عمر الجاوي

1418-1357هـ 1997-1938م

سيرة الشاعر:

عمر عبدالله الجاوي.
ولد في قرية الوهط (محافظة لحج اليمن)، وتوفي في مدينة عدن (اليمن).
قضى حياته في اليمن ومصر والاتحاد السوفيتي، وزار عددًا من الدول العربية والأوربية.
درس الابتدائية والإعدادية في مدينة الحوطة (عاصمة لحج)، ثم درس الثانوية في مدينة حلوان بمصر، ثم سافر إلى الاتحاد السوفيتي ليدرس بكلية الصحافة عام 1959، حتى حصل على الماجستير من جامعة موسكو في الصحافة عام 1966.
عمل مدرسًا في مدرسة قرية الوهط، ثم انتقل إلى مدرسة المركز الحربي بمدينة تعز، كما رأس تحرير صحيفة «الثورة» في عام 1967، كما أسس أول وكالة أنباء يمنية في منتصف الستينيات.
أسس رابطة الطلاب اليمنيين في القاهرة عام 1956، كما أسهم في تأسيس اتحاد الأدباء والكُتّاب اليمنيين، ثم تولى منصب الأمين العام له منذ عام 1980 وحتى عام 1990.
كان ينشر قصائده في بداياته تحت كنية: ذو نواس.

الإنتاج الشعري:
- له ديوان بعنوان: «صمت الأصابع» - اتحاد الأدباء والكُتّاب اليمنيين - صنعاء، وله عدد من القصائد المنشورة في الصحف والمجلات اليمنية.

الأعمال الأخرى:
- له عدد من المقالات النقدية كان ينشرها في صحف ومجلات عصره، وكتب افتتاحية مجلة الحكمة - اتحاد الأدباء والكُتّاب اليمنيين - عدن 1985، وله مجموعة من المؤلفات منها: «الزبيري شاعر الوطنية» - مطبعة الجمهورية - عدن 1972، و«حصار صنعاء» - مطبعة صوت العمال - عدن 1975، و«الصحافة النقابية في عدن» (1957 - 1967) - مؤسسة 14 أكتوبر - عدن 1976.
كتب القصيدة العمودية، كما كتب الشعر المرسل، وهو في الحالين مجدد منطلق متحرر من القيود الشكلية، مراوح بين المعاني الذاتية والوطنية، وحيث نجد دواعي الاغتراب والوحشة والتمرد حاضرة في جلّ قصائده، تتداخل مع صورة الوطن المبعد المغتصب، غير أن معانيه لا تخلو من لمحات مشرقة، تستشرف مولد صبح يأتي محققًا العدالة والمساواة، تتسم صوره بالوضوح ودقة التفاصيل، لغته سلسة وتراكيبه بسيطة وموحية. كتب الرباعيات ذات النزعة الحكمية.
خصّص اتحاد الأدباء والكُتّاب اليمنيين جائزة سنوية تكريمًا لاسمه عام 2004.

مصادر الدراسة:
1 - سعيد الجناحي وعبدالحفيظ النهاري (إعداد): الجاوي نبراس الحرية والوحدة - وزارة الثقافة والسياحة - صنعاء 1998.
2 - لجنة تأبين: عمر الجاوي قائد مسيرة الوحدة والديمقراطية والمساواة - عدن 1998.

عناوين القصائد:

الينبوع

ينبوعُ دَمْ
هذا الذي بدا أم رجعة المدى
تجوبُ كلَّ فمْ
لتنتهي حكاية الضياع والعدمْ
وتبتدي حكاية الندمْ
ماذا أرى
يا إخوتي، يا ساكني صرواحْ
فالبحر والملاّحْ
يقودكم في رحلة التيهِ
بلا شراعْ
وأنتمُ مثلي
تنغّمون الآحْ
دونها الشموعْ
أم الثرى الدامي؟!
فيا حزني،
ويا قوافل الجموعْ
لن أهتف الليلةَ
يا يسوعْ
لأنني يسوعْ
أطوّف الوديان والسفوح والقممْ
لأزرع العلَمْ
لن أهتف الليلة يا يسوعْ
لأنني أجوعْ
وفي ثرايَ لم يزلْ
ينبوعُ دَمْ
لأنكم بلا جناحْ
ويلاه فلتستيقظوا
لنقذف الرمح في قلبها الرياحْ
اليوم عيدْ
البِشْر والسلام والنشيدْ
وغصن زيتونٍ يعانق السنينْ
ويزرع البسمة في مرافئ الأوطانْ
لكنَّ موطني حزينْ
لأنه يصارع التنينْ
من أَحضن الليلة يا حبيبتي، وأذرف الدموعْ
للأخضر العينينِ،
للشمعه

صرخة

لا تصرخ فالموجةُ تلطم حتى وجهَ الصخرْ
تُدْمي قلب البحرْ
كم أبكت قرصانا
كم قذفت في الساحل موتانا
تعرفها الأمواجْ
أنّات الريح بعينيها
لهبٌ وزجاجْ
ومدامع ربانٍ تجري
ومعاطف حُجّاجْ
لا تصرخْ، من يهوي في البحر على تاجْ
قلنا عنه الغائب، كان صريع التاجْ
نحن الأفّاكونْ
يتعشَّق موتانا صنع الثوراتْ
ويهرع شعبٌ كالمجنونْ
خلف الصوت الآتي من مذياعْ
كالسيف المسنونْ
نصرخُ
والصرخة كالأفيونْ
في هذا الزمن المبكي المضحكِ
يا إخوتيَ، الصرخة أفيونْ
قلتم دون الصبح دماءْ
دمنا سال وغطّى حتى صبحكمٌ الأعمى
حتى أشجار التين بكت معنا
قولوا ما الصّبحُ
وما الليلُ!!
سوى قلب الفلاح الدامي
والحالك من أىامي
إن شئتم فخذوها
وعليكم ألف سلامْ
قلنا في عالمنا يزهو الحوت وينتعل وسامْ
ويقود الناس إلى المنفى، ويسفّه حتى الأعوامْ
من يصرخ في وجه الأفّاك، يضامْ
الإعدام الإعدامْ
ماذا؟
هل جئت لأقطع رأسي
أم أني لست أنا؟!
يا سارقَ قوت الأيتامْ
هذا عالمنا،
هذي ثورتنا
إني أبصق في وجه الإعدام،
وأمزّق هذا الإفك المدعوْ إعلامْ
إذهب من حيث أتيتَ
ودعني مصلوبَ الأقدامْ