محمود حسين الرخصي

1395-1313هـ 1975-1895م

سيرة الشاعر:

محمود حسين الرخصي.
ولد في مدينة طرابلس (الغرب)، وتوفي فيها.
قضى حياته في ليبيا والجزائر ودمشق وتونس وتركيا.
تلقى تعليمه الابتدائي في مدارس طرابلس، ثم شغف بقراءة الأدب وعكف على حفظ الكثير من النصوص الشعرية.
كان من أسرة مرفّهة، ولم يرد أنه مارس عملاً معروفًا.
له قصيدة نشرت بمجلة «أبولو» بعنوان: «أنا وصورتي» - 1934.
ما توفّر من شعره قصيدة واحدة، نظمها على الموزون المقفى، تنم على قريحة شعرية متميّزة، فهو وجداني النزعة، أقرب في نهجه إلى شعراء أبولو من حيث
عذوبة اللفظ، وطابع الذاتية في معانيه، الذي يجعل القصيدة ذات حس شجني مرهف لما في الحياة من أحلام ضائعة، وأمانٍ غير متحققة، وعذابات مقيمة، كما أن معجمه
(الرومانسي) ينهل مما في الطبيعة من صور، فيتسم بقوة الخيال ورقة التعبير مع ميل إلى التأمل وتنوع في الأساليب ذات الطابع الإنشائي التي توحي بالمعنى وتسرب الدلالة فتجعلها أكثر تأثيرًا واتساعًا في وجدان المتلقي. اعتمد تفعيلة بحر الرمل فاستعمل الشطر الأول من البيت كاملاً، وفي الشطر الثاني استعمل تفعيلة واحدة، وكانت أبولو تتقبل هذا المستوى من موسيقى القصيدة.

مصادر الدراسة:
1 - علي مصطفى المصراتي: نماذج في الظل - دار الحضارة للنشر - طرابلس 1993.
2 - عمار جحيدر وعبدالحميد الهرامة: الشعر الليبي في القرن العشرين - دار الكتاب الجديدة المتحدة - بيروت 2002.
3 - قريرة زرقون نصر: تاريخ الحركة الشعرية في ليبيا - دار الكتاب الجديدة المتحدة - بيروت 2004.

عناوين القصائد:

أنا وصورتي

أَيَهــا التـــائهُ مــا بين الشَّجَـــــرْ ضـاع
عُمُركْ
بــين آمــــــالٍ وهَــــــــمٍّ وفكــــــرْ طــال
عُمـركْ
هـــذه الأعــوامُ مــرَّت كالسحابِ دون
جــدوَى
ما الذي ترجوهُ من باقي الشبابِ غيرَ بلــــوَى؟
هكــــذا العمرُ تقضَّـــى بالنَّصَبْ
والشــــــــقاءْ
بالتعِـــلاَّتِ تقضَّـــى والتَّعــــــــبْ
والرجــــــــاءْ
أين آمـــــالٌ ينمِّيــــــــها
الغـــرامْ أين ضَاعَتْ؟
أتُـرى الدهـــر دهاهَـــــا بالسقامْ فَتَــلاشَـــتْ؟
بـــين جنبيـــــــكَ فؤادٌ مفـــــعـــمُ
بالغـــــــــرَامْ
خَيَّـــــــمَ الحــــزنُ عليــــــه، [مظـلمُ]
كالغَــــــــمَامْ
كان حلمًا ضاعَ في صخْبِ الحياة
وتنـــــــاثــــرْ
أتُـــــرى ترجــــعُ من بعـدِ الوفاة والمقـــــابِــــرْ
أيهـــــــا البـــــائس لا تبـــكِ علَى
ما فقـــــــدْتَ
هُـــو ذَا العيــــشُ عنــــاءٌ وبــــلا لوْ علـــــــمتَ
إنما الدنيـــــــا عذابٌ وشجــــونٌ
وَهُمــــــــــومْ
وشقــــــــاءٌ وبــــــــلاء وفتــــــونٌ
وغمــــــــــومْ
أيهــــــا البـــاكِي علــــــــى
آمـالِهِ كن شفـــوقا
حســــبُ هَذا القلــبَ من أحمالِهِ كُنْ رفيــــــقا
لِمَ تبكـــي؟ لِمَ هذه العَبـــــــراتْ؟ قد فنـــــــيتَ
ويْحـــكَ القلــبُ فَتِيٌّ في الحيـــاةْ قد شُفـــــيتَ
رَوّحِ النفـــــس بأزهـــار الرياضِ
تتســــــــــلَّى
ودعِ النــــاس علــــى آتٍ وماضِ تتقــــــــــــلَّى
قَدْ أضــــاعوكَ فدعهُـــمْ لا تمِـــلْ
للأَنـــــــاسي
لا تمِــــلْ تسعــــدْ، وإلا فتضِـــلْ وتُقـــــــاسي
أنشــــقِ الزهـــرَ فيكفيـكَ العبيقْ
وَاحفَظَــــنْها
هِـي من أُمٍّ وفي الأصـلِ الشقيقْ لا تخُـــــــنْها
ربمـــا ذا الزهــــرُ من قلبٍ وديعْ قد
تــــولَّـــــدْ
أَوْ فـــؤادٍ كـــان فـــي هـــمٍّ مُرِيعْ
وَتبــــــــــــدَّدْ