حاكم الزيادي

1426-1363هـ 2005-1944م

سيرة الشاعر:

حاكم بن مالك الزيادي.
ولد في مدينة الديوانية (جنوبي العراق) - وتوفي في بلدة اللطيفية (جنوبي بغداد) مقتولاً بسبب عبوة ناسفة مزروعة في الشارع العام إثر عودته من مناقشة
رسالة جامعية بجامعة بغداد.
عاش في العراق.
تلقى تعليمًا نظاميّاً، فالتحق بإحدى المدارس الابتدائية في بلدة الدغارة (1951)، وحصل على شهادتها مما أهله لإكمال دراسته المتوسطة فالثانوية في ثانوية الديوانية للبنين (1963).
التحق بقسم اللغة العربية في كلية التربية جامعة بغداد، وتخرج فيها حاصلاً على شهادة البكالريوس (1968).
واصل دراسته العليا في كلية الآداب جامعة بغداد، فحصل على درجة الماجستير في اللغة العربية (1976)، ثم الدكتوراه (1981).
عمل معلمًا في الملاك الثانوي لمديرية تربية لواء الديوانية (1968 - 1974)، ومعلمًا في معهد إعداد المعلمين في مدينة الديوانية (1974 - 1981)، ثم انتقل للعمل الجامعي في جامعة القادسية، وتدرج في مناصبه حتى رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب بها.
عضو اتحاد الأدباء - فرع القادسية.

الإنتاج الشعري:
- له قصائد عدة نشرتها صحف ومجلات عصره، منها: «لوح الطين المشرق والحصار الظالم» - مجلة الطليعة الأدبية - ع2 - س3 - العراق - 2001، و«حوار» - جريدة عراق الديوانية - ع118 - سبتمبر 2005، و«إنه الحسين» - مجلة ثقافتنا - ع2 - س1 - المركز الثقافي بالديوانية - أكتوبر 2005، وله ديوان مخطوط بحوزة نجله تراث.

الأعمال الأخرى:
- له مؤلفات عدة، منها: الترادف في اللغة - وزارة الثقافة والإعلام - بغداد - 1978، والمشهد الشعري في الديوانية - مخطوط.
شاعر مجدد، يلتزم في شعره النظام التفعيلي والسطر الشعري، معبرًا به عن رؤيته ومشاعره الخاصة ووجدانياته، ملتقطًا صورًا من حياته والنماذج الإنسانية
في استبطانها النفس البشرية. له قصائد في معالجة بعض القضايا الوطنية، يميل فيها لاستخدام الرمز، ويصور بعض أوضاع المجتمع في سياق الحروب والحصار والجوع وموت الأطفال والشيوخ تحت نير القصف الجوي. في قصيدته «حوار» صورة مشهدية، وفي «لوح الطين المشرق» فخر وطني وإشادة بالمجد القديم منذ عصر جلجامش.

مصادر الدراسة:
- صباح نوري المرزوك: معجم المؤلفين والكتاب العراقيين - بيت الحكمة - بغداد 2002.

عناوين القصائد:

