يعقوب غطاس

1401-1310هـ 1980-1892م

سيرة الشاعر:

يعقوب غطّاس المقدسي.
ولد في القدس وتوفي في بيونس آيرس (الأرجنتين).
عاش في فلسطين والأرجنتين.
تلقى تعليمه الأول في القدس، ولم يكمل دراسته.
بدأ حياته معلمًا في مدارس القدس، ثم هاجر عام 1922 إلى بيونس آيرس في الأرجنتين وأصدر جريدة «النشرة الاقتصادية».
شاعر يسكنه الهم الوطني، ويؤرقه الظلم الذي لحق بقضية فلسطين. تبنى قصيدة التفعيلة شكلاً وإيقاعاً دون إغراق في الرمز على ما فعله مجايلوه، تهمه الفكرة
وإيصالها، لذلك جاءت لغته واضحة ومباشرة لا تعقيد فيها، ولا تقصير، وخياله عادي لا تجديد فيه.

مصادر الدراسة:
1 - يعقوب العودات: الناطقون بالضاد في أمريكا الجنوبية (جـ 1)، دار الريحاني - بيروت، (ط 1) 1956م.
2 - لقاء الباحث محمد المشايخ مع نجلاء بولس شحادة، أرملة الأديب يعقوب العودات - 2006م.

عناوين القصائد:

درب النجاة

وطفقت أبحث عن طريقٍ للخلاصْ
فلم أجد إلا الرصاصْ
فيه نشقُّ طريقنا نحو الوطنْ
جرَّبت قاعاتِ السياسةِ
والتفاوضَ والقِمَمْ
جرّبتُ هيئات الأممْ
والفيتو كان يهدُّ ما أبنيهِ
من صرح الأملْ
جربتُ تحت الضغط من أبناء قومي
والوعود الكاذباتِ
من شعوب الأرض قاطبةً
أن السلام هو الطريق إلى المحبة والوئامْ
يكفي بلاد الشرق تشريدًا وقتلاً
ويكفيها مصائبْ
ماذا استفاد العُربُ
من أَتّونها
إلا الهزائمَ
والنكوص إلى الوراءْ
قرنٌ مضى
والعُرب سخريةُ الورى
عشقوا ليالي القهقرى
يا عُربُ
يا أقحاحُ
يا نسلَ الفتوحْ
أبناء من صنعوا الحياةْ
هيَّا انهضوا
هبُّوا لرأب الصدعِ
هيا أعدُّوا
واستعدُّوا
هذا زمانٌ لا يُعين على التحلِّي
بالسكينة والوداعه
هذا زمان القابضين على الزنادْ
هذا زمان الملهمينَ
إلى الجهادْ

أبتاه

أبتاهُ
يا رمز المحبة والوفاءْ
أبتاهُ
يا نبع المروءة والشهامة والوفاءْ
أبتاهُ يا حلو الشمائلِ والفضائلِ
والرجاءْ
أبتاه يا نبع العطاءْ
لا زلتُ أذكر حين تُقبِل باسمًا
للبيت تملؤه حنينًا وصفاء
أبتاه آهٍ بعد موتكَ
يا نديَّ الذكر أظلمتِ الدُّنا
دَجَتِ الليالي
وادلهمَّ الخطبُ
وانتاب الرجالَ هواجسٌ
عكست همومُ القلبِ
حين تعطلت لغةُ الكلامْ
أبتاهُ كم عاث اللئامُ بأرضنا
واستحكمت سُدُل الظلامْ
وبنا استبد اليأسُ
واستشرى فساد الأمكنهْ
حين الضياء ذوى
وشحَّ الزيتُ
وانتشر الهوانْ
حينما ضجَّ الزمانْ
وذاب فيه العنفوانْ

صديق العمر

قبل حلول الوقت الآسن كنت هناكْ
في كرسيٍّ مضطربِ الأرجلِ
وعلى مقربةٍ مني
كان عجوزٌ في العقد الثامنِ
يجلس، ينظر للاشيءْ،
لا أدري
كيف احتلّ زوايا ذاكرتي
وجهٌ رسمتْ فيه الأيام خطوط العَرضِ
وقوَّسَ ثِقل الأيام عمود الظهرِ
فسبحان اللهْ
ذاكرتي ظلت تُحرجني،
مَنْ هذا الشيخْ،؟
دنوت وقلت بصوتٍ ممزوج بالحزنِ وشوق الرغبه،
نظر إليّ وهزَّ الرأسَ
وتمتم لا حول ولا قوة إلا باللهْ
كأنك لا تعرف من كان صديقَ العمرِ
ومن كان لسرّ الأصحاب خفيا
عبثًا حاولتُ مع الذاكرة الصدئهْ،
من أنتَ؟
ابتسم وقالْ
فكرِّ فكِّرْ
فكّرتْ،
لكنْ ذاكرتي المثقوبةِ
عادت ثانيةً تحرجني،
يا شيخ اخرجني من حرجٍ أثقلني
رفعِ العينين وحدَّق فيَّ وقالْ
يا للأيامِ، كم تأخذ منا الأحلامْ
كم تسرق منا الأملَ، وتزرع فينا الأوهامْ
آهٍ مما كان وكانْ
آهٍ ما أقسى أن تمضغ أحزانك وحدكْ
ذبلت أوراق شبابكَ
عبثت فيها ريح الزمن الصعبْ
ورمت أحلامك في أرضٍ قفرٍ
جرداءَ، أعرفتَ الآنَ
أنا أنتْ