صلاح جاهين

1407-1349هـ 1986-1930م

سيرة الشاعر:

محمد صلاح الدين بن بهجت بن أحمد حلمي.
ولد في القاهرة، وفيها توفي.
عاش في مصر وزار عددًا من البلاد الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية وموسكو.
تعلم القراءة والكتابة في بيت أبيه، ثم التحق بمدرسة أسيوط الابتدائية، ثم بمدرسة طنطا الثانوية، فحصل على التوجيهية، ثم بكلية الحقوق في جامعة القاهرة، وكان لانشغاله بالفن والتصوير والشعر أثر في تأخره الدراسي. حصل على عدد من الدورات في الفنون الجميلة بالقاهرة وخلال جولاته في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية.
عمل صحفيًا منذ عام 1952، وعين رسامًا للكاريكاتير بمؤسسة روز اليوسف عام 1955، وكان أحد مؤسسي مجلة «صباح الخير»، ثم انضمّ إلى صحيفة الأهرام
عام 1964، وتركها ليرأس تحرير مجلة «صباح الخير» عام 1966، وفي عام 1968 عاد إلى «الأهرام»، وكان قد عُيّن مسؤولاً عن ثقافة الطفل بوزارة الثقافة عام 1962، إضافة إلى ممارسته للإنتاج الفني؛ حيث أنتج عددًا من الأفلام للتلفزيون المصري، كما كتب الأغنية والسيناريو والحوار، ومارس التمثيل السينمائي.
كان عضوًا مؤسسًا لجمعية الفنانين التشكيليين، ومجلة الكاريكاتير.
يعدّ الصوت المثقف والأقوى شعريًا وفنيًا لحكم ثورة يوليو وما تمثله من مبادئ، فقد حمل هذه المبادئ - كما قيل - شعرًا، وحملها عبدالحليم حافظ صوتًا وغناء، وكان من أبرز أصوات الشعر العامي والزجل بعد بيرم التونسي.
كانت له معاركه الأدبية والفنية مع المخالفين له في العديد من مجالات الإصلاح الاجتماعي والسياسي، فقد أثارت أغانيه ورسومه الكثير من الجدل الثقافي العام في مصر والأقطار العربية.

الإنتاج الشعري:
- له عدد من المجموعات الشعرية بالعامية المصرية منها: قصاقيص ورق - أوراق سبتمبرية - رباعيات «صلاح جاهين» - كلمة سلام - موال عشان القنال - القمر والطين، وقد جمعت هذه الأعمال في مجموعتين: «أشعار العامية المصرية - أشعار صلاح جاهين» - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة 1992، و«الأعمال الكاملة» - مركز الأهرام للترجمة والنشر - القاهرة 1995، ونشرت له جريدتا الأهرام، وصباح الخير، وغيرهما من الجرائد المصرية والعربية العديد من القصائد.

الأعمال الأخرى:
- له العديد من المؤلفات في مجالات المسرح، والأوبريت وأدب الرحلات: «الليلة الكبيرة»1960، «صياغة مصرية لمسرحيتي إنسان ستشوان الطيب» 1967، «دائرة الطباشير القوقازية» 1969 لبرخت، «قاهر الأباليس»، «زهرة من موسكو» - وهي من أدب الرحلات، إضافة إلى العديد من المقالات والمنوعات والأغاني.
يجيء شعره الفصيح منحصرًا في فضائه الواسع من شعره العامي، وفي سياقه - خاصة قصيدته الملحمية «على اسم مصر» - فروح شعره العامي تسري عبر نصوصه
الفصحى لتحدد لها مساراتها الفنية والدلالية على السواء. به حس ساخر يعكس تأزمًا وجوديًا ونزوعًا جبريًا لديه، يساوره شعور بلا جدوى الأشياء. تتسم لغته بالجدة
والطرافة، وتتميز بخصوصية طرحها، وخيالها النشيط. كتب شعره الفصيح على النهج الجديد، أو ما عرف بشعر التفعيلة. والتزم ما توارث من الأوزان إطارًا في بناء قصائده.
منحته جمهورية مصر العربية وسام الفنون والعلوم من الطبقة الأولى عام 1965.
شارك عضوًا في لجنة تحكيم مهرجان أثينا الدولي للأغنية عام 1970.

