علي مهدي الشنواح

سيرة الشاعر:

علي مهدي الشنواح.
لقب: بشاعر الجياع.
ولد في منطقة حريب (محافظة مأرب الشرقية)، وتوفي في مدينة بيحان (محافظة شبوة).
قضى حياته في اليمن.
عمل بعد ثورة سبتمبر 1962 في الإذاعة والإعلام في شمالي اليمن، ثم انتقل - في السبعينيات - إلى جنوبي اليمن فعمل مديرًا لإذاعة عدن، ثم انضم إلى التيار اليساري مدة، اعتزل بعدها الحياة العامة حتى زمن رحيله.
كان له نشاط سياسي معروف، وهو أحد قادة المقاومة الشعبية لفك الحصار عن صنعاء أواخر عام 1967.

الإنتاج الشعري:
- له عدة دواوين مطبوعة: «الأقنان والعواصف» - بيروت 1972، و«الأموات يتكلمون» - مؤسسة 14 أكتوبر - عدن 1976، و«أوراق من أبجدية الحب» - مؤسسة 14 أكتوبر - عدن (د.ت)، و«سمر على منارة نبهان» (د. ن - ت)، وله شعر ورد ضمن كتاب: «الأبعاد الموضوعية والفنية لحركة الشعر المعاصر في اليمن»، وله قصيدة بعنوان: «الزيتونة الحمراء» - مجلة الحكمة - عدن - عدد 29 - يوليو 1974.
ما أتيح من شعره قليل، وهو من الشعر السياسي المبني على نظام التفعيلة، في حين تتواتر الأسطر الشعرية في تماسك موضوعي فتنشئ بعض الصور الممتدة، أحيانًا تعول على الرمز كما في قصيدته «الزيتونة الحمراء» التي يرمز بها إلى وحدة النضال العالمي ضد الاستعمار، لكنه غالبًا يكون صريحًا ومباشرًا فتعلو نبرة خطابية تستنهض وتحرض، تحافظ قصائده على إيقاعها الداخلي عبر المقاطع والجمل القصيرة والمفردات التي تتتابع لتؤكد وحدة الشعور.

مصادر الدراسة:
1 - أحمد عوض باوزير: الشعر العامي الوطني - دار الهمداني - عدن 1985.
2 - عبدالعزيز المقالح: الأبعاد الموضوعية والفنية لحركة الشعر المعاصر في اليمن - دار العودة - بيروت 1974.

بطل في عقم الليل

اشربِ البحرَ يا ظامئًا لضياع الحقيقةِ
لن ينضب البحرُ
فالملحُ - في البحر - أجنحةٌ للطحالب، زيت القواربِ
والسفنُ القادماتُ
وخبزُ الشواطئ، والعاصفات وزاد المجاذفِ
لا تقربِ البحرَ،
فالبحرُ طحلبه، مدفعٌ مصنعٌ مزرعه
اِركبِ الوهم يا بطلَ الكلمات القصيدة في غرفةٍ من
زجاجْ
يا سائلاً من دمامل جرحي
وجرح الجياع العميق الطويلْ
وجرح أبي وبناتي
وخصلة شعرٍ على وجه أمي
يا يا يا
يا بطلَ الوهم، والليلِ
من بيرقي ينزف الفجرُ أحمرَ
صحت دماملنا في نجوم سمائه
فيه أنا، والرغيف المدوَّرُ
في شقه مأتم أنت
فيه الأمانيُّ والذكرياتْ
وللخصب رائحةُ الدمِ
في أنف أمثالك الجبناءْ
فيه وفيه و
الدربُ يا بطلَ الليلِ يُدمي
لك الليل والبحر قسمي
لك الوهم ضاجعه في المسا
لك الجَزْر والمدّ شربي
لك الليل تعشقه، والزجاج، وحزني
وطحلبة البحر حبي
ومعشوقتي والجمالْ
لك الوهمُ والاعتلالْ
والبحر زلزلةً واشتعالا
فلا تنتظرْ
فالمسافاتُ تبدو طوالا
فلا تنتظرْ

الزيتونة الحمراء

أيا زيتونةً حمراءَ راويةً ولماعه
شذاها يغمر الدنيا
وكلَّ الكوكب الأرضيِّ في ساعه
أيا معشوقةً في عينها حَوَرُ
أيا معشوقةً حمراء في أغصانها وترُ
يصبّ اللحنَ حتى يسكرَ البشرُ
«لحنًا ما سمعت قبله بالحب يستعرُ»
أحلى من شُعاعِ الشمسِ في البردِ
وأعنف من دويِّ البرقِ والرعدِ
وأعذب من لقاءِ الشهدِ بالشهدِ
أيا زيتونَنا اللماعْ
أراك فأبصر الحسنا اليمانيَّه
وراك تسيرُ
شامخةً ومُغْرِيَّهْ
أراك مع الشروق فأبصرُ الهيفا العُمانيّه
عليك تُغيرُ
أراك مع الحِسانِ تسيرْ
فكمبوديّةٌ تضحكْ
فيتناميّةٌ تمشي مسلّحة وصينيّه
فلسطينيةٌ تختالْ
وروديسيةٌ تجري
وبولنديّة ترقصْ
وبوليفيةٌ تشدو وكوبيّهْ
أراك على الطريق فألمح القارّاتْ
ترقص كلها القارّاتُ
فارحةً وراضِيّه