عصام محفوظ

1427-1358هـ 2006-1939م

سيرة الشاعر:

عصام عبدالمسيح محفوظ.
ولد في جديدة مرجعيون (جنوبي لبنان)، وتوفي في بيروت.
عاش في لبنان، وفرنسا، ومصر.
تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس مرجعيون، ثم انتقل إلى بيروت ومنها إلى باريس (1986) ليلتحق بمعهد الدراسات العليا؛ حيث حصل على دبلوم الدراسات العليا المعمقة في المسرح (1978 - 1979).
عمل بالصحافة (1959)، وكتب في القسم الثقافي لجريدة «النهار» (1969 - 1996)، وعمل بتدريس مادة التأليف المسرحي في الجامعة اللبنانية (1969 - 1975).
أسهم في حركة مجلة «شعر» (1958 - 1969)، كما أسهم في تأسيس الحركة المسرحية اللبنانية منذ مطلع الستينيات. شاركت أعماله المسرحية في عدد كبير من المهرجانات المسرحية العربية.
شارك في عدد كبير من الندوات والمهرجانات والمؤتمرات الثقافية والمسرحية العربية.

الإنتاج الشعري:
- له من الدواوين: «أشياء ميتة» - دار مجلة شعر - بيروت 1959، و«أعشاب الصيف» دار مجلة شعر - بيروت 1961، و«السيف وبرج العذراء» - دار مجلة شعر - بيروت 1963، و«الموت الأول» - مؤسسة بدران - بيروت 1973، وله قصائد نشرت في مجلة شعر، منها: «الجرذ» العدد 28 - «خريف» 1963، و«المأدبة» العددان 29، 30 - شتاء، ربيع 1964، و«حديث آخر العهد» العددان 1، 32 صيف، خريف 1964، و«تعب في مساء الثاني والثلاثين من كانون» العددان 33، 34، و«القصيدة ذات الصوتين» العدد 40، وله عدد من القصائد نشرت في مجلة حوار - العدد 23 - يوليو، أغسطس 1966.

الأعمال الأخرى:
- له عدد من المسرحيات منها: «الزنزلخت» - دار النهار للنشر - بيروت 1968، و«القتل» منشورات مجلة الفكر - بيروت 1968، و«كارت بلانش» منشورات مجلة المعارف - بيروت 1970، و«الديكتاتور» دار الطليعة - بيروت 1972، و«لماذا رفض سرحان سرحان؟» دار الطليعة - بيروت 1972، «مسرحيات إذاعية» دار القدس - بيروت 1975، و«جبران صورة شخصية» (مسرحية وثائقية) المؤسسة العربية - بيروت 1983، و«مسرحيات قصيرة»، دار أبعاد - بيروت 1984، «التعري» - دار الفارابي - بيروت 2003، وله عدد من الأعمال القصصية منها: «عاشقات بيروت الستينات» - دار الريس - بيروت 2000، وعدد من المؤلفات الفكرية والنقدية منها: «دفتر الثقافة العربية الحديثة» دار الكتاب اللبناني - بيروت 1973، و«أراغون الشاعر والقضية» - المؤسسة العربية - بيروت 1974، وغيرها، وترجم إلى العربية الكثير من القصائد لعدد من الشعراء العالميين، منهم: أراغون - رامبو - ريتسوس - جورج شحادة.
شاعر حداثي، فرض على الساحة الشعرية صوته الخاص المتفرد المنسوج من الغنائية والذاتية والبعد الإنساني، توقف عن كتابة الشعر بعد هزيمة (1967) وكانت آخر قصائده «وداع الأيام الستة»؛ إذ رأى أن الشكل المسرحي (الحواري) هو المناسب لمستجدات الوقت العربي، اتسمت قصائده بقوة لغتها وإحكام أسلوبها، وميلها إلى التعبير عن إنسان القرن العشرين وحالات الفقد التي يعيشها، والميل للتجريب الشعري، دون التخلي عن طريقته المعهودة في كتابة قصيدة التفعيلة محافظًا على موسيقاها وأعاريضها، مستمدًا بعض تعبيراتها من الكتاب المقدس ورموزه.
عُرِف عنه الاعتذار عن عدم قبول الأوسمة والجوائز، بما فيها وسام الأرز، أرفع الأوسمة اللبنانية.

مصادر الدراسة:
1 - مجموعة من الكُتّاب: محاولة لإدراك عصام محفوظ/ متأخرة - موقع مدد الإلكتروني على شبكة الإنترنت.
2 - الدوريات:
- بول شاؤول: رحيل الرائد الكبير عصام محفوظ - المستقبل - العدد 2171 - 4 من فبراير 2006.
- جان دايه: عصام محفوظ.. هذا الكائن السياسي الهارب إلى الأدب قرأ مسوداته يوسف الخال وبشّر أدونيس بولادة موهبة جديدة - جريدة الشرق الأوسط - العدد 9941 - 15 من فبراير 2006.

الأرض المقدسة

تهدمتْ فوق الليالي القنطره
وانبحَّ صوت الشارعِ
ندامةً ومغفره
بارِكْ على هذي القرى
هذا أوان المسْخره
الليل أصواتٌ مكسَّره
راياتُ أحلامٍ منكّسه
غناء قُبَّره
يحرث في أرضٍ مقدسه

العيون الباردة

على دربنا إذ يمرُّ المساءْ
يجرجر أقدامه في عياءْ
ويُغْري الحنينَ بنا والبكاءْ
تدور مع الأرض أقدارُنا
ويصحو الحنين على بابنا
ويبكي البكاءْ
كفى يا ابنتي أغلقي النافذه
على مهلٍ في عيون الحبيبْ
وفي وشوشات المساء الغريبْ
تمر الرياح بنا في سكوتْ
وتنسج في قلق العنكبوتْ
وتبرد كل الحكايا
بدفء الزوايا
تمصُّ بصبرٍ أظافرها الوسخات الطويلهْ
لقد نشف الدمع يا جدتي في الأماسي الطويله
فأعمارنا مرةٌ وبخيله
وخلف النوافذ
أرخى الرجال الستائر
في هدأة وسكونْ
وغابت عيونْ
وجرَّحتِ الريح حلم النيامْ
وحلم الليالي
وحلم السكون

المرأة والإصبع

الإصبع العجوز لا
تحرك الستارْ
والحلم في حذائنا
يخبّئ الثمار
وانفتح البهوُ على
وجهٍ بلا إزار
تقيأت حبيبتي
وانفرج الستارْ
تحركت ونحو ظلي
أنفها استدارْ
وزوجتي العجوز تبكي
في فناء الدار
وتنفخ الكلام في
وجهي بلا اعتذارْ
تكسّرت حبيبتي
وَغّرد الكنارْ
وصوّر الزائرُ عينين
على الجدارْ
وفي الأعالي موقدٌ
وصبيةٌ صغار
ومطبخٌ يحفلُ
باللحوم والخضارْ
وقطة بجانبي
تدوِّر الأقمارْ

من قصيدة: موسيقى كئيبة

تلملمتْ في جانبي السماءْ
تدحرج الضوءُ
من أضلعي
من أضلعي السوداءْ
«شحّادةٌ» تحمل في يمينها البغضاءْ
صبَّيةٌ تصيح في سياره
والرجل العجوز
يكنس الشارع في اشتهاءْ
يبحث عن سيكاره
عن عقب سيكاره
يبحث عن عينين