محمد صالح بن محمود قنباز.
ولد في مدينة حماة ( الوسط الغربي من سورية) وفيها توفي.
عاش في سورية والآستانة وفرنسا ومصر والحجاز.
تلقى تعليمه الابتدائي في مدينة حماة، وأكمل تعليمه الثانوي في مدرسة عنبر، ثم التحق بالمعهد الطبي في دمشق، وأثناء دراسته قصد الآستانة لاستكمال
دراسته، ثم عاد إلى معهده بدمشق ليتخرج فيه طبيبًا متخصصًا في الأمراض الباطنة عام 1910. رجع بعد ذلك إلى حماة حيث ذاع صيته، ولمع نجمه.
عمل طبيبًا في مدينة حماة، إلى جانب عمله متطوعًا لتدريس العلوم الطبيعية في مدرسة حماة الثانوية، ولما أعلن النفير العام عُينّ طبيبًا برتبة رئيس في الجيش فطاف بلاد الشام وزار المدينة المنورة، ثم نقل على أثر ذلك إلى القدس، وهناك أصيب بالحمى النمشية.
نفي بأمر جمال باشا (1916)، وهو ما يزال في دور النقاهة إلى مدينة سيوري حصار في الأناضول، مع عدد من الأحرار، وفي بلدة سيوري عين طبيبًا للحكومة فيها، وبقي هناك حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، ثم عاد إلى وطنه حماة، حيث عين طبيبًا للحكومة أيضًا، وآثر بعذ ذلك العمل الحر.
أسس مع عدد من إخوانه النادي العربي، وانتخب رئيسًا له. كما شارك في تأسيس مدرسة وطنية سميت «دار العلم والتربية» وانتخب رئيسًا لها فكانت منارة
للإشعاع العلمي والوطني في حماة، كما كان لها الفضل الأكبر في مقاومة الاستعمار، وكان يقوم فيها بتدريس الطبيعيات والعربية والتفسير، واشترك مع رفاقه في شراء قصر العظم الأثري بحماة، وإليه انتقلت المدرسة.
سافر إلى باريس، حيث قضى مدة عام خصصها للبحث والتنقيب العلمي، فعاد بذخيرة علمية قيمة، ومن باريس إلى مصر، حيث تعرّف إلى علمائها وزار معاهدها
ومكاتبها، واطلع على آثارها، ثم واصل سفره إلى الحجاز حيث أدى فريضة الحج، وهناك التقى بالملك حسين (الهاشمي)، ثم قفل عائدًا إلى حماة. بعد أن توفر له جملة من الأفكار والمشاريع العمرانية والثقافية التي أبدى اهتمامًا قويًا في تحقيقها.
انتخب عضوًا في المجلس البلدي، فحقق العديد من المشاريع العمرانية، وانتخب بعد ذلك عضوًا في أوقاف حماة.
كان عضوًا في المجمع العلمي العربي بدمشق، وفي عام 1924 قررت الجمعية الأسيوية في باريس انتخابه عضوًا عاملاً في هيئتها المركزية، إلى جانب انتخابه عضوًا بمجلس المعارف المحلي في كل دورة.
كان فقيهًا متدينًا ومتواضعًا، يكره الظهور والدعاية، يتوخى الحقيقة، ويسعى لها، ويجاهد في سبيلها.
استشهد على أثر الثورة التي نشبت في حماة مساء الأحد في الرابع من أكتوبر عام 1925، عندما خرج لنجدة أحد الجرحى وإسعافه فأصابه الجنود الفرنسيون
برصاصتين في رأسه.
عاش عزبًا.
الإنتاج الشعري:
- أورد له كتاب «أعلام الأدب والفن» نموذجًا من شعره، ونشرت له مجلة «المجمع العلمي العربي» قصيدة واحدة.
الأعمال الأخرى:
- له العديد من الرسائل والكتب المدرسية، إضافة إلى عدد من المحاضرات والمقالات في العلوم والتاريخ والأدب والسياسة.
ما أتيح من شعره قليل: مقطوعتان قصيرتان، إحداهما تجيء تعبيرًا عن مناهضته لما كان يقع من ظلم إبان الحكم العثماني، معرجًا على سوء إدارتهم للبلاد، وفساد تفكيرهم. أما الثانية فهي تشطير شعري على هيئة خمرية تقترب في رمزيتها من خمريات المتصوفة، فهي خمرة مطهرة لا إثم فيها. لغته طيعة، وخياله نشيط، وقد نشطت موهبته في اتجاه «الأناشيد» المدرسية التي أعانته في تحقيق رسالته التربوية.
أطلق اسمه على مدرسة نموذجية للتعليم الابتدائي بحماة.
مصادر الدراسة:
1 - أدهم آل جندي: تاريخ الثورات السورية في عهد الانتداب الفرنسي - مطبعة الاتحاد - دمشق 1960.
2 - خيرالدين الزركلي: الأعلام - دار العلم للملايين - بيروت 1990.
3 - عبدالله حنا: المثقفون والمجتمع - نموذج الأطباء في سورية في أواخر القرن التاسع عشر إلى أواخر القرن العشرين - دار الأهالي - دمشق 1996.
4 - عمر رضا كحالة: معجم المؤلفين - مؤسسة الرسالة - بيروت 1993.
5 - مؤيد الكيلاني: محافظة حماة - سلسلة بلادنا - وزارة الثقافة - دمشق 1964.
6 - مير بصري: أعلام الوطنية والقومية العربية - دار الحكمة - لندن 1999.
7 - الدوريات:
- مجلة الإنسانية - شهرية - 1910 - 1911.
- مجلة الزهراء - شهرية - القاهرة 1925.
- مجلة العرفان - شهرية - المجلد الثالث عشر - صيدا 1930.
- مجلة العمران - عدد خاص - العدد (29 - 30) - وزارة البلديات - أبريل - مايو - يونيو 1969.
- مجلة المجمع العلمي العربي - (جـ1) - المجلد السابع - دمشق - يناير 1927.
- مجلة النواعير - أسبوعية - اجتماعية - العدد (158) - سبتمبر 1953.
مراجع للاستزادة:
- أدهم آل جندي: أعلام الأدب والفن - (جـ2) - مطبعة مجلة صوت سورية - دمشق 1954.