سيد جعفر الدبوني

1407-1331هـ 1986-1912م

سيرة الشاعر:

سيد جعفر سامي الدبوني.
ولد في العراق، وتوفي في طهران.
عاش في العراق ومصر وإيران.
عمل أستاذًا للأدب العربي في جامعة طهران، كما عمل أستاذًا للترجمة والأدب المعاصر في المعهد العالي للترجمة بالقاهرة.

الإنتاج الشعري:
- له ديوان عنوانه «حمرة لن تغيب» - مخطوط.
يجيء ما أتيح من شعره تعبيرًا عن نكبة المشردين والثكالى ممن اغتصبت أرضهم، وهدمت ديارهم على أرض فلسطين المقدسة. بشعره نزعة ثورية تتبدى في لغته وأنساقه التي جاءت ممتزجة «بالدم» يراوده حلم بالعودة، ويعذّبُهُ الحنين إلى الوطن. كتب الشعر ملتمسًا خطا الحداثة الشعرية فيما يعرف بشعر التفعيلة. اتسمت لغته باليسر مع ميلها إلى استخدام الرمز.

مصادر الدراسة:
- دراسة أعدها الباحث سمير أرشدي - الكويت 2005.

أعود

أعود إليكَ أيا موطني
لماذا أعودْ؟
أعودُ لأقطف منك الزهورْ
أعودلألثمَ فيك النحورْ!
أعودلأبني على الهضباتِ
بيوتًا من الحبِّ والقُبلاتِ
أعود فأسكن تحت الكرومِ
وأغسل وجهي بعطر الغيومِ
أعود لأقعد جنب الغديرِ
وأنشد لحنَ الفداء الكبيرِ
هنالك عند انحناء الطريقِ
هنالك أرشف صفوَ الرحيقِ
هنالك يحلو عناق الرَّفيقِ
أعودُ
فأشدو نشيد السَّحَرْ
أقصُّ
على الروض همسَ المطرْ

دموعٌ.. ودمٌ

أفقت على الذُّعر في مأتمٍ
تنوح به لعلعاتُ الخرابْ
رأيت كثيرين، مثلي بكوا
يقولون
«بابا» هناك احترقْ
و«ماما» عليها الجدار انطبقْ
بكينا هناك وبعد البكاء غفونا
وفي نومنا قد حلمنا
بِدَمْ!!
وجاءت عساكرُهم هاجمهْ
ومن تحت ذاك الرُّكامِ الرهيبْ
رأيتهمُ يخرجون أبي،
وكان على شفتيه دمُ
ركضت إليهِ
وقبّلت تلك الدماء
على شفتي لا يزال الدّمُ

مساء

ولا زلت أذكر ذاك المساءْ
مساء الشقاءْ
ظلامٌ تهدَّج مثل البلاءْ
ورهبة نفسي وراء الدلاءْ
أرى لهبًا فوق ذاك الركامْ
ويرطنُ قدّامنا الغادرون
بأصواتهم لعنةٌ، وازدراءْ
وفي يد ذاك الذي جَرّني
إلى ساحةٍ، وسْط قريتنا
كمثل التي في يَدَيْ جارِنا
ترشُّ الرصاصَ
تراه على شفتي
كالعَنَمْ
وتسمعُه من حديثي ضَرَمْ

شهيدٌ أبي

ورائيَ دوَّتْ
قنابل رعدٍ!!
وأصواتُ ترهبني، في العراءْ!!
عدوت إلى الدار كي أختبئْ
وعند الزريبه،
رأيتُ خرائبها تحترقْ!!
رأيت غُنَيماتها تهربُ
ونارًا على بابنا تلهبُ!
وأمي؟!
وأختي؟!
رأيت الدماءْ!
ركضتُ فقبلّتُ نبع الدماءْ!
ومسَّحتُ بالكفِّ جرحَ الإباءْ!!
وأمسك بي ضابطٌ أعورُ
وأرطنُ يلعنني ينهرُ
وألقى على وجنتي سُخطَهُ
رمى بي، هناكَ،
على دكَّة البئر خلف الدِّلاءْ!!
وبعد قليلْ،
سمعتُ العويلْ،
وراءَ الخرائب بين النخيلْ

حمرة لن تغيب

على شفتي،
شفتي الظامئة
عليها أثر
وبُقيا لهيبْ
لهيب غريبْ
لهيب ترمَّدَ عند المغيبْ
وكان أثرْ
على شفتيَّ
ترى حمرةً
ستبقى مدى الدهر
لا لن تغيبْ
ستصبغ ترنيمتي بالدماء
وتنفث نارًا
وتلعن من غصبوا حقنا
وتصرخ في وجه من عقنا
لك الويل إن أُضرمت نارُنا
لك الذلُّ والعارُ في أرضنا
ستطحن من دمَّروا بيتنا
ستسحق من قَتَلُوا شعبنا
ستبقى نشيدًا رفيع الصدى
وتعطى فلسطينَنَا موعدا