فايز حلاوة

1423-1351هـ 2002-1932م

سيرة الشاعر:

فايز محمد أحمد حلاوة.
ولد في مدينة قويسنا (محافظة المنوفية - مصر)، وتوفي في القاهرة.
قضى حياته في مصر وسورية ولبنان والعراق.
حفظ القرآن الكريم، بعدها حصل على الابتدائية عام 1943، ثم حصل على شهادة الثقافة من مدرسة فؤاد الأول عام 1947، ثم التوجيهية من مدرسة القبة الثانوية عام 1948، ليلتحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة التي تخرج فيها عام 1954، وفي عام 1958 حصل على دبلوم المعهد العالي لفن التمثيل.
عمل في بداية حياته محاميًا، ثم عمل مخرجًا إذاعيًا عام 1959، ثم استقال من الإذاعة وأسس فرقة مسرحية عام 1962، كما أسس فرقة «مسرح مصر» عام 1970، كما كتب مقالات صحفية في عدة صحف ومجلات منها: مجلة «أكتوبر» وجريدتي «الحياة والحقيقة».
كان عضو اتحاد الجامعة منذ عام 1952 إلى 1954، كما كان عضوًا في نقابة المحامين عام 1954، كذلك كان عضوًا مؤسسًا في نقابة المهن التمثيلية، وعضوًا
في المجالس القومية المتخصصة، وعضو المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية والبيت الفني للمسرح.

الإنتاج الشعري:
- له قصيدة وردت ضمن كتاب: «قصائد عن سلوى حجازي» (سلوى حجازي مذيعة تلفزيون مصرية، شاعرة، قتلت في حادث إسقاط إسرائيل لطائرة ركاب مصرية
فوق سيناء - أبريل 1972)، وله عدة قصائد وردت ضمن كتاب تذكاري بعنوان: «من أشعار سلوى المترجمة»، وله عدة قصائد مخطوطة متفرقة.

الأعمال الأخرى:
- ألف وأخرج ومثل في عدة مسرحيات تم عرضها على مسارح الدولة والمسارح الخاصة منها: بلاغ كاذب - مسرح الطليعة - 1960، وشفيقة القبطية - عن قصة جليل البنداري - الطليعة 1961، وقهوة التوتة - عن قصة نجيب محفوظ - الطليعة 1962، وحارة الشرفا - مسرح الموسيقى العربية بالإسكندرية - 1963، والست شوقية - مسرح ميامي بالقاهرة 1966، وروبابيكيا - مسرح ميامي بالقاهرة 1967، والبغل في الإبريق - مسرح ميامي بالقاهرة 1968، وكدابين الزفة - مسرح ميامي بالقاهرة 1969، والقنطرة - مسرح ميامي بالقاهرة 1969، وأوراق رسمية - مسرح ميامي بالقاهرة 1969، ولوكاندة شهر العسل - مسرح ميامي بالقاهرة 1969، ودرب شكمبة - مسرح ميامي بالقاهرة 1970، والتعلب فات - مسرح ميامي بالقاهرة 1972، ونيام نيام - مسرح ميامي بالقاهرة 1973، وله عدة مقالات أدبية وسياسية نشرها في بعض صحف ومجلات عصره مثل: «القادوس 1949 - أكتوبر 1976 - الحياة 1987 - الحقيقة 1987 - الأحرار 1988 - الشباب وعلوم المستقبل - مايو».
ما توفر من شعره قليل، لا يكشف عن مجمل الجوانب الفنية في تجريته، كتب الشعر المرسل فجاء بسيطًا في صياغاته ومعانيه، أقرب إلى الخواطر والتعليقات
التي تتراوح بين الذاتي والموضوعي، له قصيدة (أبدًا.. ما كنت حلاوة)، ينعى فيها سوء حظه وعدم تقدير الناس لعفويته، وله تحت عنوان: «توقيع» قصيدة تتمحور حول صورة واحدة تقوم على المفارقة بين حاله وحال الحبيبة، وغير ذلك له مرثية في الإذاعية سلوى حجازي، القصيدة لا تخلو من معنى وطني وحماسي، مجمل شعره بسيط في معانيه وتراكيبه، يعكس عفوية شعرية لا تخلو من طرافة ولماحية.
حصل على شهادة تقدير من الرئيس السادات في عيد الفن عام 1987.

