حمدون بن عبدالرحمن بن الحاج السلمي (أبو الفيض).
ولد في مدينة فاس، وفيها توفي، وبين الميلاد والرحيل زار في وطنه (المغرب):سجلماسة ومراكش، وحين قصد المشرق حاجًا زار تونس والقاهرة والحجاز - وقضى
بمدينة العرائش (شمالي المغرب) ثلاث سنوات، عاد بعدها إلى فاس.
في الكتّاب حفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ التجويد، كما حفظ المتون العلمية.
في جامع القرويين وبعض مساجد فاس درس على كبار شيوخ العلم في زمنه.
من المشارقة أجازه اللغوي المشهور مرتضى الزبيدي (صاحب معجم تاج العروس) وفي رحلة الحج أفاد من علماء الجزائر وتونس ومصر.
أهّله نبوغه المبكر للتدريس إلى جانب أساتذته بالقرويين وهو شاب، كما أرسله السلطان سيدي محمد بن عبدالله إلى سجلماسة لتدريس ابنه الأمير سليمان،
وعندما تولى هذا الأمير الملك جعل المترجم له من علمائه وكتّابه وشعرائه المقربين، كما تولى الحسبة بفاس ، وحين ولاه الأمير عاملاً على العرائش استعفاه لنفوره من وظائف السلطة، وتفرغ بعد 1806م للتدريس بجامع القرويين وغيره من جوامع فاس، وكان ميالاً بخلقه الزاهد إلى الثقافة الصوفية.
أصدر المولى سليمان عام 1793 ظهيرًا سلطانيًا، تكريمًا للشاعر، أعلن فيه أنه زاده توقيرًا وإجلالاً.
الإنتاج الشعري:
- له ديوان: «النوافح الغالية في الأمداح السليمانية» - (تحقيق أحمد العراقي) - كلية آداب فاس - مرقون بخزانة الكلية في ثلاثة أجزاء: الدراسة - الديوان - الفهارس - 1981، و«الديوان العام»: (تحقيق الدكتور أحمد العراقي) - نشر كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ظهر المهراز - فاس 1995، و« عقود الفاتحة»: مطولة في السيرة النبوية الشريفة - من بحر البسيط - من أربعة آلاف بيت - يعارض بها ميمية البوصيري - مخطوطة، وبديعية عارض بها بديعيتي الحلّي والحموي، (منشورة ضمن ديوانه العام المطبوع).
الأعمال الأخرى:
- له عدة مقامات نشرت ضمن ديوانه المحقق: «النوافح الغالية»، وعدة رسائل وخطب وكتب مخطوطة، منها: الرحلة الحجازية، وشرح عقود الفاتحة، ومنظومات في العروض، والمنطق، ونظم الحكم العطائية... وغيرها.
بين مديح السلطان سليمان العلوي، ومديح الرسول عليه الصلاة والسلام، مارست قدرة النظم فاعليتها في إطار الممكن الفني الذي كانت عليه أشعار عصره من تقاليد، وقد جمع بين القطعة من بيتين، والمطولة من ستمائة بيت، وكتب القصيدة، والموشحة، والمشجرة المشكلة هندسيًا - عن خبرة مكتملة بأساليب الصنعة - بل التصنع المرئي - كما يكثر من الاقتباس والتضمين ليدلل على اتساع معارفه. في أثناء القصيدة المادحة سنجد الوصف، والغزل الذي يمكن أن يستقل بمقاطع تفرده، كما نجد الغريب اللغوي، الذي يؤكد - مرة أخرى - حرص الشاعر على عرض ثقافته الخاصة.
مصادر الدراسة:
1 - إدريس العلوي الفضيلي: الدرر البهية - المطبعة الحجرية - فاس 1314هـ/1896م.
2 - التهامي الوزاني: تاريخ المغرب - مطبعة الريف - تطوان 1940.
3 - عبدالله كنون: النبوغ المغربي في الأدب العربي - (ط2) - دار الكتاب اللبناني - بيروت 1961.
4 - العباس تبن إبراهيم: الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام - تحقيق عبدالوهاب بن منصور - المطبعة الملكية - الرباط 1974.
5 - عباس الجراري: الأدب المغربي من خلال ظواهره وقضاياه - مكتبة المعارف - الرباط 1979.
6 محمد بن جعفر الكتاني: سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس - مطبعة أحمد بن الطيب الأزرة - فاس 1316هـ/1898م.
7 - Brockelmann - Ges - Ar - Litt - Supp:1,2 - Leiden - 1938.
8 - Levi - Provencal - Les Manuscrits Arabes de Rabat - Paris 1921.
- Les historicns des Chorfa - Paris 1222.
9 - Mohamed El- Fassi - La Litterature marocaine - in MAROC - Publication de lصencyclopédie coloniale et maritime - Paris 1940.