حسن الجصّاني

1313-1270هـ 1895-1853م

سيرة الشاعر:

حسن بن عقيل الجصّاني العقيلي.
ولد في بلدة جصّان (محافظة الكوت - جنوبي العراق) وتوفي فيها.
عاش في العراق.
تلقى دروس الفقه واللغة والدروس العلمية عن رجال عصره في بلدته جصان، واتصل بوجهاء وأدباء العراق، ومنهم نقيب الأشراف في بغداد السيد علي، والشاعر عبدالباقي العمري الفاروقي ومصطفى الربيعي.
عمل بالوعظ والتدريس والتوجيه في المساجد.

الإنتاج الشعري:
- له بنود وجهها إلى أبي الثناء الآلوسي - مجلة اليقين - بغداد 1922.
المتاح من شعره قطعة صنعها على نسق البند، وهو فن بين الشعر والنثر، لا يخلو من الإيقاع وصور الخيال ومراعاة التناسب في بعض اللوازم البنائية، وهذه القطعة التي توجه بها إلى العالم اللغوي أبي الثناء الآلوسي تضمنت مدحه في إطار ما عرف من صفات المديح في الشعر العربي، كما مدح بعض علماء زمانه في سياق القطعة ذاتها، دون تفاوت أو انقطاع في بناء الأسلوب.

مصادر الدراسة:
1 - عبدالكريم الدجيلي: البند في الأدب العربي، تاريخه ونصوصه - مطبعة المعارف - بغداد 1959.
2 - الدوريات: محمد الهاشمي: بنود حسن الجصاني - مجلة اليقين (س1) - بغداد 1922.

عناوين القصائد:

جامع الفضل

نحمدُ اللهَ الكريمَ المفضلَ المنعِم إذ جاء بمن نهوى من البصرة
للزَّوراءِ دار الوزراء الصِّيد بالخير، ومحروسًا من الضيرِ، فتانا «أحمد الفعل»
وقد آذن بعد الهجرة بالوصلِ، وجمع الشملِ، مَعْ أحبابه النُّبلِ، كرام الفرع
والأصلِ، لنحظى بالظرافات التي قد سطعت أنوارها في أفق الآدابِ نجمٌ قد بدا في فلك
المجد منيرا
شمسُ فضلٍ وذكاءٍ أشرق الكون به مبتهجا، ذو الشرف السامي، السريُّ
الأمجد الأمثل من عزّت له الأمثالُ، في الأبدالِ، مولًى صُحّحت في مدحه الأقوال،
قاموسُ لغات العربِ، مصباحُ دجى الإسلام، من قد هذَّب الأحكام تهذيبا، وقد أدَّب إذ
كانت له الآداب دأبًا سائر الطلاب تأديبا، مناطُ الشرف الأرفِع من أحيا العلوم
النبويات سنًا والملة والدينِ، الإمامُ المقتدى الهادي إلى الحق الفقيه العَلَمُ
الفردُ الذي عزّ له النِّدُّ، نبيهٌ ونبيلٌ وهو «الأحنفُ» بالحلم أفصحُ الناس
مقالاً لم يُقَس «قُسٌّ» به لو خطبَ القوم «فسحبانُ» مضى يسحب ذيلَ الذلِّ وهو
العالمُ، العاملُ، كليُّ المعاني، تحته كلُّ المعاني، وهو جزءٌ ليس ينفكُّ من الفعل
الجميل الحسن المحتد المعمودُ عند السُّؤدد الحالي به جيدُ العلا، بدرُ الهدى،
قطرُ النَّدى، بلُّ الصدى، غوثُ الورى، عونُ الضعيفِ الكاشفُ البلوى، أخو النفس
التي تقوى، على التقوى، فتى الفتوى الذي أدرك غاياتِ العلا والفخر، حتى لم يدع
مرقًى، ولا شأوًا لمن رام علوّاً وسباقًا بل تناءوا وتقاصوا قصرًا عنه وحطُّوا
دونه لم يبلغوا منه لحاقا، بمداه قد تسامى، «الألوسي» اللوذعيُّ المصقعُ الحَبرُ
الأديبُ، الكاملُ السير الأريبُ، العاقلُ الكيِّسُ ذو الفهم اللبيبُ، الفطنُ
الصادعُ بالحقِّ الفصيحُ المنطقِ الصادقُ أقوالاً، أخو الفضل الذي يحيا به مَيْتُ
الأسى إن هو حيّاه لبِشْرٍ في محيّاه، أدام الله علياه، وهنّانا بلقياه، ولا زال
قريرَ العين مسرورًا مدى الأيام آمينَ وآمينا
والهمامُ اللوذعيُّ الحكميُّ العمريُّ الشاعر المفلقُُ، ذو المجدِ وذو
الفخرِ، نبيُّ الأدب الصّادقِ، فيما يدّعي، خاتمُ رُسل الشعرِ والنَّثر، الذي في
يده خاتمُ حكم النَّظم آتاه من الآداب جبّارُ السما مُلْكًا عظيمًا، حاذقٌ أعجزَ في
معجزة الشعرِ الورى طرّاً، فتًى أفنى ببذل البرٌِّ للناسِ، قويّ العزم والباسِ، له
في الأدب الحجَّةِ، مُقري الضيفِ، ماضي السيفِ، أفلاطون ذا العصرِ، أديبٌ كاملٌ
نابغةُ الدهرِ، فصيحٌ مصقعٌ بارعٌ فَهِمٌ أمثلُ الناس ولا مثلَ له قطٌُّ فما
«سحبانُ» في النثر وما «حسّانُ» في الشّعر، هو الواحدُ في أوصافه الحسنى، زكيُّ
الحسبِ الماجدُ، نجمُ الشرفِ، البادي السنا، شمسُ المعالي، فعسى ربي من السوء له
واقِ، الفتى الأشيمُ والأحشمُ «عبدالباقي» من تمَّ كما البدر كمالا