طه حسين علي سلامة.
ولد في عزبة الكيلو (مدينة مغاغة - محافظة المنيا - صعيد مصر) وتوفي في القاهرة.
عاش في مصر، وقضى مدة في فرنسا، وتردد على عدة مدن أوربية، وعربية.
حفظ القرآن الكريم في كتاب القرية، ثم التحق بالأزهر (1902) - وعندما افتتحت الجامعة المصرية (1908) التحق بها، وتعلم اللغة الفرنسية.
ناقش أطروحته بعنوان «تجديد ذكرى أبي العلاء» (1914) بالجامعة المصرية، ومنح بها درجة العالمية (الدكتوراه) بتقدير: فائق جدًا.
سافر إلى فرنسا، ليدرس «الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون» - وبعد اجتياز امتحانات في اللغة الفرنسية، وإعداد رسائل في الحضارات القديمة، أعد أطروحته عن ابن خلدون بإشراف عالم الاجتماع الشهير: إميل دوركايم (1918).
عمل أستاذًا للتاريخ والحضارة في الجامعة المصرية عقب عودته (1919) وكان لطفي السيد مديرًا للجامعة، وله علاقة مودة مع طه حسين منذ كان طالبًا بالجامعة، فاختاره أستاذًا للأدب العربي، وأخلى له المكان بنقل الدكتور أحمد ضيف من كلية الآداب إلى مدرسة دار العلوم العليا، ثم أُبعد عن وظيفته الجامعيّة (1927) بسبب ما أثاره كتابه «في الشعر الجاهلي» - من بلبلة فكرية استغلت سياسيًا، ولكنه ما لبث أن أعيد إلى عمله، وعين عميدًا لكلية الآداب (1928) وأحيل إلى التقاعد (1932) لرفضه منح الدكتوراه الفخرية لعدد من السياسيين حفاظًا على استقلال الجامعة، من ثم أطلق عليه جمهور المثقفين لقب «عميد الأدب العربي» ردًا لاعتباره وتحديًا للسلطة السياسية التي استبعدته، ثم أعيد إلى منصبه السابق (1934)، وفي عام (1942) اختير مديرًا (ومؤسسًا) لجامعة الإسكندرية، وهي الجامعة الثانية - في مصر - بعد جامعة فؤاد الأول.
في عام 1946 رأس تحرير مجلة الكاتب المصري.
في عام 1950 اختير وزيرًا للمعارف، وحقق مجانية التعليم في المرحلتين الابتدائية والثانوية، وهو صاحب العبارة المشهورة: «العلم كالماء والهواء.. حق لجميع الناس».
يعد طه حسين واحدًا من تلامذة لطفي السيد، يشاركه في هذا محمد حسين هيكل وعلي عبدالرازق، وثلاثتهم من رواد التجديد في الفكر العربي الحديث، وأسبقهم طه حسين.
يعد كتابه: في الشعر الجاهلي، (وحتى في صيغته المعدلة التي يتكرر نشرها الآن بعنوان: في الأدب الجاهلي) مؤسسًا لمنهج فكري واستبطاني في قراءة الشعر القديم، وبعد خمسة وسبعين عامًا مرت على صدوره لا يزال يثير الاهتمام موافقةً أو ردّا لما تضمن من مقولات، كما تعد ترجمته الذاتية بعنوان: «الأيام» نمطًا رائدًا في كتابة السيرة الفنية، ولا يزال كتابه: «مستقبل الثقافة في مصر» مثيرًا - فكريًا وسياسيًا وقوميًا - إلى اليوم.
كان رئيسًا لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، وعضوًا بالمجامع المناظرة في العواصم العربية، كما كان رئيسًا لنادي القصة بالقاهرة (وخصص للفائز بجائزة القصة ميدالية ذهبية سنوية) ورئيسًا لجمعية الأدباء بالقاهرة.
نال جائزة الدولة التقديرية في الأدب أول إنشائها (1959) - وقلادة النيل الكبرى من الرئيس جمال عبدالناصر (1965) وجائزة الأمم المتحدة لإنجازاته في مجال حقوق الإنسان (1973) عقب وفاته.
كان عظيم النشاط والقدرة على تنظيم العمل والإنتاج العلمي، فكان يغذي الصحف بمقال أسبوعي جديد، كما فعل في «حديث الأربعاء» وقد نشرت مادته مفرقة في مجلة «السياسة الأسبوعية» التي كان يترأسها الدكتور محمد حسين هيكل، كما عمل رئيسًا لتحرير جريدة «الجمهورية» - المصرية، (مشاركًا لعدد من رؤساء التحرير) يمدها بمقال أسبوعي كذلك، وقد جمعت هذه المقالات في كتب، وقد عرف في أخريات حياته بمعارضة الفكر اليساري، وما يلتحق به من الأدب الواقعي، وله مقالة ساخرة مشهورة بعنوان: «واقعيون».