مصادر الدراسة:
1 - فايز حلاوة وفتحي سعيد وفرج مكسيم: قصائد عن سلوى حجازي - دار مدبولي - القاهرة 1973.
2 - لقاء أجراه الباحث محمود خليل مع زوجة المترجم له وبعض أصدقائه - القاهرة 2006.

أبدًا.. ما كنت حلاوة

لا لست حلاوهْ
أبدًا ما كنت حلاوهْ
لكني بؤسٌ وشقاوه
وحياتي همٌّ في وهمٍ
تتراءى في كأس شقاوهْ
فمتى يا همّي ترحمني
ومتى يا وهمي تُكرمني
لأزيل عن العين غشاوهْ
تتعثّر نفسي في نفسي
يتلاطم كأسي في كأسي
وأريد الخير فتسبقني
للخير همومٌ وعداوه
ألأني كنت الساذجْ؟؟!
وأنا ماكنت الساذج أبدًا
لكني أعترف الآنَ بأني
كم أُحسن ظني
وأسير بحسن النيةِ
معجونًا في شكل بداوه
فيردّ الكل بداواتي
وبكل ضراوه
وأسير أسير ولا أدرك
أني أبدًا ما كنت حلاوه
لكني بؤسٌ وشقاوه

ماما سلوى

عصفورةُ مبنَى ماسبيرو
طارتْ للجنّهْ
وأنا ما زلتُ على نارٍ
أتساءلُ
أطفالي أيضًا تتساءلُ
تتجاذب أطراف الصمتِ
لا أحدَ يجاوبْ
أطفالي ما زالت تنتظركْ
أطفالي عطشى للقائكْ
أطفالي لا تعرف ما معنى الموتِ
ولا معنى القتلْ
ولا معنى السَّفكْ
أطفالي بيضاءْ
كزهرات القطنِ
كمصباحٍ وضّاءْ
كشعاعٍ من نورٍ ينبعُ من قلبكْ
يا ماما سلوى
سلوى ذهبت للجنّه
قتلتها أسراب الفانتومْ
قتلتها مائيرُ
وجاليلي واليعازرْ
ورابعهم ديّانْ
مَنْ قتلةُ عيسى؟
مَنْ قتلةُ كنيدي؟
من قاتل عمر بن الخطابْ؟
من قاتِلُ هابيلْ؟
ما شكلُ يهوذا؟
لكنَّ هناك سؤالاً يتبقّى
هل يأتي الخيرْ؟
ومتى؟
كي نثأرَ من أجل ملايين الشهداءْ
من أجل الأبناءْ
والنسوة والرُّضَّعْ
من أجل فلسطينَ
ومن أجلكِ
يا ماما سلوى

توقيع

يعثر في الحجرة دخّانكْ
ياليت فؤادي يغلبني
كي يدخلَ صدرك وأمانكْ
يا ليت أنالُ من الحبِّ
ما نال التبغْ
وأظل رفيقةَ مشواركْ
تحملني في صدرك دومًا
تشهقني نَفَسًَا نفسًا
تبصرني حولك وجواركْ
تلثمني بين شفاهك
أقرأ ما تقرأُ
أُبصر ما تبصرُ
أُملي كل كتاباتكَ
تحملني في جيب المعطفِ
أسمع دقّاتِ القلبْ
أتلصّص في آهاتكْ
أرسم لليوم وللمستقبل خطواتكْ
بعثرني في الحجرة نَفَسًا نَفَسا
وانثرني فوق حياتكْ
الحبّ المكتوم بلا أهلٍ
يصّاعد في التوّ زفيرا
والقلبُ المرسوم على الورق سيحترق لهيبًا وسعيرا
والإسم المكتوب بدون الأحرفِ
يتساءل عنك كثيرا
آهٍ لو تعلم ما أعني
ما كنت الآن تناجي غيري
فأنا صاحبة القلب المرسومْ
تقرأه أولَ ما تقرأ
تُبصره أولَ ما تُبصر
ثم تُوقّع بالقلب أخيرا