طنطاوي جوهري.
ولد في قرية عوض الله حجازي (محافظة الشرقية - شرقي الدلتا المصرية) وتوفي في القاهرة.
حفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ اللغة في قريته، ثم التحق بالأزهر، وبعد ذلك انتقل إلى مدرسة حكومية تعلم فيها اللغة الإنجليزية وكان يترجم عنها، ثم التحق بمدرسة دار العلوم العليا، وتخرج فيها عام 1893، وقد تفتح وعيه على بعض العلوم الحديثة التي تعلمها في دار العلوم وأعانته عليها لغته الإنجليزية، فأغراه
هذا بأن يكتب في موضوعات غير تقليدية، يتخذ لها عناوين مثيرة في زمانها.
اشتغل مدرسًا بالمدارس الابتدائية، ثم رقي إلى المدرسة الثانوية، ثم قام بالتدريس في دار العلوم، وألقى محاضرات في الجامعة المصرية عقب إنشائها (التي أصبحت جامعة فؤاد الأول، فجامعة القاهرة الآن)، وقد طرد من دار العلوم بسبب آرائه (1914) وهجر التدريس كلية (1922) وانقطع للتأليف.
كان رئيسًا لجمعية المواساة الإسلامية بالقاهرة، ورئيسًا لتحرير صحيفة «الإخوان المسلمون» مدة.
نشرت مقالاته المبكرة بصحيفة «اللواء» - صحيفة مصطفى كامل والحزب الوطني، وكانت علاقته طيبة بمختلف التيارات السياسية والثقافية في عصره، وقد انفتح
هذا التوجه على موضوعات البحث عنده فكتب في مجالات متعددة.
الإنتاج الشعري:
- له قصيدة في رثاء البارودي (الشاعر محمود سامي البارودي) جريدة: «الجوائب المصرية» 20/1/1905، بالإضافة إلى مجموعة من القصائد المؤلفة والمترجمة عن بعض شعراء الإنجليز والفرنسيين، جمعها خليل سالم، ومحمد أحمد كامل - الطالبان بالمدرسة الخديوية - مطبعة السعادة - القاهرة 1921.
الأعمال الأخرى:
- له من الإبداع النثري: «جواهر الإنشاء» و«سوانح الجوهري»، وهما مقالات وخواطر - مطبوعان، وأشهر جهوده العلمية تفسيره للقرآن الكريم، بعنوان: «الجواهر في تفسير القرآن الكريم» - في ستة وعشرين جزءًا، وهو محاولة مبكرة لما عرف بعد ذلك بالتفسير العلمي، إذ تلمس الإعجاز في مقولات العلوم العصرية، وألف في موضوعات مختلفة إسلامية، وحضارية، ووطنية، منها: النظام الإسلامي - نظام العالم والأمم - الأرواح القاهرة - الموسيقى العربية - أين الإنسان - الحكمة والحكماء - بهجة العلوم الفلسفية وموازنتها بالعلوم العصرية - وكلها مطبوعة.
يجمع شعره بين طرفين متباعدين، إذ ينظم القصيدة التقليدية في المناسبات، من المراثي والتهاني والفخر والتعزية والمراسلة، ولكنه حين يترجم يختار لكبار شعراء الإنجليزية والفرنسية أعمق المعاني وأدق الأفكار الفلسفية، بل يتحرك حسه الإيقاعي يستجيب لكلمة عابرة من رجل عامي فيرتجل قطعة فيها بساطة الفطرة وعمق
الإدراك (وهي بعنوان: فكاهة في وصف المناظر والحض على العمل) - ومن الجدير ملاحظة أسلوبه في نظم العلوم الحديثة، فهو بمثابة تطوير (موضوعي) للمنظومات العلمية القديمة، وبدرجة أقل في الأسلوب الذي يسوق حقائق العلوم في سياق إنساني.
تقدم ببعض كتبه لنيل جائزة نوبل للسلام، وقد رشحه للجائزة مصطفى مشرفة، عالم الفيزياء المصري العالمي، وعبدالحميد سعيد.
عده «كراديفو» أحد مصابيح الأزهر الثلاثة: محمد عبده ورفاعة الطهطاوي وطنطاوي جوهري - وعده «تشارلز آدمز» من نوابغ تلاميذ محمد عبده.
مصادر الدراسة:
1 - إليـاس زخــورة: مـرآة العصــر في تاريخ ورسوم أكابر الرجال بمصر (جـ 2) - المطبعة العمومية - القاهرة 1897.
2 - أنور الجندي: تراجم الأعلام المعاصرين في العالم الإسلامي - مكتبة الأنجلو المصرية - القاهرة 1970.
3 - خير الدين الزركلي: الأعلام - دار العلم للملايين - بيروت 1990.
4 - زكي محمد مجاهد: الأعلام الشرقية في المائة الرابعة عشرة الهجرية - (جـ 2) دار الغرب الإسلامي (ط 2) - بيروت 1994.
7 - محمد عبدالجواد: تقويم دار العلوم - دار المعارف بمصر - 1960.