كان بيته الخاص («فيلا» أطلق عليها «رامتان») - منتدى للقاء أسبوعي يعقده مع مريديه وأصدقائه.
كان يرشَّح بالتزكية رئيسًا لأي مؤتمر أو ندوة يحضرها في أي قطر عربي، تقديرًا لمكانته.
بدأ حياته السياسية منتميًا إلى حزب «الأحرار الدستوريين»، وانتهى إلى «حزب الوفد» - الذي أوصله إلى مقعد الوزارة، وفي عصر الجمهورية أبعد عن المناصب
السياسية ولكن مكانته الأدبية - في مصر كما في خارجها - لم تتأثر.
الإنتاج الشعري:
- له قصائد في كتاب: «مع طه حسين»، وأخرى في كتاب: «طه حسين في الضحى من شبابه»، ونشرت له قصائد في صحف عصره منها: مجلة «مصر الفتاة» -
أعداد متتالية منذ 1910، مجلة «الأدب» التي أصدرتها جماعة الأمناء بالقاهرة، صحيفة «الجريدة» - التي كان يصدرها لطفي السيد.
الأعمال الأخرى:
- له الأعمال الإبداعية في الرواية والقصة القصيرة: دعاء الكروان (رواية) - الحب الضائع (رواية) - أديب (رواية) شجرة البؤس (رواية) أحلام شهرزاد (رواية) القصر المسحور (رواية) المعذبون في الأرض (مجموعة قصصية)، وفي النثر الفني: جنة الحيوان - جنة الشوك، وله في مجال الدراسات الأدبية والنقدية: ذكرى أبي العلاء - مع أبي العلاء في سجنه - صوت أبي العلاء - حديث الأربعاء - في الأدب الجاهلي - حافظ وشوقي - مع المتنبي - من حديث الشعر والنثر - فصول في الأدب والنقد - من أدبنا المعاصر - كتب ومؤلفون - من الشاطئ الآخر - الحياة الأدبية في جزيرة العرب - مستقبل الثقافة في مصر - شرح لزوم مالا يلزم - صوت باريس - رحلة الربيع - من هناك - ألوان - بين بين - من لغو الصيف إلى جد الشتاء - خواطر - كلمات - ما وراء النهر ، وفي مجال الترجمة والحضارة: جول سيمون والواجب - نظام الأثينيين - قصص تمثيلية - مسرحية أندروماك - مسرحية أوديب - من الأدب التمثيلي اليوناني - قادة الفكر - فلسفة ابن خلدون، وفي الدراسات الإسلامية: الوعد الحق - على هامش السيرة - الشيخان - مرآة الإسلام، وله في السيرة الذاتية: الأيام (4 أجزاء).
ارتبط الإبداع الشعري لطه حسين بمرحلة الشباب، وحتى سفره للدراسة في باريس. وكان التعبير عن ذاته وإثبات جدارته بقول الشعر يمثل الدافع لديه لقول الشعر، كما كان نقده اللاذع - الذي يبلغ حد الهجاء أحيانًا - لبعض الشخصيات ولمناهج الأزهر (التقليدية) دافعًا آخر. في شعره نزعة تأملية ومفارقات ذكية وأسئلة تنم على لوعة خفية وترقب.. مع هذا العِرق الفكري الخفي بقي شعر طه حسين أقرب إلى التلقائية والبساطة، وقد تكون له مشاركة في البحث عن التجديد في شكل القصيدة - وقد كانت إرهاصاته طابع مرحلته - فتمرد على الوزن والقافية، ولكنه لم يؤصل وضعًا بديلاً (نظريًا) أو يستمر في رعايته (عمليًا)، وكان هذا موقفه النقدي من قصيدة التفعيلة التي ازدهرت في العشرين عامًا الأخيرة من حياته.
مصادر الدراسة:
1 - مؤلفات طه حسين ومصادر شعره.
2 - سامح كريم: ماذا يبقى من طه حسين - مؤسسة دار الشعب - القاهرة 1975.
3 - شوقي ضيف: الأدب العربي المعاصر في مصر - دار المعارف - القاهرة 1977.
4 - صالح جودت: طه حسين وقضية الشعر (إشراف) الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة 1975.
5 - صلاح عبدالصبور: ماذا يبقى منهم للتاريخ؟ - دار الكتاب العربي - القاهرة 1968.
6 - عبدالعليم القباني: طه حسين في ضحى شبابه - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة 1976.
7 - نبيل فرج (إشراف): الاحتفالية الثقافية بذكرى 20 عامًا على رحيل طه حسين - المجلس الأعلى للثقافة - القاهرة 1993.
8 - الدوريات: مجلة «فصول» - عدد خاص عن طه حسين والعقاد - القاهرة - أكتوبر 1990.