إلياس الخوري

سيرة الشاعر:

إلياس الخوري مالك.
كان حيًا عام 119هـ/ 1901م.
أحد أعضاء دائرة الحقوق الاستئنافية في متصرفية لبنان.

الإنتاج الشعري:
- له قصيدة مطولة في رثاء المطران غفرئيل بعنوان: «عرفان الجميل» وهي منشورة في مجلة «المنار».
في شعره نزوع إلى التفلسف والحكمة التي يبثها من خلال قصيدة الرثاء التي لا تخرج عن مألوف الرثاء.

مصادر الدراسة:
- مجلة المنار: (ع 6291) - لبنان 27/1/1901.

مصادر الدراسة:

كان حيًا عام 119هـ/ 1901م

عناوين القصائد:

الموت غاية كل حي

نرجو الخلود فلا يفيد رجانا
وإلى اللحود مصيرنا ويلانا
ونعلّل الآمال في طول البقا
فيقصّر الموتُ الرهيب منانا
فالموتُ غاية كلّ حيٍّ في الورى
هل أبقى ممن قبلنا إنسانا
ومن الدليل على الفَنا وزوالنا
ما غادرَ الموت المخيف سوانا
وبكل يومٍ في البسيطة عِبرةٌ
إذ قيل قد أفنى القضاء فلانا
ونرى الجنازة والنوائح في الحمى
فنبيت في وجلٍ ونحن حَزانى
من بعد يومٍ لا نفيق ولا نعي
ما كان أمس ولا الذي أبكانا
نخشى المنيّة إن سرت نحو الحمى
وهي المقيمة في عميق حشانا
قل للذي أمن المنيّة واثقًا
إن المنيّة من ألدّ عِدانا
وأشدُّ من وقع الصواعق فتكها
دفعَ المهيمنُ غدرها ووقانا
تغزو الملوك ولا تهاب جيوشهم
تُوهي العروش فتسلب التيجانا
فنرى الألوف مع الصفوف صوامتًا
والفيلسوفُ مولّهًا حيرانا
والسيفُ مسلولاً وليس بنافعٍ
والصولجان كما القضيب مُهانا
وكذا رجالُ الدين في حفلاتهم
لا ترهب التيجان والصلبانا
تدع المساجد والمعابد بلقعًا
وعلى المذابح تترك القُربانا
غدرت براعينا الهمام المتقي
«غفريلُ» حَبْرٌ بالصلاح ازدانا
أسفت كنيستنا المجيدة مذ قضى
عمَّ الأسى بيروتَ معْ لبنانا
عظم المصاب على رعيّته التي
حُرمت عنايته فذا أشجانا
ساس الكنيسة والرعيّةَ حسبما
يرضى العليُّ فزاده إيمانا
قد كان عونًا للفقير وغوثه
عن نصرة الملهوف لا يتوانى
وأبا اليتيم وسلوة المحزون بل
شخصَ الكمال وللتقى عنوانا
ومثالَ كل فضيلةٍ وكرامةٍ
رجلَ الحقيقة والشهامة كانا
ومعاهد الفضل التي قد شادها
تبقى على طول المدى برهانا
صافى الجميع على المودة والإخا
إذ كان يحسب كلَّهم إخوانا
قد أخلص الطاعاتِ نحو مليكنا
فلذا حباه الفخر والإحسانا
وإذا أردنا أن نعدّ مناقبًا
فضلت لضاق بنا الكلام بيانا
لكنما مرضٌ كريهٌ سامه
غصصَ الحياة فذاق منه هوانا
متحمّلاً أوجاعه بشهامةٍ
إذ كان أثبتَ في المصاب جَنانا
كره المقام بذي الديار فملّه
وسعى ليلقى في السماء مكانا
سئم الحياة مع الأنام فعافها
وسرى لأخرى يبتغي خِلاّنا
ويعيش معْ قومٍ يُسَرّ بأنسهم
وجوارهم أنعمْ بهم جيرانا
في دار خلدٍ ليس يعروها فَنًا
لا يختشي مرضًا ولا أحزانا
نعمَ السبيلُ سلكتَ يا خيرَ الورى
فانعمْ بدار الخلد يا مولانا
واذكرْ رعيّتك التي غادرتها
ترجو الشفاعة منك والرضوانا
فاطلبْ لنا الإحسان من باري الورى
والعفو والرحمات والغفرانا
نرعى جميلك مثلما علّمتنا
إذ ذاك شيمتنا ومن مَبدانا
وعسى نرى خَلَفًا نُفاد بعلمه
وبفضله وبحكمةٍ يرعانا