جميل صدقي بن محمد فيضي الزهاوي ابن ملا أحمد بابان.
ولد في بغداد، وقضى زمناً في لبنان ومصر، وختم تطوافه بالثواء في بغداد.
نشأ في بغداد، من أبوين كرديين، كان أبوه مفتي بغداد، فأخذ عن أبيه علوم الأدب والشريعة، ولكنه أوغل في دراسة العلوم العصرية، وقرأ الفلسفات الحديثة فغدا شاعرًا ملأ زمانه بسحر الكلام، وقد كان يجيد اللغات العربية والفارسية والكردية والتركية، فأمدته هذه الروافد بزاد فلسفي وفني أضفى على شعره متانة وعمقاً.
اشتغل في العهد العثماني: مدرسًا (1884) ثم عين في مجلس المعارف (1886) فمديرًا لمطبعة الولاية ومحررًا للقسم العربي في جريدة الزوراء الرسمية (1888) ثم عضواً في محكمة استئناف بغداد (1890) وأستاذًا للقانون المدني وأصول الفقه في مدرسة حقوق بغداد.
انتخب نائبًا في مجلس المبعوثان (1914)، ونائبًا عن بغداد (1915)، وفي زمن الاحتلال البريطاني (1917) عين عضوًا في مجلس المعارف، ثم رئيسًا للجنة تعريب القوانين العثمانية، وفي عصر الملك فيصل عزل من وظيفته، فرحل إلى مصر، مارّاً ببيروت (1924) وبعد بضعة أشهر عاد إلى العراق وعين عضوًا في مجلس الأعيان (1925)
بجهود رئيس الوزراء عبدالمحسن السعدون، وقد كان صديقًا للشاعر، وظل في موقعه إلى أن أخرجته «القرعة» من المجلس (1929) فكان وقع ذلك شديدًا عليه.
كانت صلاته بالأدباء العرب، بخاصة في مصر ولبنان، حميمة ومؤثرة، فكان ركنًا من أركان النشر في مجلة «الرسالة» - المصرية، وكان حاضرًا دائمًا في المناسبات الكبرى، وتكريم كبار المبدعين.
أصيب بفالج في السنوات الأخيرة من حياته، وإن ظل يبدع إلى آخر نبضات قلبه.
الإنتاج الشعري:
- طبع ديوانه الكامل، أو أجزاء منه، عبر مسيرته الحافلة، بالتسلسل الآتي: «الكلم المنظوم» - المطبعة الأهلية - بيروت 1908، و«رباعيات الزهاوي» - مطبعة القاموس العام - بيروت 1924 (طبعتها بيروت تذكارًا لمرور الشاعر بها، وقدمتها تقديرًا لفضله) (أعاد محمد يوسف نجم طبع الديوانين المتقدمين في القاهرة تحت عنوان: «ديوان جميل صدقي الزهاوي» «جـ1» دار مصر للطباعة - القاهرة 1955)، و«ديوان الزهاوي» - المطبعة العربية بمصر - 1924 ، و«اللباب» - مطبعة الفرات - بغداد 1928 ، و«الأوشال» - مطبعة بغداد - بغداد 1943 ، و«الثمالة» - مطبعة التفيض الأهلية - بغداد 1939 (طبع بعد وفاته على نفقة زوجته، كتب مقدمته فهمي المدرس)، و ديوان «النزغات» - نشره هلال ناجي في ذيل كتابه «الزهاوي وديوانه المفقود» - دار العرب - القاهرة 1962 ، و«ثورة في الجحيم» - قصيدة ملحمية فلسفية طويلة (433 بيتاً)
نشرها الزهاوي في ذيل ديوانه «الأوشال» سنة 1934 ، وترجم «رباعيات الخيام» عن الفارسية - مطبعة الفرات - بغداد 1928 ، و«ليلى وسمير»: تمثيلية - بغداد 1927 .
الأعمال الأخرى:
- له عدة مؤلفات في قضايا فلسفية وعلمية، ضمن بعضها جانباً من خبراته القرائية، ورؤيته لأحداث زمانه.
الزهاوي شاعر الحرية، الشاعر الفيلسوف، فيلسوف الشعراء، ألقاب أطلقتها أقلام دارسي شعره، فدلت على انفراده بصوته، وخصوصية فنه الشعري، فكأنما
أضاف إلى قيثارة الشعر العربي في الثلث الأول من القرن العشرين: الوتر الناقص في معزوفة التجديد، أو التوطئة للجديد. مع هذه الإضافة المهمة سنجد الزهاوي مستوعباً جيداً للتراث الشعري العربي، في لغته، وأساليبه التصويرية، ورموزه، وأمثولاته، فضلاً عن حرصه على رسالة الفن الاجتماعية والوطنية، الذي تتوحد فيها الذات
بالمجموع.
مصادر الدراسة:
1 - أنور الجندي: الزهاوي شاعر الحرية - الدار القومية للطباعة والنشر - القاهرة - (د . ت).
2 - جعفر صادق التميمي: معجم الشعراء العراقيين المتوفين في العصر الحديث ولهم ديوان مطبوع - شركة المعرفة - بغداد 1991.
3 - رفائيل بطي: الأدب العصري في العراق العربي (جـ1) - المطبعة السلفية بمصر 1923 .
4 - عبدالرزاق الهلالي: الزهاوي الشاعر والفيلسوف والكاتب المفكر - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة 1967 .
5 - ماهر حسن فهمي: الزهاوي (سلسلة أعلام العرب) مطبعة مصر، القاهرة (د.ت).
6 - ناصر الحاني: الزهاوي: حياته وشعره - معهد الدراسات العربية العالية - القاهرة 1954 .
7 - هلال ناجي: الزهاوي وديوانه المفقود - دار العرب - القاهرة 1962.