صاحب عبدالحسين ياسين

1401-1360هـ 1980-1941م

سيرة الشاعر:

صاحب بن عبدالحسين ياسين.
ولد في مدينة الكوت (جنوبي العراق) وفيها توفي.
عاش في العراق.
أتم دراسته الابتدائية والمتوسطة في مدارس الكوت بمحافظة واسط (1947 - 1956)، ثم التحق بدار المعلمين الابتدائية وتخرج فيها حاصلاً على مؤهلها التربوي عام 1959.
عمل معلمًا في المرحلة الابتدائية في مديرية معارف لواء الكوت، وظل يتنقل في مدارسه حتى وفاته.

الإنتاج الشعري:
- له ديوان عنوانه: «رثاء أيام الحصاد» - مطبعة الجامعة - بغداد 1970.
يجيء شعره انعكاسًا لدعوات الحداثة والتجديد في الشعر. يعتمد على التفعيلة أساسًا لإيقاعاته، وأوزانه. وهو - على عادة شعراء هذا الاتجاه - يميل إلى استخدام الرمز، واستلهام التراث بقصد إسقاط أحداثه على واقعنا العربي المعيش، ملتمسًا في ذلك خُطا أصحاب هذا الاتجاه كالشاعر أمل دنقل في استيحائه لشخصية زرقاء
اليمامة في ديوانه الشهير: البكاء بين يدي زرقاء اليمامة. اتسمت لغته باليسر والثراء، وخياله بالجدة والنفاذ.

مصادر الدراسة:
- صباح نوري المرزوك: معجم المؤلفين والكتاب العراقيين - بيت الحكمة - بغداد 2002.

أذكر من سنين

أذكر من سنينْ
أذكرني مسافرًا من شاطئٍ بلا قرارْ
تلفُّني البحارْ
في ليل ريحٍ صاخبٍ
ليلٍ بلا نهارْ
أذكرني مشرّدًا
ممزّقَ الخطواتِ
والطريق
أذكرني
كراحلٍ بلا شراعْ
غذاؤه صراعْ
غذاؤه شوقٌ وصمتٌ ودوارْ
أذكرني
مواسيًا حبيبتي
بلا كلام
تحلم أن أعود مغوارًا
لشاطئٍ بلا قرارْ
تحلم بالمحارْ

رثاء أيام الحصاد

كنا نغنّي، وبأيدينا بنادقْ
نطوفُ في المدينه
نعانق الليلَ وفي أعماقنا احتراقْ
فموسم الحصاد في حقولنا
يطولْ
يستغرق الأيامَ والشهورَ والفصولْ
كنا نخاف
لكننا
نمتلكُ البنادقَ،
والحبَّ،
والهوسات، والأغاني
تغورُ في أبعادنا الأماني
يا أمسياتِ الكوتِ كم غنّت على أعتابك الحناجرْ
وكم
وكم
لأن موسمَ الحصاد في حقولنا مواسمْ
خريفنا صفرٌ
فماتت الصراصرْ
فعاشت الصراصر
لكنّنا
نمتلك البنادقْ

البحث عن زرقاء اليمامة

قوافلُ الحصادِ أبحرتْ
على مجامرِ البخورِ والحصى
تستنزفُ القنوطَ والشجَنْ
والساحلُ الغربيُّ أمطرت طيورُه البواخرَ القديمه
فأدرك الربانُ من لهجتها
أن مدائنًا طوت تيجانها
وباعت العنبرْ
حدَّقَ في هيئتها
ليعرفَ الرسولَ غربانُ قدرْ
كنا - ونحن نعبر البحارَ - نشتهي لفائفَ العسلْ
نود لو تحضر بيننا صبيّةُ اليمامهْ
نزفُّها للسيد المهجورْ
ندفع الثياب والذهبْ
- تيمّنًا - للطائر الأنيقْ
من يشتري - ونحن نعبرُ البحارَ - بدلتي؟
يقنعني بقشّةٍ صغيرةٍ
صغيره
ومن يرى في بدلتي البوارْ
فليس غير مقعدي الصغيرِ
أعطيه إليه
وثم أحتوي البحرَ
لعل موجه الشديدَ ينتهي بجسميَ البطلْ
للمدنِ التي طوت تيجانها
وباعت العنبرْ
لكنني لا أعرف السباحه
الدرب ينهر القوافلَ الكثيرةَ العددْ
وقبل أن يأكلنا الأنينُ، والضجرْ
تكشّفت لنا أناقةَ الغرابْ
والمدائن التي لا تعرف السفرْ

تجربة بكاء ناجحة

لو أنني أبكي،
وأبكي
ثم أبكي
لصاح من صدريَ ديكٌ
وعبَّ منيَ الألمْ
أطلّ من عيني بريقُ الصحوِ
يمحو لفحةَ الضجَرْ
لو أنني أبكي بصمتٍ
من عيوني
من منبت الشعر الكثيرِ
لابتدأتْ
لكنني أحلمْ
حاولتُ
لم أقدرْ
يا ليتني أقدرْ
بالحلم أقنع
بالصحو
بالأمسِ
باليومِ
لكنني أحلمْ
فيا سهولَ الموتِ
يا سهولَ الصحوِ
لو أنني أبكي،
أغني
لابتدأت
وفرَّ مذعورًا عواءُ الموت وانتفضْ
بكيتُ
فرَّ الموتُ
ضمّني السَّحرْ