عبدالرزاق نزار

1424-1366هـ 2003-1946م

سيرة الشاعر:

عبدالرزاق نزار فرج الفقيه.
ولد في مدينة صفاقس (ساحل تونس الشرقي)، وفيها توفي.
عاش في تونس.
تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة الكسندر دوماس بصفاقس، وتعليمه الثانوي بالمعهد الثانوي طريق العين، وتخرج فيه (1966) من شعبة ترشيح المعلمين.
عمل بالتدريس في عدد من المدارس الابتدائية بتونس (العاصمة) وغيرها حتى استقر في صفاقس.
كان عضوًا في نادي أبي القاسم الشابي بالوردية، ونادي القصة والشعر بصفاقس، وكان من مؤسسي جمعية الدراسات الأدبية بصفاقس، وعضوًا باتحاد الكتاب
التونسيين.
شارك في عدد من المهرجانات في مصر والجزائر وليبيا، وكرم في عدد منها.

الإنتاج الشعري:
- له ديوان بعنوان: «عائشة في زمن التحولات»، وله قصائد نشرت في عدد من الدوريات، منها: الحب - قصيدة الموت - مجلة الحياة الثقافية - تونس - مارس 1997، وله قصائد مخطوطة.

الأعمال الأخرى:
- له «من حكايات عبدالرزاق نزار» - المطبعة المغاربية للطباعة والنشر والاستثمار - تونس 2000.
شاعر وطني قومي، تنتمي تجربته الشعرية إلى شعر التفعيلة، انشغلت قصائده بإنسان القرن العشرين متحركة بين قضايا واقعه وآلام ذاته، متجاوزًا اللغة
المباشرة، مستثمرًا طاقات المجاز، اقتربت من الواقع ملتقطة منه منطلقاتها، وانطلقت تستبطن رؤى الذات في أعماقها كما في كثير من قصائده، استمد من تراثه القريب الاستخدام الجديد للغة، والبناء المغاير للقصيدة، واستثمار كل ما يطرحه الوعي الإنساني في القصيدة. أكثر الألفاظ دورانًا في شعره: السؤال والطيور والمطر، ويمكن أن يقال إنها إطار يحدد نظرته إلى الحياة والوطن والرسالة القومية.

مصادر الدراسة:

1 - روفة كعنيش كمون: نشرة تكريم عبدالرزاق نزار - دار الشباب والثقافة - تونس - أبريل 2000.
2 - عمر بن سالم: كتاب من تونس (تراجم) - دار سحر للنشر - تونس 1995.
: مختارات لشعراء تونسيين - الدار العربية للكتاب - تونس 1992.
3 - الدوريات: الهادي الغابري: حوار مع عبدالرزاق نزار - مجلة الملاحظ - تونس 1 من مايو 2000.

من قصيدة: سناء المحيدلي

أشقُّك أخرج منك
وفي شفتيَّ بياض الحروفْ
تضمَّخَ بالمرحبا يا زمانْ
فقف لحظةً حارسي
فهذا عراء المدينة دثَّر ثوبي
وأنّى أصلي يكون المطرْ
ألستم ترونْ
بأنيَ كنت أخوض الكلامْ
يتيمًا
وحلقيَ موجٌ تكسَّر فيه الصدى؟!
سناءْ
شاسعٌ شاسعٌ حلمنا
ضيِّقٌ ضيِّقٌ خطونا
وكم علَّق الخوفُ
حبلَ التناسل في الارتيابْ
إليكم أسوّي حصيري
أعرّي عصافير قلبي
وأمشي وراء الأغاني
على خطوها قد غسلت الثيابْ
أنادي التي أسدلتْ شعرها
أنادي أريني بكارة وجدكِ
هزّي إليك بجذع الحنينْ
تُساقطْ عليك النجومْ
فضاءً من البهجة المستحيله
سناءُ أتت تغطّت بجرحي
لعلّي أعلَّم دمع الحمام
تذوُّقَ خمرٍ
تعتَّقَ بالغيم روّى السنابلْ
فهيا رفيق الصبابةِ
هيّا
نجوب شوارع شوقٍ
يُفتِّح باب السريرْ
فندخل في الماءِ
حتى تصيح الحروف
بجفن الترانيمْ
فوق المخدّةِ
بين اللظى واللحافِ الجحيمِ
فنندسُّ في شجر الاشتهاءْ
سناءٌ تغطت بجرحي
وجرح الزهور التي
ذبحَتْها سنابك خيل التردّي
سناءْ
يطير إليك السحاب ويأخذُ
ما يرتضيه
فتعلن كل المرايا
بأنك منه وفيه
فأين النبوءة أينْ؟!

من قصيدة: سجِّل حضورك يا وطن

أشعل حكاياك يا
وطنًا يؤسّسُ في دمي أشجارَه
حتى نضيء الليلَ
بالعشق المسيَّجِ بالرحيلِ
إلى المدى
ونزفُّ للطير الكسيح يمامةً
نسجتْ على كبد الصبابة عشقها
ومن المحيط إلى الخليج فضاؤها
والأغنياتْ
جفِّفْ دموعك في مناديل السحبْ
لا الشمس مُدْبرةٌ
ولا نار الأحبة قد خبتْ
جفِّفْ دموعك يا وطنْ
فالحب آتْ
واغسلْ دمي
آخمرةَ التعبانِ في طُرق الهزيمةِ
والهبوطْ
لا وقتَ لي
كفكفْ دموعك كي أجيءْ
ها البعثُ فيّ
لا الحزنُ لا الآهاتُ
لا دربي المعتَّق بالسقوطْ
هذي حبالي في حبالك لا تخفْ
عانقْ حنيني

من قصيدة: حبات القرنفل

تعب القرنفل في انشطار الشمسِ
شطرًا في السؤال المرِّ
للتعب الطريح على
سرير المشنقهْ
وبشطرها الباكي
يذوب الوجد من لسع الجليدِ
ولا ترى قبرًا يواري سوأة المغتالِ
في ليل الحدائقْ
أين الغراب؟
دليلنا للبحر نحو الزنبقه
تعب القرنفل في انتظار الموتِ
ماذا في الرحيل إلى الخرابِ
سوى الخرابْ؟!!