رضا الجلالي

1421-1381هـ 2000-1961م

سيرة الشاعر:

محمد رضا بن حميدة الجلالي.
ولد في منطقة الرقاب، التابعة لولاية سيدي بوزيد (تونس) وتوفي في ولاية سيدي بوزيد.
عاش في تونس والعراق.
تلقى تعليمه الأولي بمسقط رأسه محافظة سيدي بوزيد، ودرس في مدارسها الابتدائية، والثانوية،وحصل على شهادة ختم الدروس الترشيحية.
عمل معلمًا في المدارس الابتدائية لفترة قصيرة، ثم انقطع عنها، وعمل بالتعاقد مع وزارة الثقافة منشطًا ثقافيًا بدار الثقافة أحمد بوليمان بباب سويقة في تونس العاصمة.
كان عضو اتحاد الكتاب التونسيين.

الإنتاج الشعري:
- له ديوان «خطايا لم يرتكبها أحد» - سلسلة عوالم الإبداع - دمدوم للكتب والنشر - تونس - (د.ت)، وله قصائد نشرتها صحف ومجلات عصره في تونس، وبخاصة العمل والحرية والصباح والملاحظ، ومجلة الحياة الثقافية.

الأعمال الأخرى:
- له عدد من الدراسات النقدية والمقالات حول الشعر، نشرتها بعض صحف عصره في تونس، واهتم فيها بالمنجز الشعري التونسي في التسعينيات.
شاعر مجدد يتخذ الشكل التفعيلي والسطر الشعري أسلوبًا لكتابته، ويتداخل في بعض قصائده التفعيلي مع الموزون، مع ميل إلى التجريب ومزج العاطفي مع
الذاتي، والتجريب في الشكل وفي المضمون، وقد يستخدم الرمز كما في قطعته الطريفة: القط براذر. موضوعاته الشعرية تعبر عن رؤيته الخاصة للحياة وفلسفته فيها، وتناقش الحياة المعاصرة من حوله وعلاقة الإنسان بها. في شعره اهتمام بمفردات بعينها وإلحاح عليها، ومنها: الطيور، والمملكة، والممالك، والحزن، والأشجار.
أقيمت له أربعينية على وفاته بمقر اتحاد الكتاب التونسيين، وأطلق اسمه على ملتقى شعري في بلده «سيدي بوزيد».

مصادر الدراسة:
1 - عمر بن سالم: كتاب من تونس - دار سحر - تونس 1995.
2 - الدوريات: الهادي غابري: وداعًا رضا الجلالي - مجلة الملاحظ - تونس - فبراير 2000.

العاشق

حين أوغلَ في حلمه ليلةَ البارحهْ
ابتنى وطنا للجياعْ
وسوّى الكآبة صفصافةً للعصافيرِ وامتلك العاصفهْ
صوت المتشجّر في الأرصفه
غابةٌ من أكفٍّ
تصافح سُمر الوجوه،، وتخبز للغد من جوعهم
أرغفه
فابدئي الآن عرسَك من شجَنِهْ
واقطفي الآن زهرَك من وجعهْ
واطلعي الآن - سيدة الجوع -
يا من صلبت
وحُرِّفتِ شعرا
وحُرِّفت زيفًا على الأغلفه
اطلعي الآن من لغْوِنا أذرعًا فاعِله
اطلعي الآن من لغْوِنا أذرعًا فاعله
تحضنُ الحلم،
حين تهبُّ على العاشقِ الحالمِ الصحوةُ القاتله

حلم

خطوتي في الثرى مطرٌ ونخيلْ ________________________________________________________________
ودمي في المدى نجمةٌ وصهيلْ _______________________________________________________________
في فمي جمرةٌ وعلى جبهتي ________________________________________________________________
شامةُ الفقر والإنتحارِ الجميل _______________________________________________________________
شرَّدتني جراحي طويلاً وفي ________________________________________________________________
سجْنِه شدَّني شجَني المستطيل _______________________________________________________________
جئتكمْ،، جئتكمْ،، فلنرتِّل معًا ________________________________________________________________
ما تيسَّر من أغنياتِ الرحيل _______________________________________________________________
يشهق الجرحُ بالنار والإنفجا ________________________________________________________________
ر، ويحْبَل بالممكنِ المستحيل _______________________________________________________________

الشَّيْبة

أيتها الشيبةُ البِكْر،،،
لو علمتُ قبل مجيئِكِ بلحظاتٍ
لاعتذرتُ
وأغلقت دونك الباب وقلت
عودي بعد عشر سنوات
رأسي ليس هنا،،
إنه في طرفِ الغابةِ،،
يرصدُ حكمةَ الشجرِ المتطاولْ،،
ويعلنُ ما يهمس به النبات
أيتها الشَّيبة لو علمتُ
لاعتذرت وقلتُ
قلبي ليس هنا،،
خرج حافيًا مع الأطفال،،
يُطلقُ ما في جعبته من سهامٍ،،
وينصبُ فَخَّ صباباته في الفلاة
أيتها الشيبةُ البكْرُ
عودي بعد عشْرِ سنوات

موت

الآنَ يموتُ كلُّ شيء
الشابُّ ذو الستةِ وعشرين ربيعًا،،
المكتبُ والسريرُ،،
الزوجةُ النائمة
ومشاريعُها الدائمهْ
الآن يموت كل شيءٍ
بدايةً من شفرةِ الحلاقه
وتذاكرِ السفر
في جيوبِك الباليه
إلى علبةِ السجائر
وقواريرِ الجعةِ الفارغهْ
وصخبُ الحانات
الآن يموتُ كل شيء
القصائدُ المتناثره
وحُبيبات الصدفه
وأخبارُ العالمِ في الصحيفةِ اليوميَّه
ولا يبقي سوى طفلٍ حزين
بمحفظةِ الصوف،،
وأحذية الطينِ بعد المطرْ

الرَّحِم

مظلمٌ بيتُك المتواضعُ
إذ تفتحُ البابَ،،
أو تتخيلُ سقْفَه،،
أو تتمددُ فوق السريرِ الهَرِم
مظلمٌ،،
غيرَ أنَّكَ - عند الصباح -
جديدًا،،،
تغادرُ هذا الرَّحِم

أشياؤُك تنهض نحوي

بينما أشياؤك تنهض نحوي،،
أتذكَّرُ ما سيكونْ
وينبعُ داخلي نهرٌ بعيد،،،
أشجارٌ تضيءُ صوامعْ،،، صوامع،،
كأنها جباه مُحترقَة
خطوطٌ مستقيمةٌ لا تنكسر
بل تلتوي في كلِّ اتجاه،،
ثم تعودُ
جماجم تسعى على الإسفلتَ
جثثٌ بأربطةِ عنق،،،