فخري بن محمود البارودي.
ولد في حي القنوات بدمشق وتوفي فيها.
عاش في دمشق والأردن وإيران وأمريكا، وزار بلادًا عربية عديدة منها بلاد الحجاز حاجًا.
تلقى تعليمه الأولي في الكتاتيب والمدارس الأهلية، ثم التحق بمدرسة عنبر الإعدادية الملكية في دمشق ونال شهادتها ثم التحق بالمدرسة الحربية لضباط
الاحتياط وتخرج فيها برتبة ملازم ثان.
بدأ حياته العملية ضابطًا في الجيش النظامي (العثماني)، وفيما بعد تدرج في رتبه العسكرية، انشق عن الجيش النظامي، وكان وقتها برتبة ملازم أول، وانضم
إلى الفيلق الشمالي وشارك معه في الثورة العربية تحت قيادة فيصل الأول، وبعد دخول جيشه دمشق بقي لمدة قائدًا لفرقة من الدومانيين ضمن فيلق دمشق، ثم عين مرافقًا لفيصل بعد تتويجه ملكًا، وعهد إليه بمديرية شرطة دمشق، وبعد الاحتلال الفرنسي لسورية انضم إلى جيش الأردن تحت قيادة الأمير عبدالله لمدة عاد بعدها إلى بلاده وعمل بمزرعته معتزلاً العمل العسكري، لكنه اعتقل أثناء ثورة 1925 وأطلق سراحه بعد محاكمته، فتحول إلى العمل السياسي حتى نالت البلاد استقلالها.
شارك في وضع دستور بلاده، وأسهم في تأسيس الحياة النيابية فيها، وانتخب نائبًا عن دمشق لأربع دورات متتالية، كما نشط في مجالات التنمية الصناعية لبلاده، وكان مع كل هذا محبًا للفنون والآداب فعمل على النهوض بها، وأسس معهدًا للموسيقا الشرقية، كما أسهم في وضع السلم الموسيقي العربي.
الإنتاج الشعري:
- له ديوان بعنوان «تاريخ يتكلم» - مطابع ابن زيدون - دمشق - 1966، وله قصيدة «الملحمة الصادقة» نشرت بعنوان «من وحي الشعر» - مجلة الكرمل - حيفا - 1939، وديوان: «قلب يتكلم» تشير إليه بعض المصادر، ولا تحدد مآله.
الأعمال الأخرى:
- كتب سيرته الذاتية في جزأين تحت عنوان «مذكرات البارودي» - مطابع دار الحياة - بيروت - 1952، وله مؤلفات في مجالات مختلفة منها: «فصل الخطاب بين السفور والحجاب» (1924) - «مذكرة الشرطي» (1938) - «تشكيلات وقيافة عسكرية» (1938) - «كارثة فلسطين» (1950) - «الصلح مع إسرائيل» (1957) - «اقرأ وفكر
واحكم»، وحقق كتاب «الطبيخ» لمحمد بن الحسن الكاتب البغدادي - بيروت - 1964.
جاء شعره تعبيرًا صادقًا عن حياته ونضاله، وعكس روحه الوطنية الثائرة، أبياته مترعة بالحماسة، تستلهم التاريخ العربي، وتذكر بمفاخره، وقد نظم في رثاء الزعماء ومدحهم، كمدحه للأمير عبدالله ابن الحسين في مناسبة استقبله فيها الأمير، كما نظم في الوجدانيات والإخوانيات والحكمة والموشحات، واعتاد تصدير قصائده
بكلمات يشرح فيها مناسبة القصيدة، فتأتي تصديراته طريفة، على نحو ما نجد في قصيدته التي عبر فيها عن انفعالاته بنزول أول طائرة على أرض دمشق، وتلك التي تتناول انتشار الهواتف في سورية عبر قصة طريفة وقعت له، وله اهتمام وخبرة في الموسيقا، انعكس في نظمه للموشحات، وفي لغته المأنوسة بوجه عام.
مصادر الدراسة:
1 - أدهم آل جندي: أعلام الأدب والفن - مطبعة مجلة صوت سورية - دمشق 1954.
2 - سليمان البواب: موسوعة أعلام سورية في القرن العشرين - دار المنارة - دمشق - 2000.
3 - عبدالقادر عياش: معجم المؤلفين السوريين في القرن العشرين - دار الفكر - دمشق 1985.
4 - عيسى فتوح (تحقيق): مذكرات البارودي - دار المنارة - بيروت 2000.