لمياء الكيالي

1420-1358هـ 1999-1939م

سيرة الشاعر:

لمياء فوزي الكيالي.
ولدت في مدينة الرملة (فلسطين) وتوفيت في بغداد.
عاشت حياتها في فلسطين والعراق وسورية وليبيا ومصر.
تلقت دراستها المتوسطة والثانوية في دمشق وليبيا، ثم رحلت إلى القاهرة لتلتحق بجامعتها، حيث حصلت على شهادتها في الجغرافيا، ثم واصلت دراستها العليا فحصلت على شهادة الماجستير في الجغرافيا من الجامعة ذاتها.
عملت معلمة في معهد التخطيط الحضري والإقليمي في بغداد عام 1973، ثم تولت تدريس مادة الجغرافيا في كلية التربية بجامعة بغداد ( 1974 إلى 1989).
انحصر نشاطها الثقافي والاجتماعي في وظيفتها التربوية وفيما كانت تنشره في الصحف من شعر.
تعد رائدة في مجال كتابة الشعر المنثور.

الإنتاج الشعري:
- لها ديوان «لعينيك يا بغداد» - دار الشؤون الثقافية - وزارة الثقافة والإعلام - بغداد 1996، كما نشرت لها صحف عصرها عددًا من القصائد منها: «ما أجمل النصر وقصائد الشعراء» - جريدة الجمهورية - 15 من يناير 1987، و«معين وفاء» - جريدة الثورة - بغداد 26 من مارس 1987، و«الجوع في المخيمات» - جريدة الجمهورية - بغداد 27 من أغسطس 1987، وقد نشرت هذه القصائد وغيرها في ديوان المترجم لها المذكور.
بشعرها نزعة وطنية، فهو تعبير صادق عن حبها لوطنها العراق، باعتباره حاملاً للواء العروبة والمجد القديم. وهي ترى أن بغداد معقل الحضارة في الماضي، وأنها ما تزال تواصل رحلتها في العطاء لأمتها ولقيمها، ولإرث الأجداد.
تخففت في كتابتها للشعر من قيدي الوزن والقافية، فكتبت الشعر المنثور الذي تميل لغته إلى السهولة، مع خفوت للمجاز بمعناه البلاغي الاصطلاحي، واستبدلت به مجازًا آخر يعتمد بلاغة الموقف، وفاعلية الرمز.

مصادر الدراسة:
- ملف المترجم لها الوظيفي في كلية التربية بجامعة بغداد.

معين وفاء

أيتها المرأةُ الشجاعة
أنت مَعينُ وفاء
نشربُ منه حتى الثُّمالة
صلواتُكِ ترتفعُ للسماء
تخِرّ على قدميك كلماتُ الشعرِ
عندما تنطقين
وتنشدين للوطن السلامة
عندما تَغرسين في فُؤادي
كلماتِ الأنبياء
وأستبينُ من لحْظِ عينيكِ
طريقَ الوفاء
أقول وتقول الشمسُ
أنتِ بنادقُ المقاتلين التي لا تنام
أنتِ الساترُ الواقفُ على قدميه
أنت جبلٌ يَستحيل اقتحامُه
علّمْتِني كيف أُحارِب
كيف يكون الفداء
في ساحات المجدِ والبطولة
وكيف يكون الوفاء
لإرث الأجدادِ وفضائلِ الأنبياء
يا مَدرسةَ الطفولةِ
علّمتِني كيف أكتبُ للوطن أحلى
رسالة
أيتها الأم الشجاعة
أنتِ فَيضُ البهجةِ ومُستودعُ الهيام
بالحق، بالوطن والوَلد
يَكتبُ لك الأبناء
من المدارس والسواتِر
قَصائدَ الشعراء
وتُغنّي لكِ طيورُ الجنّة
عندما تَستقبلُ الشهداء
لكِ نداءُ الوطنِ نِساؤُه ورجاله

الأطفال الأوفياء

تحيةً للقادمين من
الجنةِ الفيحاء
الرابضين على أرض الأنبياءِ
أطلُّوا علينا أبطالاً أوفياء
يرفضون الركوعَ
لا تُرهبهم النار
ولا سجونُ الدخلاء
يُسطِّرون مَلاحِم الفِداء
ويهتفون
لبيكِ يا صخرةَ الإسراء
يا قُدسُ
بارككِ اللهُ ومَن حَولك
إننا بين يديك
أطفالٌ وشُيوخ
رِجالٌ ونِساء
لكِ أرواحُنا بسخاء
نُروِّيك بنجيع الدماء
تلك أمانةُ الآباء
هذا يومُك يا فلسطينُ
ستبقينَ عربيةً
بأجملِ الأسماء
فمهما اشتدَّ البلاء
لن نَبقى مُشرّدين
لن تذهبَ ريحُنا هَباء
لن تبقى القدسُ
أسيرةَ الدخلاء
صِغارَنا الأعزاء
في مَوكب المجدِ
في مَوكب الفِداء
اصنعوا من التراب والماء
حجارةً تشقّ عَنانَ السماء
تقول للأعداء الدخلاء
إننا لن نموت
ولن يموتَ الوفاء
لتراب الوطنِ
للمياه والهواء
أيها الأطفالُ الأعزاء
لكم تحيةُ الأرضِ
وبَركاتُ السماء

الربيع آت

أقبل الصباحُ وأقبل الربيعُ
بعد أن ولّى الخريفُ في الفلاة
فهل حقًا الربيعُ آت؟
هكذا قالت شجرةُ الحياة
خريفٌ يذهب وربيعٌ يجيء
مُحملاً ببراعمِ النبات
أيستريح الزمان؟
على عكازةٍ أو صخرةٍ
انبثقتْ من أعماق المحيطات
كم قطعَ الزمانُ من مسافات؟
كم هو عُمر الدنيا وعُمر الكائنات؟
كم هو عُمر الهضابِ والجِبالِ والقارات؟
علمُها عند ربِّ العِلم
التاريخُ سِجِلٌّ عامرٌ بالصفحات
التاريخُ سِفرٌ مُوغِلٌ في جُذور الحضارات
من البسيط إلى الإنسان الآلي
إلى الحصان الإنسان
يبكي ببراءةِ الطفولة
يَخلق اللهُ ما يشاء
خَلق اللهُ الإنسان
في أَحسن رِداء
ليُسعد ابنَ آدمَ وحواء
فالدنيا بَلسمُ النفسِ
وعَبيرُ الفُؤاد