سيرة الشاعر:

شريف بن محمد الربيعي.
ولد في بغداد - وتوفي في بيروت.
عاش في العراق والأردن ولبنان.
تلقى تعليمًا نظاميًا في بغداد، فأنهى مرحلته الابتدائية في مدارسها (1949 - 1956)، ودراسته المتوسطة (1956 - 1960)، والثانوية (1960 - 1963).
عمل صحفيًا في جريدتي الأنباء الجديدة والمنار ببغداد (1964 -
1969)، ثم رحل إلى الأردن للعمل في الإعلام الفلسطيني المقاوم (1969)، ثم أقام في بيروت مشرفًا على مجلة «إلى الإمام» اللبنانية حتى وفاته.
كان عضو جمعية المؤلفين والكتاب العراقيين ببغداد، وعضو نقابة الصحفيين العراقيين.

الإنتاج الشعري:
- له ديوان بعنوان: «قراءة في عذابات تل الزعتر» - المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت 1978، وله مختارات شعرية طبعت بعد وفاته - المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت 2002.
شاعر مجدد، ينتمي شعره عروضيًا إلى النمط التفعيلي في التزام السطر الشعري، يعبر به عن رؤيته الخاصة، التي تتجسد فيها المرارة، وشعوره الدائم بعدم
العدالة والخسارة المستمرة، له قصائد في رثاء أصدقائه وبعض الشخصيات العامة،
والتعبير عن المحن الإنسانية. يعتمد في بعض قصائده تكثيف الصورة وتقطيع القصيدة إلى عناوين جانبية يختزل في كل منها مراحل تاريخية بأكملها، وله قدرة على توليد
استعارات جديدة.

مصادر الدراسة:
- الدوريات: عبدالحليم حمود: شعراء الستينات في العراق - جريدة الحياة (اللبنانية) - بيروت 2005.

مرثيات للبطل

لأنه استطاعَ
أن يضحكَ عبر الموتْ
أرعبَ ذلَّ الصوتْ
وحين مدَّ الخوف شارةَ الهزيمهْ
وكبرتْ في العين، أرضُ الخوفْ
وانسكبَ الجرحُ على الجرحِ
حملتَ في قلبك للإنسانْ
مسافةَ الإنسان للصبحِ
أنت أدرى بالذي يزرعُ
في العين رصاصهْ
والذي يُسلم للموت خلاصهْ
أنت أدري بالذي
يمتحنُ الصمتُ دموعَهْ
والذي يأكل عبر الخوف جوعَهْ
تكبر الثورةُ بالإنسان
والخوف أداتُهْ
حين يرضى
حين لا يملك رفضا
يسقط الإنسان في العصرِ
ليعتادَ الخيانهْ

إلى أيّوبَ أيضًا

في الرأس يا أيوبْ
في الرأس مما تهَبُ الهزيمهْ
شتيمةٌ، وحكمةٌ، ووعدْ
تبرِّرُ الخسارهْ
تُمازح الجراحْ
شوارعٌ من الخجل
في الرأس يا أيوبْ
معصيةٌ في العين والشفاهْ
ترفض أن تهدأَ أو تقرَّ أو تتوبْ
ترفضُ أن تباحْ
يسقطُ في الحلم وفي الذريعهْ
يحمل ثلجَ الحرب في عينيه
والوعدَ والمسيرةَ الصَّمّاء
يسقطُ في القصيدة، الثائرة البديعهْ
في الحلم والمعركةِ السريعهْ
يسقط في مسافةِ الأرقام والحسابْ
يبرِّرُ الهروبَ والخديعهْ
يسقطُ في هزيمة الصباحْ
في الصدأ القاتل والعتمهْ
يهزأ من خيبتهِ ويشتمُ السلاحْ

وطن الهاوية

تهدأُ في وجهك رحلةُ الشتاءْ
وجهك ما خلّفتِ العواصفُ الأليفهْ
وأنبتت عواصمُ الأهواءْ
فأنت قد تنكرُ في المرآة هيئةَ الجلاّدْ
وقد تُبايعْك هموم الرأس في الإصغاءْ
لكنَّ صوتك الآتي مع الأشواقْ
يفتحُ نارَ العينْ
ويغضبُ الهدوء حين يستحيلُ وجهُك الأليف نارْ
يغضب كلُّ مرفأٍ، ويصبح الحنين في متاهةِ الشواطئِ
الخائفةِ انتصارْ
وجهكَ لا يعرف غيرَ صدأ الجوع، وما خلَّف في
صوتك هذا الشوقُ غيرَ خيبةٍ تُزارْ
سافرتُ كان وجهكَ الأليفُ بوصلهْ
السفرُ استراح في أحجار هذا النصرْ
واستيقظ المزارُ في أصابع السجن التي تحتكُّ بالجدارْ
يا حاملاً للوطن النازفِ كلَّ جُزرِ الجليدْ
يا فرَح الأسوارْ
يا وطنًا يحملُ خوفَ الوجهِ مثلَ التاجْ
يا وطنًا مهذَّبًا ومترفًا كالماءْ
لو شئتَ أن تسكنَ وَعْيَ الجرح
وجدت في أصابع الخوف له مكانًا
يا وطنًا مباركًا مثل تراب العينْ
أجفلَ وجهُك القارعُ صخرةَ الحنينْ
جثة هذا الحب
يا وطنَ الهاويهْ
يا قدَم الشيطانْ

من يوميات الهزيمة

حزيران
دع صوتك يكبرْ
ينزفُ رعبا
وتقدّمْ فاللحظةُ تصغرْ
حزيران
الموتْ الموتْ الموتْ
خُوَذٌ تتحدّى النارَ، وصوتْ
ودمٌ يغسلُ وجه الماءْ
حزيران
ما أفظعَ وجهَ النابالمْ
حزيران
نتعلمُ صنعَ المرثيّهْ
نستصرخُ أخلاقَ الحربْ
دهرٌ من دمعٍ يغرقُنا
تموز
لئن سقطَ النقابُ عن الكلامِ
فنِعمَ القولُ ما قالت حَذامِ
تموز
صوتُ طارقْ
حقدُنا الساقطُ في الموت المنافقْ
آهِ هل تورقُ غاباتُ البنادقْ
تموز
بلغ السيلُ الزُّبَى
لم يعدْ في القوس منزعْ
أيها الخوف الذي يستر عُرْيَ المهزلهْ
أيها الخوفُ المقنَّعْ
إننا نفضحُ ألغازَ الخيانهْ
فليكنْ للحقد طعمُ المِقصلَهْ