عبدالله أبووردة

1406-1362هـ 1985-1943م

سيرة الشاعر:

عبدالله أبو وردة.
ولد في فلسطين، وتوفي في الأردن.
عاش في فلسطين والأردن وليبيا.
نشأ في فلسطين ثم اضطرت أسرته إلى الهجرة من وطنها إلى الأردن إبان نكبة 1948.
تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي حتى حصل على دبلوم التعليم في مدينة الزرقاء الأردنية التي استقرت فيها أسرته عقب النكبة.
عمل مدرسًا في ليبيا عدة سنوات، ثم عاد إلى الأردن (1982) ليواصل العمل بالتعليم قبل أن يختطفه الموت إثر نوبة قلبية ولم يتم عامه الثاني والأربعين.
كان عضوًا برابطة الكتّاب الأردنيين فرع الزرقاء، وكان له نشاط متميز في الرابطة، وفي مركز شباب مخيم الزرقاء الاجتماعي، وفي نادي أسرة القلم
الثقافي.

الإنتاج الشعري:
- له ديوانان هما: ديوان «أناشيد فلسطينية للفتيان» - مطبعة الحرمين - الزرقاء 1984، وديوان «مقاطع من أغاني المسيح» - دمشق 1984، وكذلك
له قصيدة نشرت في مجلة «أفكار»، العدد 66/ 1983، وقصائد نشرت في صحيفة «الدستور»، منها: العدد الصادر في الخامس من أغسطس 1984، والعدد الصادر في الخامس والعشرين من يناير 1985.

الأعمال الأخرى:
- له دراسات ومقالات نقدية نشرت في صحف الأردن.
شاعر مقل، ملتزم بقضايا أمته، نظم القصيدة التفعيلية، واستخدمها إطارا لتوعية الأطفال والفتيان الفلسطينيين بقضية بلادهم وبث روح الجهاد والكفاح من
أجل وطنهم السليب، وقد أفرد لذلك ديوانا كاملاً يضم أربعة قصائد طويلة تنم عناوينها على مضمونها. تتجلى فيها قدراته على تطويع اللغة والأسلوب لخدمة أغراضه، واعتماده على السرد وسيلة لإحداث التواصل مع متلقيه.

مصادر الدراسة:
1 - معجم شعراء الأردن - وزارة الثقافة - عمان 2001.
2 - الدوريات: - حمودة سميح الشريف: قراءة في ديوان أناشيد فلسطينية - الدستور - عمان
- 12 من أبريل 1985.
- زياد عودة: رحلة مع ديوان أناشيد فلسطينية للفتيان - صحيفة الرأي الأردنية - العدد 5369 - عمان - أول مارس 1985.
- محمد المشايخ: قراءة في ديوان: أناشيد فلسطينية - الدستور - عمان - 15 من فبراير 1985.

ربَّما كان نبيًا

وجهُه كان نديّا
مثلَ داجونَ
وعيناه مرايا
وعلى جبهته بيدرُ حبٍّ وحكايا
لم تزلْ بعدُ حزينهْ
والتقينا
عندما جاءَ
التقينا صدفةً بابَ المدينهْ
كان يا ما كانَ
تواقًا لأشياءَ كثيرهْ
بعضُها عرَّشَ في البالِ
ومدَّ البعضُ في القلب جُذورَهْ
قالَ
للحبِّ طقوسٌ
منذ أن شبَّ عن الطوقِ
فأسرَجْنا الحنينا
ونَدَهْنا
أيها المبعوثُ فينا
أنت بعدَ اللهِ
أنت المستحيلْ
قيلَ
من أيام عادْ
عبّأ الشوقَ
وقيلْ
ربما كان نبيا
يقرأُ الغيبَ
ويعطينا الدليلْ
ويداهُ
فيهما فيضُ الهوى
كيفَ
من أين ومن أين أتى كالفجر
من أين وغابْ
ربما عاد إلينا
حاملاً شوقًا جديدا
وتباريحَ جديدهْ
قد سمعناه يغني
آهِ يا ذاتَ العيونِ السودِ
كم أنت بعيده

كان في ليل المخيم

كان يا ما كانَ
في ليل المخيَّمْ
فارسٌ يهوى صَبيَّهْ
فارسٌ يختالُ كالرمحِ
وكانت حلوةً
سمراءَ كالشّهدِ وأحلى
ألفَ مرَّهْ
من رآها قالَ
يا زينَ الصبايا
وتبسَّمْ
كان يهواها وكانْ
مثل حدّ السيف كانْ
يخزنُ الشوقَ بعينيهِ
وفي القلب هديَّهْ
ويراها آخرَ الليل يراها
تغزل الشوقَ ثيابًا
ومناديلَ وحلوى
وتمنِّيه بسيفٍ وعقال
وبمالٍ وبنينْ
وتمنّيه بكرمٍ ودوالٍ وهويّه
قيل في الحيّ أحبَّتْهُ
وصارتْ قصةً تُروى
«نضالٌ وهنيَّهْ»
وهواها يكسرُ الظهرَ هواها
ذاتَ ليل
قال يا حِبّي انطريني
آهِ يا حبُّ انطريني
وتقدَّمْ
خطوةً ثِنتَيْنِ
وانهالَ الرصاصْ
مثلَ زخّاتِ المطرْ
راح يا ويلي عليه
جرحه كان عميقًا
و«هنِّيه»
قلبها صار جراحًا
ومواويل وحزنا
قلبُها ذاب وعادت
تغزل الشوق لمن يأتي إليها
وتُمنِّيه بسيفٍ وعقالٍ
تغزل الشوق لأبناء المخيم

من قصيدة: مقاطعُ من أغاني المسيح

لابدَّ يا حبيبتي
لا بدَّ أن يُطلَّ فجرُكِ البعيدْ
وتطرحُ الكرومُ،
والهوى يعودْ
وترجع العنادلُ المهاجرهْ
ويضحكُ الزمان من جديدْ
لا بدَّ يا حبيبتي
لا بدَّ أن يجيء حاطمًا صليبَه المسيحْ
يُقدِّس التعبْ
ويمسحُ الجراحَ والغَضَبْ
عن الشِّفاهِ الصابرهْ
ويضحكُ الزمان من جديدْ
لا بدَّ يا حبيبتي
لا بدَّ أن أعودْ
قلبي عليكِ يا حبيبتي
مُمزَّقٌ حزينْ
فالبسمةُ الأسيرهْ
والنظرةُ الكسيرهْ
تشدُّني إليكِ يا حبيبتي
تشدُّني إليكِ،
فالرجالُ يطلعون من مفاصِل الـمِحَنْ