سلامة العباسي

1416-1346هـ 1995-1927م

سيرة الشاعر:

سلامة محمد مرسي العباسي.
ولد في قرية سبك الأحد (مركز أشمون - محافظة المنوفية)، وتوفي في القاهرة.
قضى حياته في مصر.
تلقى علومه الأولى في كتاب قريته، ثم حاول استكمال دراسته بالالتحاق بمدرسة المعلمين ولكنه فصل منها لأسباب سياسية.
بدأ حياته العملية كاتبًا للحسابات بمستشفى الشبراويشي بالجيزة، ثم اشتغل محررًا بقسم التحقيقات بجريدة الجمهورية (القاهرة)، ثم انتقل إلى القسم الأدبي وظل يعمل به حتى زمن رحيله.
نشط في العمل الثقافي من خلال عمله الصحفي، إذ كان يكتب عمودًا في جريدة الجمهورية، تحت عنوان «للحب»، كما نشط في العمل المسرحي والأوبرالي، حيث كتب أوبرا «أنس الوجود»، وتغنى بأشعاره بعض مشاهير المطربين، وقد شارك في الكثير من المناسبات القومية.

الإنتاج الشعري:
- له عدة قصائد مفردة منشورة في صحف ودوريات عصره منها: «وكان لا بد أن يحدث هذا» - كتاب الشعر في المعركة «مختارات» - دار الكتاب العربي للطباعة والنشر - القاهرة 1967، و«من عادل إلى نيكسون» - جريدة الجمهورية - القاهرة - 15/4/1970. (عادل هو نجل المترجم وكان طفلاً)، وقصيدة بعنوان: «وسام المجازر» - جريدة الجمهورية - القاهرة - 8/8/1982.

الأعمال الأخرى:
له عدد من المسرحيات الشعرية منها: مسرحية:
«في سبيل الحرية» - دار النهضة العربية - القاهرة - 1961. (وهي إكمال لقصة بدأ جمال عبدالناصر كتابتها وهو طالب، وطرحت في مسابقة أدبية لاستكمالها)، وملحمة شعرية بعنوان: «رسالة إلى أمي» - (مخطوطة)، ومسرحية: «أيام الشمس» - (مخطوطة)، وأوبرا «أنس الوجود» - لحنت وعرضت في دار الأوبرا المصرية.
شاعر وطني وقومي، شعره غزير متنوع بين الفنون الشعرية الحديثة منها المسرح والأوبرا والأغنية، وهو ينتمي من حيث البناء إلى قصيدة التفعيلة، ويتراوح
بين الذاتي والموضوعي، غير أن الموضوع الوطني يستأثر بجانب كبير من تجربته الشعرية، لا سيما في مسرحياته، ففي شعره نزعة إنسانية وتجسيد لحلمي العدل والحرية، لغته سلسة وخياله متأثر بالمجددين من شعراء الرومانسية ولا سيما شعراء أبولو، توصلاً إلى معجم الشعر القومي في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، في نزوعه إلى الربط بين قضايا الأمة العربية في مختلف أقطارها، وتحريضها على تحقيق آمالها ورسالتها التاريخية.

مصادر الدراسة:
- لقـاء أجـراه الباحـث عـزت سعدالدين بأفراد من أسرة المترجم له - القاهرة 2004.

كان لابدَّ أن يحدث هذا

ما الذي جمَّع منا شملَنا؟
ما الذي وحَّد فينا خطوَنا؟
ما الذي أطلق منّا ماردًا
كان خلف الليل في أعماقنا؟
أيها الشعب العراقيّ الشقيقْ
أيها الماردُ في أرض الجزائرْ
أيها الإخوة في الأردنِّ ثائرْ
خلف ثائرْ
يا دمشقُ؟؟
ما الذي يرعدُ في نبضتنا؟
يا كويتُ
ما الذي يزأر في قبضتنا؟
تونسُ الخضراءُ
يا مغربُ
يا إخوتَنا في ليبيا؟
أيها النيل الذي تأتي من السودانِ
ماذا قد حملْتَ؟
بين أمواجكَ فينا من رسائلْ؟
ها هنا
وهناك
أيها الإخوة في أرض الجزيرهْ
وعلى صنعاءَ والأرض المثيرهْ
في عدنْ
إيهِ يا لبنانُ ماذا قد بدا
في عيون الشمس يشتاق الردى؟
في أراضينا التي قد أسقطتْ
كلَّ أسوارٍ عليها
كلَّ أوهام الجدارْ
فجأةً! زال الجدارْ
فجأةً شبَّ النهارْ
والتقينا
إخوةً بالدَّم والأرض لقاءً أبديّا
ونحيط الدرب عزمًا ومضاءً ودويّا
وسعيرًا عربيًا
عربيًا عربيا
آهِ ما أروعَ هذا
آهِ ما أروع هذا
فلْتغنّوا كلُّكم
كان لا بدَّ وأن يحدث هذا

من قصيدة: لا...!!

بكلِّ ما بصدريَ الطعينْ
أقول لا!
بكل إرثي من شقاء العمرِ والسنينْ
قلت لا!
بكلِّ ما حملت فوق أكتافي من العناءْ
كلُّ ما لديّ أن أقول لا!
أقولها لقاتل السنينْ
لخانق الرجاء والحداء والرنينْ
مدمِّر الطاقات والجبينْ
ممزِّق الأحلام والحنينْ
أقولها لقاتل الإنسانْ!
لصانع الهوانْ
لباعث الأنينْ
لناسج السواد في حياة كلِّ شعبْ
لخالق الحِداد في صباح كلِّ دربْ
ملطِّخِ الزهورِ بالدماءْ
ممزِّق العيونِ بالبكاءْ
أقولها بالدمْ!
أقولها له هناك عند أسودِ البيوتْ
في «واشنجتونْ»
أقولُها أيضًا لما لديه من خدَمْ
أعداءِ شعِبنا وأرضنا
لصوصِ فجرِنا
أقولُ لا!

من قصيدة: عندما

أيُّها الحبُّ الذي قَرَّبني
وهنا السُّور الذي أبعدني
عذَّبني!
هو أنتَ
أنت أنت الحب إشراقٌ أكيدْ
أنت يا أفقي البعيدْ
أنت قمَّهْ!
وأنا لا أنحدرْ!
غير أن السُّور خطوهْ
كضياعي كان خطوهْ
كعذاب الآخرينْ
لست وحدي!
فلماذا أنا وحدي؟
وندائي كدمائي
يتمزَّقْ!
يتحرّقْ!
يحترقْ!
فوق غُدران الأملْ
وينابيعِ الربيعْ
والضياء المنتظَرْ!
وأُغنّي
ومن النار، إلى النار أُغنّي!
ليالي
أمنح اليقظةَ أهدابَ الليالي
لأرى السمعَ البعيد اقتربا
وأرى الصمتَ الرهيب اصطخبا
وتحقَّقْ!
وتدفَّقْ!
فإذا اليأسُ بشيرْ!
وإذا الليلُ بشيرْ!