فضل البوَّاب

1428-1360هـ 2007-1941م

سيرة الشاعر:

فضل خضر حسن البوَّاب.
ولد في مدينة اللدّ (فلسطين)، وتوفيّ في عمان (الأردن).
عاش في فلسطين والأردن.
تلقّى تعليمه الأولي بمراحله المختلفة في مدارس عمّان، ثم حصل عام 1964 على دبلوم معهد المعلمين التابع لوكالة الغوث الدولية في عمان.
اقتصرت حياته العملية على التجارة وبعض الأعمال الحرة.
كان عضوًا في رابطة الكتاب الأردنيين، وفي أسرة أدباء المستقبل، وفي نادي الثقافة والإبداع، وفي النادي العربي للثقافة والفنون.

الإنتاج الشعري:
- له عدة دواوين، منها: «فُتات الروح» - دار الينابيع للنشر والتوزيع - عمّان 2002، و«حصار اليباب» - دار يافا العلمية للنشر والتوزيع - عمّان 2005، و«حُمّى المفردات» (مخطوط).
شاعر مجدِّد في إطار قصيدة التفعيلة، متدفِّق المعاني عميق البيان، تحتفي لغته بالرمز الشفيف غير المستغلق، ويعكس قريحة متوقدة ورؤية ناضجة للحياة والشعر.

مصادر الدراسة:
- الدوريات:
1 - أرشيف رابطة الكتّاب الأردنيين - ملف الراحلين من أعضاء رابطة الكتاب الأردنيين رقم 156/ 11.
2 - المعلومات التي ذكرها الشاعر عن نفسه في الصفحة الأخيرة من ديوانه «حصاد اليباب».
3 - مقال «الموت يُغيِّب عضو رابطة الكتاب الأردنيين الشاعر فضل البواب - جريدة الدستور الأردنية - بتاريخ 28/10/2007 صفحة الثقافة والفنون.

من قصيدة: درب القرنفل

توهَّجَ ثمَّ خبا مُحْدِثًا حرجًا واسعا
تَوشَّحَ بالاِنكفاء على أصلهِ
تلظَّى بدرب القرنْفُل وقتا
ورقَّص يومًا تَعصَّبَ
بالاِحتجاجِ
تفيّأ قبل هروب الأغاني
بظلِّ الياسمينِ
يُغنِّي صديقي كثيرًا
ويبكي كثيرا
تنام على راحتيه طيورُ
المعاني
وتصحو لترقص فصلاً تخبّأَ
رَدْحًا جميلا
يُلحِّن أوجاعَهُ منذ ورد
على وترٍ من عطور الأماني
يدقُّ على نغمةِ الراغبينَ
يسيرُ على دربهِ مستمدّاً قُواهُ
من المحبَطينْ
ولـمّا يعصفرُ وجه الذين أحبُّوا
أماط اللثامَ عن الظامئينْ
أضاف إلى الشِّعر بحرًا جديدًا
وشاطئَ حبٍّ إلى الحالمينْ
عثرنا على صوته ذاتَ حُزنٍ
بجرح النَّدامى تشظّى
تقطَّع مثلَ شعاع الحنينْ
تشرْنَقَ عند تُخوم اللغاتِ
وعند عبور الكلام وغاب معَ
الغائبينْ
نجا رغم عَتْم الطريقْ
يموتُ قليلاً ولكن يُفيقْ
ينبِّه كلَّ الذين أحبّوا من
الاِرتكاز على القانطينْ
ويرسم فوق رمال الأغاني
سماء تُعانِق صوتَ الأنينْ
تَغرغرَ بعدَ النجاة بآهِ الحيارى
تَلفَّعَ بالاِعتذار
وراح يقصُّ على سامعيهِ سكوتًا عميقًا
يدوزِنُ خيط الرّبابْ
يلحِّن نبْضَ العذابْ
يقول لماذا نحِبُّ إذا
ما يئسنا
وصرنا نُعَدُّ من الفاشلينْ
لماذا نعيشُ إذا ما انكسرنا
بتهمةِ أنَّا من العاشقينْ

أغنية الغرباء

مسلوبةَ الأوتارِ لا تَهني
وتقبَّلي عزفي على حزَنَي
وتعلَّلي في واحةِ الإرهاصِ
في بدني
وتقلَّدي من غربتي
جسدا
من حُسْنه لا أنحني أبدا
فالوقتُ سيّدتي بالوقت يجلِدُني
حرفانِ يا أختَ المدى انتصبا
هَرَمًا بحلقي
يُفضِيان إلى
شوارع العُشّاق
في الـمُدنِ!!

من قصيدة: ألبوم حواء

تُعرِّش فوقي تُقلِّد فعل الحَمامِ
الشآمي
ترفرف كلَّ صباحٍ بذاتِ الجناح
تُحيل هجيرَ انتظاري
وغربةَ روحي عِناقًا
وجوعي احتمالاً لشيءٍ
من الحبِّ يكفي
لتحصدَ زهر اللقاءْ
وتفرشَ رمل السواحل تحتي
وعضوًا فعضوًا
تعدّ حضوري
وتأخذ مني مساءً وعودي
بضعفي وقلَّة وعيي
بمعنى المساءْ
ولكنْ برغم ارتطامي
بما لستُ أدري
أراهُ جميلاً ويبعثُ
فيَّ معاني المساءْ
ونصحو صباحًا ثقالا
لنُفطِر حبّاً
ويومًا جديدا
ونقضم بعضًا
بدفءِ اللقاءْ!

سيدة الكلام

ما ضقتَ ذرعًا بالقصيدةِ
حين كنتَ تضمُّها عامًا فعامْ
دثّرتَها في ثوب عشقٍ حالمٍ
ربّيتَها في زيزفونِ وفائها
في شهوة المعنى مسحْتَ
جبينها
حتى بلغت بها الفطامْ
أطلقتَها للرِّيح تسبر لحنَها
ونقشْتَ في وجه الكلامِ
روايةً
ما زال يحرسُها الكلامْ
كي ينهضَ الليل المسجَّى في
سُرادقِ وقتهِ
تمتصُّكَ الألفاظُ
أغنيةً توَزَّع حرفها
بين القبائل غيلةً
لا يعتريكَ السَّأْمُ
حين تجشّأتْ
عبسٌ وذبيانُ القرابةَ
بالحُسامْ
ما زلتُ أرسمُ في المدى
متسائلاً هل تفقد الكلمات سرَّ مذاقها؟
وهل القصيدةُ لم تزلْ
كالأمسِ سيدةَ الكلامْ؟