لوح الطين المشرق

يا لوحَ الطينِ الراقدَ في أحضان «الوركاءْ»
يا لوحَ الطين الساطعَ في أيدي الأجدادِ الضائعَ من أيدي الأبناءْ
يا نورَ الحرفِ البازغَ من هاتيك الأرجاءْ
يا من علَّمتَ الدنيا كيف يكونُ الفعلُ، وكيف تكون الأسماءْ
يا لوحَ الطين الواصلَ بين الأرضِ وبين الشمسِ بخيطِ ضياءْ
يا لوحَ الطين اللازبْ
يا قبسَ النّور الثاقبْ
أشهدُ أنّا علَّمنا الناسَ الأشياءْ
وأرينا العالمَ كيف يكون الواهبْ
ألواحُ الطين كتابهْ
ألواحُ الطين حضارهْ
فيها نفحاتُ التاريخْ
فيها رمزٌ وإشارهْ
تُنبي عن فكرة عملاقٍ
بأجلِّ عبارهْ
كان التاريخُ وليدا
في لوح الطينِ نشيدا
ينمو في حِجْرِ الوركاءْ
ينمو التاريخُ على مهلٍ
ويصافح كلَّ الأشياءْ
لوحُ الطين السِّمةُ الأسنى للتاريخْ
غرسَتْ مجدًا وعطاءْ
ميثاقُ السبق الأول فيهِ
ألواحُ الطين رسالهْ
كشفت ظلمًا وجهاله
من لوح الوركاءِ الباني مجدُ الحرفْ
عمَّ النورُ الأرضينْ
نورٌ لم يدركه الوصفْ
غمرَ الدنيا علما
أرسى فيها سلما
ما أروعَ هذا الصوتَ النابعَ من قلب الوركاءْ
نادى الألبابْ
يا لوحَ الطين المكتوبَ، الكاتبْ
يا لوحَ الطين الرائدَ في درب الحرف اللاحبْ
أنت الصوتُ الإبداعيُّ الباهرْ
أنت الشعرُ المتدفِّق من قلب الشاعرْ
والفكرُ الدافقُ من نبع الفنِّ السّاحرْ
اسمعْ ماذا قال الجمع الغادرْ
هيّا نتفاهمُ حول الخبزِ وحول النفطْ
نفسُ اللعبهْ
ما بين الفأر وبين القطْ
تجري ما بين الحقِّ وبين الباطلْ
نتفاهمُ لكنّ الـلا فهمَ الشرطْ
ما أطيبَ خبزًا يُغمَسُ في برميلِ النفطْ
والحظر الجويّ الغاشمْ
خطرٌ مثلُ السَّيفِ القاطعْ
يا لوحًا أشرق في ظُلَم الدهرِ الغابرْ
يا ربَّ الصمتِ، وربَّ النطق، وربَّ اللحن البارعْ
يا هذا الحاملُ صدقَ الحقّ، وصدق الرائدْ
في أرجاء الوطن الباني صرحَ اللوحِ الشاهدْ
يعلو صخبُ القصفِ الجويِّ المجنونِ العاصفْ
فوق الهامات المرفوعهْ
ما ذنبُ الشعبِ القابعِ في البأساءْ
الجوع القاتل يسحقُهُ
والداء الفاتك يُرديهِ
أسأل عن هاتيك البلوى
هذا الجرحَ النازفْ
تبّاً للغدَّار الحاقدْ
سحقًا للعدوان السافرْ
بُعدًا للطوفان الجارفْ
ويموت الطفلُ
يموت الشيخُ البالي جوعًا
وتموت الأمُّ المفجوعهْ
لكنْ ممنوعٌ، ممنوعٌ، أن يلعنَ إنسانٌ جوعَه
ملعونٌ من يسقي شعبًا حرّاً
هذا السمَّ الناقعْ
يا لوحَ الطين المكتوب ، الكاتبْ
يا لوحَ الطين الرائدَ في درب الحرفِ اللاحبْ
أنتَ الصوتُ الإبداعيُّ الباهرْ
أنت الشعرُ المتدفِّقُ من قلب الشاعرْ
والفكرُ الدافقُ من نبعِ الفنّ الساحرْ
اسمعْ ماذا قال الجمعُ الفائزْ
هيّا نتفاهمْ حول الخبز وحول النفطْ
نفسُ اللعبه
ما بين الفأر وبين القطْ
تجري ما بين الحق وبين الباطلْ
نتفاهمُ لكن الـ لا فهمَ الشرطْ
ما أطيبَ خبزًا يُغمسُ في برميل النفطْ
والحظر الجوّي الغاشمْ
خطرٌ مثلُ السيفِ القاطعْ
يا لوحًا أشرقَ في ظُلم الدهر الغابرْ
يا ربَّ الصمت، وربَّ النطقِ، وربَّ اللحنِ البارعْ
يا هذا الحاملُ صدقَ الحقّ ، وصدق الرائدْ
في أرجاء الوطن الباني صرح اللوح الشاهدْ
يعلو صخب القصفِ الجوّي المجنونُ العاصفْ
فوق الهامات المرفوعه
ما ذنبُ الشعب القابع في البأساءْ
الجوع القاتلُ يسحقُهُ
والداء الفاتك يُرديهِ
اسألْ عن هاتيك البلوى
هذا الجرحَ النازف
تبّاً للغدّار الحاقدْ
سحقًا للعدوان السافرْ
بُعدًا للطوفان الجارفْ
ويموت الطفلُ
يموت الشيخُ البالي جوعًا
وتموتُ الأم المفجوعه
لكنْ ممنوعٌ ، ممنوعٌ، أن يعلنَ إنسانٌ جوعَهْ
ملعونٌ من يسقي شعبًا حرّاً
هذا السمّ الناقعْ
ملعونٌ من يسبي كرمَ الحرف الساطعْ
وتظل الرايات التتريّةُ
في شتى أصقاع الدنيا مرفوعه
وتصير الأشياء المشروعه
ليستْ مشروعه
والأشياء الممنوعه
تصبح ليست ممنوعه
فكأن أجل نداءْ
دوّى في كل الأرجاءْ
لوحُ الطين السمة الأولى للتاريخْ
يتدفّق نبعَ ضياءْ
تاريخٌ بالمجد الأسمى حافلْ
يهبُ الدنيا زهرًا وسنابلْ
أما الأعداء المشؤومونْ
فانظرْ ماذا صنعوا؟
نيرانُ الحرب المشبوبه
زرعت موتًا وحقول قنابلْ
لوحُ الطين الفجرُ الأول للتاريخْ
أعطى الدنيا زهرًا وسنابلْ