إبراهيم فهمي

1422-1356هـ 2001-1937م

سيرة الشاعر:

إبراهيم فهمي شحاته.
ولد في مدينة دمياط (شمالي مصر).
قضى حياته في مصر والولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا والنمسا.
أنهى تعليمه قبل الجامعي بمدينة دمياط، ثم قصد القاهرة وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1957، ثم على دبلوم في القانون العام والمالية عام 1958، ثم على دبلوم في القانون الخاص عام 1959، ثم دكتوراه في القانون الدولي من جامعة هارفارد في الولايات المتحدة عام 1964.
عمل في معهد فينا للتنمية والتعاون، فأصبح عضو مجلس إدارة فيه، كما عمل خبيرًا دوليًا في التنمية والتمويل والمنظمات الدولية والتحكيم الدولي، وخبيرًا في القانون الدولي والاقتصاد والاستثمار والعولمة. ثم عمل نائبًا لمدير البنك الدولي منذ عام 1983 وحتى عام 1998، ثم عمل أمينًا عامًا للمركز الدولي للاستثمار.
كان عضوًا مؤسسًا لمجلس منظمة W.T.O في لندن عام 1996.
شارك بأوراق بحث في العديد من المؤتمرات الاقتصادية والأنشطة المختلفة للمنظمات الدولية.
عرف في دوائر الاقتصاد العربية والعالمية باسم د. إبراهيم شحاته، واختار اسم إبراهيم فهمي لينشر تحته قصائده على نفقته.

الإنتاج الشعري:
- له ثلاثة دواوين مطبوعة: «لوحات بالكلمات وحكايات شاعر مجنون» - 1993، و«صداقتي مع الموت وحكايات غريبة أخرى» - 1994، و«السيدة العذراء كلمتني» - 1999.

الأعمال الأخرى:
- ترجم كتاب: «أشعار الحب عند قدماء المصريين» للشاعرين إزرا باوند، ونويل ستوك - دار المعارف - القاهرة 1969، وله كتاب مطبوع بعنوان: «وصيتي لبلادي» (4 أجزاء) - مكتبة الأسرة، الهيئة العامة للكتاب - القاهرة 2001.
شعره غزير، يرسله متحررًا من شروط الوزن والقافية، فيه طابع نثري وتقريري، تشيع فيه روح السرد وتتخلله مقاطع الحوار، يطوف به في آفاق عديدة، بعضها رمزي كما نجد في قصيدة (حفيدة الزعيم) التي تلتزم السيرة النضالية للزعيم المكسيكي (زباتا) وصولاً إلى حفيدته، وبعض قصائده وجداني وشخصي، تعكس تجارب عاطفية ونفسية، ولاسيما في علاقته مع تجربة المرض، حيث نرى فيها هاجس الموت، مشحونًا بنظرات وتأملات فلسفية، وتتأثر ببعض المعارف والثقافات الأجنبية، التي تظهر في صوره كتلك التي يجسد فيها الموت هيكلاً عظميًا برداء أبيض، وفي المجمل صوره قليلة، تتحرر من أساليب المجاز التقليدي، وتقترب أكثر إلى التعبير الكنائي وتميل إلى توضيح المعنى، ومن ثم تُعد بعض قصائده، صورة نثرية واحدة.

مصادر الدراسة:
1 - كتيب أصدرته مجلة enigma - القاهرة - عدد تذكاري - يوليو 2001.
2 - لقاء أجراه الباحث فاروق شوشة مع ابنة المترجم له - القاهرة 2003.
3 - الدوريات: فاروق شوشة: أربع مقالات حول كتاب «وصيتي لبلادي» - جريدة الأهرام - الأعداد الصادرة في 15 و22 و29 /9 - 3/ 11 /2002.

صداقتي مع الموت

جاءني في بداية المساءْ
ولون الغسقِ يتداخل ببطءٍ
مع لون الظلامْ
تمامًاكما نراه في الصُّورْ
هيكلاً عظميّاً يلتحفُ رداءً أبيضَ
ويحملُ على كتفه مِنجلا
لم أكن سعيدًا جدًا برؤيته
لكنَّ المنظرَ كان مثيرًا
ولاحظت على شفتيه ابتسامةً محيّرهْ
قال في هدوء
إن الموعدَ قد حان
وإنه سوف يقدِّرُ تعاوني
ولما رأى الرفضَ في عينيَّ
قال «إن الحياةَ والموتَ
وجهان لعملةٍ واحدهْ
وإن ثمةً اتصالاً وثيقًا بينهما
سوف يهوِّن من عناء الرحلة»
وأضاف إن الأيام دُوَلٌ وقد دالَتْ دولتي
قلتُ في فتورْ
«إنني أكره المفاجآتِ
في أمورٍ جادّةٍ كهذه»
فقال كأنه يُغريني
«كلُّ شيءٍ سيتمُّ بسرعةٍ
وبغير ألم»
وتمتمَ بغير حماس
«إن أحدًا لا يُقدِّرُ وظيفتَه المملَّةَ
التي لا يستقيمُ العالم بدونها»

الحقيقةُ لا تضيعُ

قالتِ السيدةُ العجوزْ
«وسائلُك بدائيةٌ
من الخبلِ أن تبحثَ عنها»
«السبيكةُ ضاعت
في رمال الصحراء»
«غرقتْ
في مياه المحيط»!
أعرف أن وسائلي بدائيةٌ
أعرف أن جهودي قطرةٌ
في محيط
ذرَّةٌ، في كونٍ كبير
لكنني سأظل أبحث عنها
ويومًا ما سوف أجدُها
وحتى إن لم أفعل
سيجدُها غيري
لأنني أعرف
أنها لا تضيعُ إلى الأبد!!

الحبُّ الذي استعصَى

الحبُّ الذي استعصى
بالأمس قد أتاني
لا أعرف كيف أتى
أو متى
لكنني أعرفُ
أنه قد حَدَثَ في السماوات العُلا
عندما كنت أحلِّقُ
فوق المحيطاتِ والبحار
عندما كنت أهذي
وأعرف أيضًا أنه قد ذَهَبْ
عندما هبطتُ إلى الأرض
وعدت إلى رشدي
ما الذي في هذه الأرض
يأخذُ الحبَّ منا؟
ما الذي يشغلُنا
عن الحبِّ الذي يبقى؟
ما الذي يجعلنا
ننساه في الأرض؟
هل هي الأشياء التي تزولْ
هل هي السلطة؟
أم هي الشهوة؟
أم هو المال؟
تفضَّلوا أيها السادة
إنها جميعًا لكم
إذا أعدتُم ليَ
الحبَّ الذي يبقى

جمال لا يزول

قضَيْتُ حياتي أبحثُ
عن الجمالِ الذي لا يزولْ
دون أن أدري
أنه بداخلي
كلُّ جمالٍ يزول
إلا الذي بِداخلك
الذي يشعرُ به فؤادُك