مصادر الدراسة:
1 - أسامة فرحات: التصوير الفني في شعر صلاح جاهين - رسالة دكتوراه - أكاديمية الفنون - معهد التذوق الفني - القاهرة 2002.
2 - فاطمة موسى: قاموس المسرح - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة 1996.
3 - لمعي المطيعي: موسوعة رجال ونساء من مصر - دار الشروق - القاهرة 2003.
4 - محمد بغدادي: سداسية صلاح چاهين الكاريكاتورية - دار المستقبل العربي - القاهرة 1993.
5 - الدوريات:
- سعد كامل: جريدة الأخبار - 5 من مايو 1986.
- مازن حسان: صلاح چاهين - الأهرام الدولي - 1 من مايو 2002.
- مصطفى حمزة: جريدة القاهرة - 1 من مايو 2001.
- يحيى الرخاوي: الطير ليس ملزمًا بالزقزقة - الأهرام - 3 من يونيو 2002.
- يسري الفخراني: صلاح جاهين عاشق الثورة - الأهرام - 2 من يوليو 2002.
- عدد خاص من صحيفة «أخبار الأدب» المصرية 5 من يونيو 2005 - به دراسات لابن المترجم له (بهاء جاهين) وللكتّاب: محمود الورداني، وعبدالرحمن الأبنودي، وسيد
حجاب، ومحمد كشيك، ومسعود شومان.

عناوين القصائد:

من قصيدة: على اسم مصر

الجزء السابع
رحيلاً رحيلاً بغير هوادهْ
رحيلاً فإن الرحيلَ سعادهْ
عبادهْ
إرادهْ
سيادهْ
ولادهْ
رحيلاً إلى أين ليس يهمُّ
وليس يهم بأي وسيلهْ
أجيرًا بلقمته في البواخرْ
على واحدٍ من جياد القبيلهْ
على مقعدٍ في ذرا الجوِّ ساخرْ
وتملأ لي الكأسَ بنتٌ جميله
على قدمي أو بفكري أهاجرْ
أبادرْ
أغادر
أخاطر
أسافر
إلى حيث لا تعبر الأفقَ شمسْ
إلى القطب أو حلقة الاستواءْ
إلى حيث يسمع للجنِّ همسْ
إلى باطن الأرض أو في الفضاءْ
إلى مرفأ الغد أو أرض أمسْ
أرى كل شيء ومن أين جاءْ
وأفعل ما قاله القدماءْ
من الفقراءِ أو الحكماءِ أو الأمراءْ
أو الأشقياءِ أو البلهاءْ
فَلَيسَ يهمُّ
الجزء السابع عشر
أيها الديكُ رفيعُ الموضعِ
يا صفيحًا فوق مسمارٍ يدورْ
صفْ لنا فعلَ الرياحِ الأربعِ
قل لنا - لو كنت تدري - ما يدورْ
قال صهْ
فالآن ريحُ الشرق جاءتْ
تحمل الضوضاءَ من سوق المزاد
وتغنِّي دون لحنٍ كيف شاءت
أنا ريح الشرق أُدعى شهرزادْ
وأمامي السيفُ كالعشب يميلْ
وبكائي يتساوى مع ضحكي
طالما كان بأسلوبٍ جميلْ
ثم ها قد أرسل الغربُ رياحَه
تزكمُ الأنفَ برائحةٍ عجَبْ
وتغني كبغيٍّ في مناحهْ
أنا ريح الغرب لوني كالذهبْ
أنا صفراءُ بلون الصحراءْ
أدفن الخُضرة تحتي دون رحمهْ
أوصد الباب بوجه الفقراءْ
حسنًا فلتصبحِ القريةُ فحمهْ
ثم ها قد أقبلت ريح الجنوبْ
بدخان الدهنِ تسري عابقهْ
وتغني إنني أُدعى الهروبْ
أنا سوداء كبئرِ المشنقة
أنا سوداءُ كأني هائلهْ
كرمادِ النوم ينثر في العيونْ
كالعرايا في المروج الموحِلهْ
سعداءً تعساءً يرقصونْ
وتأنَّى برهةً ديكُ الصفيحْ
يلقط الأنفاسَ وهْو يترنَّح
دائرًا دورته مع كلِّ ريح
وأخيرًا صاح كالأسد المجنَّحْ
هلّلويا أقبلتْ ريحُ الشمال
في غلالاتٍ رقاقٍ راعشهْ
وهْي تشدو بحُنوٍّ ودلال
ها أنا ريحُ الشمال الـمُنعشهْ
إنني ورديةٌ مثلَ العسل
«دَيْدمونه» هكذا يدعونني
قد عبرتُ البحرَ يدعوني الأمل
لعُطيلٍ أسمرٍ يخنقني
ومضى ديكُ الرياح في دَعَهْ
من يمينٍ ويسارٍ يتذبذبْ
وبدا أضحوكةً دامعةً
وهْو مصلوبٌ، شهيدٌ، يتعذَّب