رسلان البنبي

1383-1323هـ 1963-1905م

سيرة الشاعر:

رسلان عبدالغني البنبي.
ولد في بلدة شَنَوان (محافظة المنوفية - مصر)، وتوفي في القاهرة.
عاش في مصر وأوربا وأمريكا.
تلقى مراحله التعليمية على تنوعها حتى تخرج في كلية الحقوق الملكية في جامعة فؤاد الأول (القاهرة الآن) عام 1929.
عمل مراسلاً لجريدة الفيجارو الفرنسية، كما عمل محررًا لعدد من الجرائد والصحف المصرية كصحيفة الإثنين، ومجلتي البعث والوطن الجديد، وعمل مشرفًا وكاتبًا لعمود قسم الأقاليم في جريدة الأهرام.

الإنتاج الشعري:
- له ملحمة شعرية عنوانها: «يوم في صحبة إبليس» - مطبعة المستقبل - الإسكندرية 1938.

الأعمال الأخرى:
- له في مجال التأليف والترجمة: «الأقدار» - رواية مترجمة - المكتبة الملوكية - 1928، و«الخطبة الفاجعة» - رواية مترجمة - مطبعة أبي الهول - 1934، و«الجنة والنار كما تصورهما دانتي»، و«الجنة والنار كما تصورهما سويدنبري» - ترجمة، و«المتفائلون والمتشائمون»، و«صور من الماضي» - مجموعة مقالات الكتاب الماسي (د.ت).
ما أتيح من شعره جاء في شكل مطولة ملحمية تحت عنوان: «يوم في صحبة إبليس»، وقد اتخذت متّجهًا تأمليًا فلسفيًا يتعلق بعدد من أسئلة الغاية والمصير في
هذا الكون، فما بين قضية الجبر والاختيار وغواية الشيطان للإنسان تدور تأملاته وتتفجر تساؤلاته، وما بين خلق آدم وأمر الله تعالى للملائكة بالسجود له، ورفض إبليس
الانصياع لأمر السجود، ثم طرد الله تعالى له، إلى قضية تربصه - أي إبليس - لآدم في الجنة والعمل على الإيقاع به وإخراجه منها. كلها قضايا اتخذ - من خلال الحديث فيها
- سبيلاً إلى التحذير من غواية الشيطان للإنسان في هذه الحياة، والتذكير بأن الناس جميعهم يعودون إلى أصل واحد هو آدم عليه السلام، إلى غير ذلك من التأملات والرؤى التي تضمنتها هذه المطولة، مما يكشف عن طول نفسه الشعري ورؤاه التي استمد جلّها من سعة ثقافته، واستناده إلى نصوص القرآن الكريم. اتسمت لغته باليسر مع ميلها إلى مجاراة الفكر وموافقة المضمون، وخياله نشيط. كتب مطولته معتمدًا النظام السطري فيما يعرف بشعر التفعيلة.

مصادر الدراسة:
- لقاء أجراه الباحث أحمد الطعمي مع نجل المترجم له - القاهرة 2006.

من ملحمة: يومٌ في صُحبةِ إِبْليس

السلامُ
والملاذُّ الصافيهْ
والحياةُ الباقيهْ
عهد غانيةٍ بغيّ
زوج خمّارٍ حقيرْ
لِلُهاةٍ بالنّضيرْ
بين راحٍ
ومزاحٍ
في مواخيرِ الغرورْ
والشّبابُ السرمديْ
طيفُ حلمٍ آدميْ
وابتساماتُ النجيْ
في الرّخاء
سَتراها
يومَ تشكو في دموعْ
نارَ حرمانٍ وجوعْ
كسرابٍ في يبابْ
ظنّه الظمآنُ ماءْ
كم رجاءٍ في وفاءْ
ورجاءٍ في نعيمْ
كضبابٍ في المساءْ
لا يدومْ
والنّجومْ
تحت أضواءِ الصباحْ
من يظنُّ الدّهرَ يصفوْ؟
من أذًى
نائمٍ كالفهدِ يغفو
في الدّجى
حالمٍ كالطّفل يلهو
بالدُّمى
كيف فيضَ الماء يرجو
ذو حِجًا
من سرابٍ أو جهامْ؟
من له قلبٌ جريحْ
من عَذاباتٍ يصيحْ
وينوحْ
فوق نَوح الثّاكلاتْ
بارمًا بالكائناتْ
فهو حيٌ في ضريحْ
قد أضلّته الحياةْ
بالوعودْ
أمَّلتْه ما يريدْ
من خلودْ
ومتاعٍ لا يبيدْ
رام حظًا في ذراهَا
فوق حظّ الأنجمِ
خدعته فحباها
ودَّ قلبٍ وفمِ
وتردّى فرواها
سرّ صدرٍ مُفعمِ
ظن خيرًا في جداها
ظنَّ إنسان عمي
فجزتْه بقلاها
كيدَ وغدٍ مُجرمِ
وسقته في هواها
من كؤوس العَلقمِ
ما تفيد الشمسُ تزهوْ
في صباحٍ من عقيقْ
وأصيلٍ من نضيرْ؟
كم شقيٍّ ذي جراحْ
في الفؤادْ
قد رأى صبحًا وُلِدْ
في المهادْ
كالغسقْ
فكأنّ الشّمس سَكْرَى
من رحيقٍ في السماءْ
قد توارتْ في المراحْ
لم تفقْ عند الصّباحْ
أو تفقْ حتى المساءْ
وأصاب الليلَ سهدُ
ردّه دون الرّواحْ
يائسٌ ذلَّ وطاحْ
إن يعشْ فالأنسُ راحْ
في ثنيّات الرياحْ
وصباه قد تولّى
وهو لاهْ
بين علمٍ وصلاهْ
عبد آمالٍ [وِهاهْ]
كبيوتِ العنكبوتْ
يرتجي جودَ الإلهْ
من علالات الـمُنَى
فليمتْ فالموتُ راحْ
عصرتْها المرسلاتْ
من عناقيد الدُّجى
وليذرْ دنيا الأماني
والوعودْ
شاخصًا نحو المعاني
في اللحودْ