خليل المعاضيدي

1400-1365هـ 1981-1946م

سيرة الشاعر:

خليل بن إبراهيم العاني المعاضيدي.
ولد في مدينة بعقوبة (محافظة ديالى - شرقي العراق) وفيها توفي وهو في ذروة شبابه.
عاش في العراق.
تلقى تعليمه الأولي في مدرسة بعقوبة الابتدائية (1952 - 1958)، وتعليمه الثانوي في إعدادية بعقوبة للبنين (1958 - 1963)، والتحق بقسم اللغة العربية بكلية الآداب - جامعة بغداد وتخرج فيه (1970)، ارتبط بخاله المناضل محمد الدفاعي، كان أحد المشكلين لوعيه السياسي وتوجهاته الفكرية مما كان له كبير الأثر في مسار حياته.
عين مدرسًا للغة العربية في بعض مدارس محافظة ديالى (1970 - 1978).
عمل في صحيفة طريق الشعب في أواسط السبعينيات، ونشر بعض قصائده فيها.
كان معارضًا سياسيًا لحكومة بلاده، ترتب على هذه المعارضة اعتقاله عدة مرات وأدت الأخيرة إلى إعدامه.

الإنتاج الشعري:
- له قصائد نشرت في عدد من الدوريات العراقية، منها: قصيدة: «برقيات» - مجلة الثقافة - العدد الثاني - السنة الثانية - بغداد يونيو 1972، وقصيدة «كان موسمًا للكآبة» - مجلة الأقلام - العدد الخامس - بغداد 1974، وله مجموع شعري مخطوط وله قصائد مسجلة بصوته في حوزة أصدقائه ومعاصريه.
واحد من شعراء العقد السابع من القرن العشرين، وظف قصائده للتعبير عن أفكاره السياسية ومواقفه الاجتماعية. أثارت قصائده ضجة في صفوف شبيبة ديالى،
واشتهرت في هذا السياق قصيدته «هلا قرأت البيان الشيوعي» التي أنشدها في جموع حاشدة في بساتين الهويدر وبهرز، وعلى حدائق نقابة المعلمين مما أثار حنق السلطة عليه، اعتمد إطار قصيدة التفعيلة واقتربت قصائده من نظام القصائد النثرية وغلب عليها طابع المقطوعات القصيرة، واهتم بالصور الجزئية ورسم اللوحات السريعة الإيقاع.

مصادر الدراسة:
1 - أحمد السيد علي: شاعر غادر قبل الأوان - موقع الحوار المتمدن:http://www.rezgar.com
2 - سلام كاظم فرج: حين يصدع الشعر بالنبوءة:http://www.iraqcp.org
3 - الدوريات: صباح الأنباري: خليل المعاضيدي بين شهادة الشعر واستشهاد الشاعر - جريدة الصباح - 15 من أغسطس 2003.

كان موسمًا للكآبة

تُطوِّحُ ريحٌ مؤقّتةٌ، وجهَنا المتوسّطَ،
بين التوجُّس والخيبة المستديمةِ
لكننا نشتري الجرحَ
في ساعة المطر الفجِّ،
ليمونةً،
واحتفالات
هنا موسم للكآبة والوحلِ
باركه الفقر في ألفةِ الدمعِ،
يعتاده الفقراءُ المباعون في صعقة الشاي،
علَّ النساءَ النحيفاتِ يُفصِحنَ عن هاجسٍ،
ها هنا موعدٌ للنّواح الجنوبيّ،
ما بين عينيك سيدتي فارسٌ أعزبٌ
وصديقٌ أباحَ اشتباك الهواجسِ،
في شهقةِ العشبِ مبتهجًا
يستضيف التقوُّلَ عند اشتدادِ
الفطامِ المرابط
عندي دوار المليكهْ
عندي احتفاء المساكينِ،
عندي عراكٌ لكل المواسمِ،
في جسدي نادلٌ يحتويني،
ومزرعةٌ للبكاء المكابر هذا الذي يحتمي الفقر في دَغْلِهِ
المتوهِّجِ،
يا امرأةً من يسارِ الدفاترِ،
تهبطُ في موسمِ الخوفِ
تكبرُ في ثوبها طفلةُ السرّ،
سيدتي عندما يرتوي الجرحُ من جسدي،
يشربُ الحزن أوجاعنا،
ينحني الشجر المرُّ،
في دورة الريحِ،
علَّ الفراتَ المغامرَ
يمحو انحسارَ النوافذِ من قاعة القلبِ،
علَّ الحليبَ الأخيرَ يكاشفُني لحظةَ الصدقِ،
علَّ النساءَ النحيفاتِ يفصحنَ عن هاجسٍ،
تستوي النار والبرد بين أصابعِهِ،
هل أتاكم سفير الدُّوارِ المباركِ؟
هل يصطفي الجرح أبناءَهُ؟
ها هنا يذبل المطرُ،
الضحكُ،
الأصدقاءُ،
ووجه تشهَّيتُ في لحظةِ الصدقِ
من يفتحُ الخوفَ في جسدِ امرأةٍ،
يجد الضلع نافذةً للرياح الأخيرةِ
- علّ بكاء النساء النحيفاتِ يفصحُ
عن هاجسٍ مهملٍ ساعةَ الصدقِ
لكنَّ بين المسافِة والصدقِ جرحًا
وبين الجراحِ تضيعُ المسافهْ

من قصيدة: برقيات تأييد للقرى

ديني والحجرُ القانطُ في النهرِ
خرزةُ ماءٍ
وتمائمْ
علَّقها الخوفُ حصاةً
في ذاكرةِ الأطفالْ
أسرابُ البدو الهادئة الحزنِ
انحدرت في أجنحة الخطّافِ
المائلةُ اللون
مثقلةً بالهمومْ
في جسدي انبجسَ النّهرُ
نوارسُ أثقلَها القُرح المائلْ
في جسدي استلقى طفلاً
مبهورًا بالفيْء النَّبضْ
العشبُ الطالعُ من صدأ
الهذيانِ المدهش في شفةِ
الأعرابِ المكتظَّةِ بالعرقِ
المالحِ ينشطرُ الأفق الراكدُ
أعشابًا
جزرًا
ونواعيرَ يعاشرُها الماءُ
وأنا ألمحُ في وجهكِ
يا نصف فتاةٍ
تاريخًا يتهدَّلُ من أشجار الطينِ الطيبةِ
البهجه،
سفنًا تهزأُ بالريحْ
أشرعةً كالمطرِ الناعمْ
ومرايا
تحملُ وجهَ القريةِ
وجه الماءْ
وجهي
في شفتيك اجتمع الصبيةُ يلهونَ
تُمَدُّ أصابعهم في لحيتِك المصبوغةِ
بالشمسِ وبالطيبهْ
ونواعيرُ البهجةِ
تنتظرُ الزورقَ مخمورا
هل أَفتح قلبي نافدةً للنسمةِ
من هضبات القلبْ
آتيةً
بلّلها الجرفُ الساهرُ بين النجم وبين الماءْ
فدمي
طرّزه العشقُ جدائلَ
صوبَ الخضرهْ