فارس بن يعقوب بن جبور الخوري.
ولد في قرية الكفير بحاصبيا (جنوبي لبنان)، وتوفي في دمشق.
عاش حياته في لبنان وسورية إلى جانب جولاته في العديد من الدول.
تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة صيدا الداخلية الأمريكية، ثم حصل على الثانوية من الكلية السورية الإنجيلية في بيروت، وفي عام 1897 تخرج في الجامعة الأمريكية ببيروت حاملاً شهادة الـ B.A التي كانت تعادل إجازة الثقافة العامة في العلوم والفنون والآداب، إلى جانب دراسته للغات الفرنسية والألمانية والتركية، كما درس الحقوق.
عمل مديرًا لكلية الروم الأرثوذكس «الآسيّة» بعد قدومه إلى دمشق واستقراره فيها عام 1896، وفي عام 1908 عمل في المحاماة، كما انتخب نائبًا عن دمشق في مجلس المبعوثان في الآستانة عام 1914.
اعتقل في خان الباشا بدمشق، بعد أن اتهم بالاشتراك في الثورة العربية عام 1916، وحوكم في ديوان عرفي، وتم نفيه إلى الآستانة، غير أنه عاد إلى دمشق عام 1918، ثم اختير عضوًا في أول حكومة عربية بعد جلاء العثمانيين، وفي العام نفسه شارك في تأسيس مجلس الشورى.
اختير وزيرًا للمالية في الوزارات الثلاث التي تشكلت في العهد الفيصلي عام 1920، وفي عام 1921 عين مشاورًا حقوقيًا في بلدية دمشق، وفي العام نفسه سعى لتأسيس نقابة المحامين، وفي عام 1922 عين نائبًا عن دمشق في مجلس الاتحاد السوري، وعين وزيرًا للمعارف في وزارة الداماد أحمد نامي، ثم استقال فقبض عليه مع عدد من زملائه، وفرضت عليهم الإقامة الجبرية في لبنان حتى عام 1928، ثم انتخب عضوًا في الوفد السوري الذي ذهب إلى باريس لمناقشة المعاهدة مع فرنسا عام 1936، كما رأس الوفد السوري إلى مؤتمر سان فرانسيسكو إبان (1945)، وهناك ألقى خطبته التي أحدثت ضجة عالمية في وقتها.
شارك في تأسيس حزب الشعب عام 1945، ووضع له منهاجه، وعمل نائبًا لرئيسه، وعندما أعلنت الثورة السورية قبض عليه الفرنسيون ونفوه إلى جزيرة إرواد، وكان له الفضل في مناقشة الاتفاق البريطاني الفرنسي الموقع في 13 من ديسمبر عام 1945 الذي يتضمن بقاء قوات أجنبية في سورية ولبنان، واستطاع أن ينتزع تعاطف مندوبي الدول، وتحديد إعلان موعد الجلاء التام في 15 من أبريل عام 1946، وقد شارك في أكثر من وزارة، ورأس أكثر من وزارة، وانتخب رئيسًا لمجلس النواب، فكان في جميع المراكز التي شغلها الرجل المتزن الذي يدبر الأمور بحكمة ودراية وتفكير عميق، وسداد رأي.
كان عضوًا في جمعية «الاتحاد والترقي» التي انتسب إليها عام 1908، كما نال عضوية مجمع اللغة العربية بدمشق، وفي عام 1947 انتخب عضوًا في لجنة القانون الدولي التي تتخذ من جنيف مقرًا لها، إلى جانب عضويته للعديد من الهيئات والجمعيات المحلية.
الإنتاج الشعري:
- أوردت له كتب: «عبقريات شامية»، و«الأدب العربي المعاصر في سورية»، و«أوراق فارس الخوري» عددًا من القصائد، كما نشرت له صحف عصره قصائد منها: «تحية إلى شاعر النيل حافظ إبراهيم» - مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق - المجلد 9 - دمشق - نوفمبر 1929، و«في سقوط السلطان عبدالحميد» - مجلة المقتبس، وله «ديوان فارس الخوري» - مخطوط - جمع قصائده نسيم شفيق الخوري وقدم له بدراسة، فضلاً عن ملحمة شعرية عنوانها «وقائع الحرب الروسية اليابانية» (وهي في أربع قصائد) - مطبعة الأخبار - مصر 1906، وقد نُشرت في كتيب صغير بلغ عدد صفحاته ثمانيًا وستين صفحة.
الأعمال الأخرى:
- له عدد من المؤلفات التي يدور معظمها حول اهتماماته القانونية والاقتصادية والأدبية منها: «أوراق فارس الخوري»، وهي مذكرات كتبها بقلمه، مع رسائل وأوراق تخصه أعدتها وحققتها حفيدته، وقد صدر منها: الكتاب الأول 1877 - 1918، الكتاب الثاني 1918 - 1924، الكتاب الثالث 1924 - 1928.
يدور شعره حول الإشادة بالأحرار والثائرين لكرامة أوطانهم، وله شعر على هيئة مراسلات إخوانية. كما كتب في الرثاء، إلى جانب شعر له في المدح، خاصة مطولته في تحية شاعر النيل «حافظ إبراهيم» ومدحه، وله في المعارضات، كمعارضته لبردة البوصيري، إلى جانب شعر له في الغزل الذي كتبه مقتفيًا أثر أسلافه الأقدمين، ومعبرًا من خلاله عن إخلاصه لمن يحب. التزم طريقة سابقيه في كتابته للشعر لغة وخيالاً وبناءً.
حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة كاليفورنيا، كما منحه المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية - بتوجيه من الرئيس جمال عبدالناصر - جائزته التقديرية لعام 1960، مع وشاح النيل، وقد أطلق اسمه على شارع رئيسي بدمشق التي أحبها وأحبته.
مصادر الدراسة:
1 - أحمد قدري: مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى (ط2) - دمشق 1993.
2 - أدهم آل جندي: أعلام الأدب والفن - (جـ2) - مطبعة مجلة صوت سورية - دمشق 1958.
3 - خير الدين الزركلي: الأعلام - دار العلم للملايين - بيروت 1990.
4 - سامي الكيالي: الأدب المعاصر في سورية - 1850 - 1950 (ط2) دار المعارف - مصر - القاهرة 1959.
5 - عبدالغني العطري: عبقريات شامية - فارس الخوري شاعرًا - ط1 - دمشق 1986.
: حديث العبقريات - ط1 - دار البشائر - دمشق 2000.
6 - علي الطنطاوي: ذكريات - دار المنارة للنشر (ط2) - جدة 1989.
7 - كوليت سهيل الخوري: أوراق فارس الخوري - الكتاب الأول ( ط1) دار طلاس - دمشق 1989.
8 - من هم في العالم العربي: الجزء الأول: سورية - إصدار مكتب الدراسات السورية والعربية - دمشق 1957.
9 - الدوريات:
- طالب أبوعابد: فارس الخوري شاعرًا - صحيفة الثورة - العدد 388 - دمشق 13 من أكتوبر 1990.
- علي الطنطاوي: ما أعرفه عن فارس الخوري - مجلة الرسالة - العدد 740 - السنة الخامسة - 8من سبتمبر 1947.
مراجع للاستزادة:
- عبدالله يوركي حلاق: من أعلام العرب في القومية والأدب - مطبعة الإحسان - حلب 1977.