عبدالمسيح محفوظ.
ولد في بلدة جديدة مرجعيون (جبل عامل - جنوبي لبنان) وتوفي في بيروت.
عاش في لبنان وفلسطين وفرنسا.
تلقى علومه الابتدائية في مدرسة مرجعيون، ثم رحل إلى القدس رغبة منه في متابعة دراسته، فالتحق بمدرسة القديسة حنة، وفي عام 1925 عاد إلى لبنان
وهناك اتجه إلى دراسة طب الأسنان.
سافر إلى باريس ساعيًا إلى التزود بمعارف أوسع في مجالي طب الأسنان والأدب الذي أحبه منذ صباه، وتعلم عددًا من اللغات: الفرنسية، واللاتينية، واليونانية.
عمل معلمًا في المدرسة الأرثوذكسية، وزاول مهنة طب الأسنان، وعمل في مجال المسرح أثناء إقامته في القدس، كما عمل صحفيًا في عدد من المجلات الأدبية
والجرائد، منها: جريدة «النهضة» المرجعيونية الأسبوعية، ومارس الترجمة.
يعد واحدًا من مؤسسي نادي النهضة المرجعيونية عام 1927.
عرف بمناهضته للظلم والتخلف، ونبذه للطبقية والطائفية، وكان مهتمًا بشؤون المرأة، كما كان مشاركًا نشطًا في الحياة الأدبية في لبنان وسورية.
الإنتاج الشعري:
- له ديوان عنوانه: «ورضاهُ ابتسامة» - دار أمواج - بيروت 1996، وله عدد من الملاحم والقصائد المطولة منها: «ملحمة القدس»، و«ملحمة كربلاء»، وقصيدة: «فضل الطب على الإنسانية»، وقصيدة «المهاجر»، و«عبدالناصر»، و«جبل الشيخ» و«حرب تشرين»، ونشرت له صحف عصره عددًا من القصائد منها: «ورد الخيال عليك ينثر» -
جريدة البيرق - 1932، و«هو يوم مضى» - مجلة المسرة - السنة التاسعة - 1933، و«عين الحبيب» - مجلة المعرض اللبنانية - سبتمبر 1935، و«حبيب للبنان - جبران خليل جبران» - صحيفة الأحوال العاصفة - عدد 1086، وله العديد من الأشعار المخطوطة.
الأعمال الأخرى:
- له عدد من المؤلفات منها: العالمية في الشعر العربي - 1938، والشريف الرضي، و بودلير العرب، والعطر والنغم والنور في شعر الشريف الرضي - مخطوط.
شاعر القرن، وشاعر المناسبات وشاعر التأملات التي تتخذ - في كثير من الأحيان - وجهة فلسفية، يعالج صراع الروح والجسد، ويسعى إلى الكشف ومحاولة إدراك
الحقيقة، وله شعر ذاتي وجداني، فما بين لذة اللقاء وآلام الوداع تتفجر أحزانه، وتحتدم لوعة قلبه، وكتب في الحنين إلى الماضي ونشدان المثال، كما كتب منددًا
بالحروب وويلاتها خاصة ما يقع منها على الأراضي العربية في فلسطين من قتل وتخريب وتشريد، وله شعر في الإشادة بالمخترعات الحديثة، وما حققته العلوم من تقدم في هذا المجال إلى جانب شعر له في المراثي وإحياء الذكرى خاصة ما كان في رثاء أمير الشعراء أحمد شوقي، وكتب معبرًا عن امتنانه للمهن الإنسانية كمهنة الطب، وله شعر اختص به مرحلة الطفولة معبرًا عما يعقده من آمال على طفل اليوم الذي ينتظره مستقبل مجهول الهوية، وكتب في تقريظ الصحف والمجلات، كما كتب في الوصف واستحضار الصورة. يتميز بنفس شعري طويل. بشعره مسحة مهجرية تتبدي في الدفق الشعري الحالم الذي يسفر عن عذابات نفس، وضياع حلم، وانزواء حب. تتسم لغته بالطواعية مع ميلها إلى استقصاء المعاني، وإيثار الكشف، والنزوع إلى الرمزية. تشيع في لغته مفردات الطبيعة، ويعتمد على انتقاء اللفظ، والعناية بالتراكيب. ثري الخيال ورؤاه مجنحة. كتب الشعر باتجاهيه التقليدي الذي يلتزم الوزن والقافية، والجديد الذي يعرف بشعر التفعيلة معتمدًا في بناء قصائده على ما توارث من قيم تشكيلاً وبناءً، مع سعيه الدؤوب إلى التنويع والتجديد.
لقب ببلبل الجنوب.
منح دكتوراه شرف ليصبح عضوًا فخريًا في الأكاديمية الفرنسية العالمية للتاريخ، كما حاز جائزة وزارة التربية والفنون الجميلة عن قصيدته المطولة فضل الطب على الإنسانية عام 1934.
مصادر الدراسة:
- لقاء أجرته الباحثة إنعام عيسى مع نجل المترجم له - بيروت 2004.