عبدالإله يحيى

1404-1359هـ 1983-1940م

سيرة الشاعر:

عبدالإله بن عبدالباري يحيى.
ولد في بلدة جسر الشغور (محافظة إدلب - شمالي غرب سورية).
قضى حياته في سورية.
تلقى تعليمه في المرحلتين الابتدائية والإعدادية في بلدته (جسر الشغور)، ثم التحق بدار المعلمين في مدينة حلب، وحصل على شهادة أهلية التعليم.
عمل معلمًا في المدارس الابتدائية بمدارس جسر الشغور.

الإنتاج الشعري:
- له ديوان بعنوان: «إشراقات خارج جدار الزمن» - منشورات دار مجلة الثقافة - دمشق 1971.

الأعمال الأخرى:
- له رواية بعنوان: «الألوهية والخطيئة»، ذكرها على غلاف ديوانه إشراقات خارج جدار الزمن.
شاعر بيني: بين اليأس والأمل، بين الواقع والرمز، بين الإيجابية والرفض، بين الصورة المفردة وتنامي البناء.. كتب قصيدة التفعيلة، جلّ شعره يعبر عن نزعة رومانسية عكست مشاعر الحزن والحيرة، وحفلت بالتساؤلات عن الحياة والزمن، ساقها في عبارات سلسة ومعاني واضحة وإيقاعات هادئة، صوره مألوفة تخلو من التراكيب المعقدة وخياله قريب. كتب الشاعر مصطفى بدوي على غلاف ديوان المترجم له: «شعره ليس محشوًا بالطلاسم، بل هو واضح الصورة نير العبارة، يتغلغل في أوردة النفس تغلغل الهواء في الأنسجة الحية».

مصادر الدراسة:
1- دراسة أعد مادتها الباحث خطيب بدلة - إدلب 2005.

من قصيدة: أغان بكائية

قطارُ الثواني يمرّ سراعًا
بغير انقطاعْ
فيستقبل الراحلين الأجلْ
ولا من طقوسٍ لوقت الرحيلِ
ولا من متاعْ
ولا من دموعٍ ولا من قُبَلْ
تواسي المسافر دون وداعْ
فقل للمعاني جحيمَ الألمْ
بأضدادها تستلذّ السماءْ
وقد يُولد الحبُّ عبر الشقاءْ
وتحيا بموت الزهور الرياضْ
وقد يعزف الحزن لحن السعاده
ويولد في القحط رحم الولاده
ويزهر في القفر محل الصقيعْ
ويخضرُّ بالصخر وجه الربيعْ
غداةَ تفرّ جنود الضياء مهينه
ويغرب نجمٌ نحيل الشعاعْ
فتلتحف الدور نهر السكينه
وتزدهر الأمنيات الحزينه
وثغرُ الظلام يقبّل خدَّ المدينه
ستعلم كيف الشروقُ السعيدْ
يعود وليدًا بعمق الصراعْ
بغير محارم بيضٍ
تُلَوِّحُ
يرحل وجه المآذنْ
وترحل كل الطيور السعيده
بدون قُبَلْ
فما من مآتمَ للعابرينْ
وحين تكرّ خيول الزمنْ
ويرجع كل هجينٍ لأصله
فيذهب بخسٌ ويمكث غالي الثمنْ
وإذ تستقيم الوجوه العديده
بعمق المرايا
ووهج الضياءْ
كوجهٍ وحيدٍ فريد الصفاءْ
ويهرب جيشُ الغيوم البليده
إلى اللا رجوعْ
ويبرز وجه الحقيقه
فلا وقتَ حينئذٍ للدموعْ
بغير انقطاعْ
تظل أصول العروق الدفينه
تشعّ الحياة برحم الترابْ
ويرجع كل غريبٍ لدفء الوطنْ
يضم فتونه
ويلبس كلُّ قديمٍ جديده
ويرجع طيرُ السنونو لذات الفننْ
يردّد أحلى أغاني الإيابْ
وأبقى لحزني الوحيدْ
أعانق يأسي ونار الضياعْ

صلاة لشمس الحرية

عندما يصبغنا السكب النبيذيُّ المندّى
في غروبكْ
بمآسيكِ العتاقْ
عندما يغمرنا ذاك اللطيف الدمويْ
في شروقكْ
بأضاحيك الرفاقْ
ونرى أنك أنت الروعة الأولى
بتاريخ الألوهه
أمدد الكف إليكِ
كلَّ صبحٍ ومساءْ
ضارعًا أن تغمرينا بالضياء
أن تسحّيهِ لتحيا كلُّ بقعه
أطبقَ العتمُ عليها
وجحيم اليأس جفنَهْ
فإذا ما لفّنا ذاك الضياء القرمزيْ
ومضى الليل طريدًا
ذاهبًا في غير رجعه
سأمدُّ الكفَّ
كي أحفن حفنه
من شعاعكْ
ثم أجلو من ضياها عارَ روحي
وأصلّي لكِ ركعه

من أغاني السندباد الحزين

كان شيئًا كان كالحزن كئيبْ
دقَّ في الظلمة بابي
ثم نادى يا غريبْ
رفَّ كالحزن على قلبي الحبيبْ
ثم أغفى في ضلوعي
فتّقَ الأحزان أبكاني دموعي
أيها التائهُ لا تطرق بابي
إنني سيّجت داري
ثم أطفأت مناري
ونسجت الليل واليأس إهابي
ثم واريت شبابي
أيها المجهول إني قوقعه
مجّها البحر فألقاها هشيمْ
فتّحت كي تبصرَ النورَ
فأعماها الظلامْ
فتلاشت
مثل صوتٍ ضاع في الليل البهيمْ
لم أكن في الكون إلا قوقعه
كانتِ الصدمة تبدو موجعه
كانت الصدمة أقوى أن تُردْ
حفرت في الروح شيئًا لا يُحدْ
فتحاملتُ على أشلاء يأسي
ثم لملمتُ من الأوصال نفسي
وتكوّرت على حزني
وبؤسي