رعد عبدالقادر

1423-1373هـ 2003-1953م

سيرة الشاعر:

رعد بن عبدالقادر بن ماهر الكنعاني.
ولد في مدينة سامراء، وتوفي في بغداد.
عاش في العراق.
تلقى مرحلتيه الابتدائية والمتوسطة في مدينة سامراء، وفي بغداد حصل على الثانوية، ثم أكمل دراسته الجامعية بجامعتها. واصل دراسته العليا فحصل على
درجتي الماجستير والدكتوراه في مجال الدراسات الإسلامية والعربية.
عمل سكرتيرًا لتحرير مجلة الأقلام البغدادية مدة طويلة، كما عمل موظفًا في وزارة الثقافة والإعلام ببغداد.

الإنتاج الشعري:
- له عدد من الدواوين: «مرايا الأسئلة» - وزارة الثقافة والفنون - بغداد 1979، و«جوائز السنة الكبيسة» - دار الشؤون الثقافية العامة - بغداد 1995، و«دع البلبل يتعجب» - مطبوعات اتحاد الأدباء في العراق - بغداد 1996، و«أوبرا الأميرة الضائعة» - دار الشؤون الثقافية العامة - بغداد 2000، ونشرت له مجلة الأقلام عددًا من القصائد منها: «الغابة» - العدد (4) - السنة (12) - 1977، و«بستان الدمع» - العددان (11، 12) - السنة (22) - 1987، و«جمل شعرية» - العددان (1، 2) - السنة (27) - 1992، و«جوائز السنة الكبيسة» - العددان (1، 3) - السنة (29) - 1994، و«قصيدتان» - العدد (5) - السنة (33) - 1998، و«قصائد الاشتباه»: العدد (2) - السنة (34) - 1999.

الأعمال الأخرى:
- له عدد من المؤلفات منها: نظرية الولاية العامة للفقيه:
أصولها العقدية وتطورها التاريخي - رسالة علمية نال بها المترجم درجة الماجستير - كلية الشريعة - بغداد 1990، وفلسفة التراث العربي الإسلامي - رسالة علمية نال بها المترجم درجة الدكتوراه.
يجيء شعره استجابة فعلية لدعاوى التجديد في الشعر؛ تلك الدعاوى التي استغرقت النصف الأخير من القرن العشرين على طريقة شعر التفعيلة، ثم انتقاله
إلى الكتابة فيما عرف بقصيدة النثر، تتسم عوالمه الشعرية بالسحر والانبهار، ورؤاه بالثراء والجدة، يجيء ذلك مغلفًا بلغة مفعمة بالحركة والنفاذ، خياله طليق، تميز
بنفَس شعري ممتد اقترب به إلى ما يشبه الكتابة الملحمية، التزم النظام السطري إطارًا في بناء قصائده، مع استثماره لتجليات الأسطورة والرمز.

مصادر الدراسة:
1 - صباح نوري المرزوك: معجم المؤلفين والكتاب العراقيين (1970 - 2000) بيت الحكمة - بغداد 2000.
2 - محمد صابر عبيد: الشعر العراقي الحديث: قراءة ومختارات - عمان 2002.
3 - يونس إبراهيم السامرائي: تاريخ شعراء سامراء من تأسيسها حتى اليوم - مطبعة دار البصري - بغداد 1970.

من مرايا الأسئلة

أيُّها المنزلُ
خطونا المقبلُ
يبتني ملكَه في السماءْ
ويرشُّ على حجرٍ روحَهُ
وهو ريحٌ
ودربٌ
وقافلةٌ
وهو أفقٌ
تفتُّحُه هودجٌ
ومسلاّتُه شجٌر خيمةٌ
ورمينا
فكان زجاجُ المرايا على خطونا
حجرينْ
أيها المنزلُ
خطونا المقبلُ
يبتني مُلكَه في السماءْ

ملامح شاعر

يا خُطى النّاسِ بين هواكَ وبين رداكْ
تفيضُ على ساحةٍ - كنتُ تمثالَها -
ثم تُرجِعني للحياةْ
تضجُّ الشوارعُ يُفتحُ بابٌ
ويخرجُ طفلٌ
عليه بهاءُ الزمانْ
حاملاً بيديه كتابًا
وتعويذةً للجنونْ
الملامح تنبئُ عن شاعرٍ
- هاجرَ الأفقَ ثم اختفى كوكبًا -
ليس كالأرضِ وجهتُه
والسفرْ
ليس غير الفضاءْ
طفولتُهُ
منزلٌ
لعبٌ
سلالـمُه من غصون الشَّجرْ
وأوقاتُه حجٌر يتلهَّى بهِ
أو ممالكٌ من ورقٍ
أو سيوفٌ من الطين، يصنعها
أو خيولٌ من الضحكاتِ
ورفقتُه نجمةٌ في سماءْ
وينغلق الباب يفتحُ
يخرج شيخٌ
تنام التواريخُ في مقلتيهِ
جبالٌ تمرُّ بهِ
وبحارٌ تحاورهُ
وطيورٌ تهاجرهُ

يا فرات

لماذا التياعُك شمس قُرانا؟
لماذا الوجوهُ تفتِّشُ عنكَ
بطيّات أسمالِنا
ونزيفِ خطانا؟
أتدري؟
وكفُّك أقربُ من صخرةٍ
إنْ مررتَ بها تستحيلُ غناءً
وظلُّك يمتدُّ من نخلةٍ
يا فراتُ
إذا ذبلَ السعفُ فيها
يموتُ كلانا

أمستذكرٌ وطنًا؟

إذا ما تلفَّتَ وجهُكَ
والتفَّ بالغيم سعفُ النخيلِ؟
إذا همهمتْ فرسٌ في الطريقْ
ومرَّتْ بك العرباتُ مودِّعةً؟
أتستبدلُ الدَّربَ والغيمَ والهمهماتِ
بمحْلِ الخطى واتساعِ الظما والجنونْ؟؟
أمستذكرٌ وطنًا أنت في دمِهِ
مُستفَزٌّ بحمَّى السعادةِ والافتتان الطليقْ؟
أمستذكرٌ؟
أنت في دمهِ
صورةُ الشَّمسِ في برج تاريخِهِ
صورةُ البحرِ في نجمِ صحرائِهِ

من أوبرا الأميرة الضائعة

أتأمَّلُ الرُّوحَ ترقى
السلالمَ موسيقى ووردٌ ونارٌ
أتحرَّكُ أمواجًا أمواجا
وأبصر نخلاً وطيورًا
كان فرحي أفواجًا
وصبايَ بلادًا
وحبِّي ملكًا
وقُدِّر لخموري أن تسيلَ أنهارًا
ولخاتمي أن يضيء
وقُدِّر للأحجار أن تثمَل
وللنبات أن يميل
وللشمس أن تَرقص
السرُّ في الباب
وثمَّةَ إيماءةٌ
وشرارةٌ تنبض خلف الباب