عصمت الحبروك

1421-1352هـ 2000-1933م

سيرة الشاعر:

محمد عصمت عبدالحميد الحبروك.
ولد في مدينة دمنهور (عاصمة محافظة البحيرة)، وتوفي في القاهرة.
عاش في مصر وروسيا ويوغسلافيا ورومانيا.
حصل على شهادته الثانوية من مدرسة مصر الجديدة الثانوية العسكرية، مما أهله للالتحاق بالكلية الحربية، وتخرج فيها (1952).
عمل ضابطًا بسلاح المدرعات، وتدرج في وظائفه حتى مدير إدارة المكتبات بالقوات المسلحة، كما عمل بالتدريس في أكاديمية ناصر للعلوم العسكرية، وأحيل إلى التقاعد برتبة لواء 1982.
كان عضوًا في اتحاد الكتاب، وجمعية المؤلفين والملحنين، وعضوًا مؤسسًا لقصر ثقافة مصر الجديدة.
اشترك في حروب (1956)، و(1967)، و(1973).

الإنتاج الشعري:
- له ديوان بعنوان: «لا معذرة» - دار الكتاب المصري اللبناني - القاهرة 1974، وآخر بعنوان: «الوصايا الألف» - مخطوط باللهجة العامية - المصرية).

الأعمال الأخرى:
- ترجم عددًا من البحوث العسكرية عن اللغة الروسية - مخطوطة.
شاعر غنائي، ينهج شعره نهج الخليل مع التنويع في الأوزان والقوافي داخل القصيدة الواحدة، والاهتمام بالأشكال الغنائية والأوزان البسيطة والمجزوءة والصور البسيطة غير المعقدة بما يتناسب والغناء الذي برع في كتابة قصائده. ينتمي شعره موضوعيًا إلى الاتجاه الوجداني في التعبير عن المشاعر الإنسانية، وله قصائد في المديح النبوي والتقرب إلى الله عز وجل ومناجاته، ونظم في رثاء أم كلثوم وأخيه الشاعر إسماعيل الحبروك.
حصل على نوط الواجب العسكري (1973)، وحصل على وسام الجمهورية من الطبقة الثانية عند انتهاء خدمته.

مصادر الدراسة:
- لقاء أجراه الباحث محمود خليل مع أسرة المترجم له، وزيارة إلى مكتبته - القاهرة 2005.

عناوين القصائد:

تحركي

تحرَّكي تشكَّكي تَخاصمي تَعارَكي
تجاذبي يد الحياة من يدي وشارِكي
لا تؤُثري الجمودْ والصمت والبرودْ
تواجدي فإنما خُلِقْتِ للوجودْ
تَشَمَّمي ملابسي تحسَّسي الجيوبْ
أو ابحثي في مِعطفي عن شَعرةٍ لَعوبْ
طبيعة النساء يا حبيبتي الفضولْ
يا ليت تسألينني من قبل أن أقولْ
تمرَّدي عليَّ ساعةً وجادِليني
لا تسمحي لصمتنا المملّ أن يطولْ
تَعابَثي تَخابَثي وحرِّكي هواجسي
تدلَّلي على الهدوء مرةً وشاكسي
تَراقصي على أثير هذه الحياه
تماوَجي فبالركود تأسنُ المياه
كُوني كما النسيم مرَّةً وكالرياحْ
كوني كما الأصيل مرَّةً وكالصباحْ
كوني كما الشتاء مرةً وكالهجيرْ
كوني كما القَتادُ مرة وكالحريرْ
تخيَّري الجديد في زماننا الـمَلولْ
فلذة الحياة في تتابع الفصولْ
تجمد الزمان والمكان في يديكْ
تبَّخرتْ مع السكون لهفتي إليكْ
أخاف يا صغيرتي وأنت تحلمينْ
أن يرحل الشباب غير آسفٍ عليكْ

زهرة الياسمين

أُحبُّكِ يا زهرةَ الياسمينْ
على كل حالٍ وفي كل حينْ
أُحبُّكِ نجوى أحبكِ شكوى
أُحبُّكِ ذكرى ورجعَ أنين
أُحبُّكِ والحب دَيْنٌ ودِين
أحبكِ يا زهرة الياسمين
أُحبُّكِ والحب حربٌ جَسورْ
على كل شيءٍ رَحاها تدور
أمَا كنتُ بالأمس محْض افتراءْ؟
وأصبحتُ بالحب محضَ شُعور
ومحض اشتياقٍ ومحض حنين
لِثَغْرِكِ يا زهرةَ الياسمين
أحبكِ ما قال صبٌّ أَحبْ
أحبكِ ما هبَّ عشقٌ ودَبّ
أحبكِ ما ظل في الأرض روحْ
وما دام للكون دينٌ وربّ
تسبِّحه أعين العاشقين
أحبكِ يا زهرة الياسمين

سمراء

فاتِنَتي سمـراءْ رائعة الأسماءْ
الحبُّ جناحـــاها يحْمِلني لو شاءْ
لربيعٍ أخضرْ
لعقيقٍ أحمر
مرتعشِ الأضواء
في شفة السَّمراء
فاتِنَتي
فاتِنَتي أغـــلى من كل الكلماتْ
وهواهـــا أحــلى من كل النسمات
صيفيُّ الغاره
وندِيٌّ تاره
وأصابع وحْيٍ
تُلهِمُ قيثاره
ويدقُّ بصدري قلـــبٌ لا يـدري
أن الحب قضاء
والحب جَناحــاها يحملني لو شاء
لربيعٍ أخضرْ
لعقيقٍ أحمر
مرتعش الأضواء
في شَفة السمراء
فاتنتي
فاتنتي بسمتها عــن فَجرٍ تَنْشَقّ!
طلعَتها نظرتها مـا أحلى وأَرَق
لو تدري فاتنتـي ما ألقى وألاقي
أيامــــي قافلَتــي ودليلي أشواقي
وحيــاتي لو تدري خطواتٌ لا تدري
أن الحب قضاءْ
والحب جَناحـــاها يحملني لو شاء
لربيعٍ أخضر
لعقيقٍ أحمر
مرتعِش الأضواء
في شفة السمراء
فاتِنَتي
لو تدري فاتنتــي كم خطبٍ وخطوبْ
وبحار راكبهــا فـي فُلْكٍ مثقوب
الموج يجاذبـــه والشطُّ يعاتبه
والشَّوق يغالبــه وفــــؤادي المغلوب
وحياتي لو تدري خطــوات لا تدري
أن الحب قضاء
والحب جناحاها يحمـلني لو شاء
ويطير بقلبي
من طار بلبِّي
شوقًا ذات مساء
فاتنتي دنيــــــــا الجنة فيها
أرتد صبيّــــــــاً حين أحَيِّيها
تُخجلني لمســـــه تقتلني همسه
تبدو ليــلاتــــــي حُلْما لا يُنْسى
في كفِّ السمراء
النبـعُ الجـــــاري والبدرُ الساري
عبر لياليها
يسقيني سُكَّرْ من كأس يُسْكِرْ
من صفو أحبَّاء
ويطير بقلبي
من طار بلبي
شوقًا ذات مساء