إبراهيم الشتري

1264-1178هـ 1847-1764م

سيرة الشاعر:

إبراهيم بن حمد الشتري.
ولد في الأفلاج وتوفي في مدينة أبها (منطقة عسير - جنوبي الجزيرة العربية).
درس على عدد من العلماء من آل الشتري، فأخذ عنهم العلوم الشرعية من فقه وتوحيد وتفسير، كما تلقى علوم العربية نحوها وصرفها، ودرس الأدب شعرًا ونثرًا.
له مراسلات مع أمراء وعلماء عصره، كما تواصل مع علية القوم ووجهائهم.

الإنتاج الشعري:
- له قصائد ضمن بعض مصادر دراسته.
في الأغراض التقليدية، واتسم شعره بطول النفس ومتانة العبارة وقوة التركيب، أكثر نظمه في المدح الذي يقدم له بالغزل، أفاد كثيرًا من معجم النسيب، وتميز بحضور الصورة ورقة الشعور وقوة العاطفة وإن لم يفارق المألوف
في معانيه وأغراضه. مدحته لآل مرعي مثال للمرحلة التقليدية، فمن بين (86) بيتًا تشغل المقدمة الغزلية (22) بيتًا، ثم يحسن التخلص إلى المدح عبر تقنية الحوار، كما اتسع المجال للفخر بقوم الشاعر ومكانتهم، وقد اشترك الجميع في التصدي للجيش التركي وردوه، وقد جعل من هذا النصر ظفرًا إسلاميًا.

مصادر الدراسة:
1 - شعيب عبدالحميد الدوسري: إمتاع السامر بتكملة متعة الناظر - دارة الملك عبدالعزيز - الرياض 1998.
2 - عبدالحميد الدوسري: متعة الناظر ومسرح الخاطر - دارة الملك عبدالعزيز - الرياض 1998.
3 - عبدالله بن علي مسفر: أخبار عسير - منشورات المكتب الإسلامي - دمشق 1979.

عناوين القصائد:

تبسَّمتِ الأيام

تبسَّمَتِ الأيام وهي حوالكُ
وأشرقَ سعدٌ بعد أن عاد عائكُ
وأقبلتِ الحسناءُ تُسدل شعرَها
دلالاً فما للبدرِ يغشاهُ حالك
وكم خجلَت منها البدورُ إذا بدتْ
بطلْعتِها والطامعون تهالكوا
وقالت نصبتُك للبدورِ وحسنِها
فما شأنُها إمّا تبدَّتْ فوالك
تُعيِّرني أني عيِيتُ وما درَتْ
بأني مدى الأيامِ للشعر مالك
معانيه من هذا السرور تألَّقتْ
فهشَّت له الحسناءُ والثغرُ ضاحك
ومن قبلُ كانت قد أحاطَ بها النوى
وأرَّقَ جفنَيْها الهمومُ النواهك
تنوحُ بأبياتٍ من الشعر لهفةً
تردِّدُ أنّاتٍ وهنَّ العوانك
لحَى الله دهرًا ذَغذغَ المالَ كلَّه
وسوَّد أشباهَ الإماءِ الفوارك
وتاهتْ بأسراب العذارَى تطرُّبًا
يراقصُها بِشْرًا وهنَّ العواتك
من اللائي لا يبغين للصبِّ راحةً
وكلُّ فؤادٍ في هواهنَّ هالك
وينزلْنَ عُصْمًا من ذُراها وديعةً
ويَقتدْنَ أُسْدًا حصَّنتْها المفالِك
كمِيٌّ بكفٍّ يتَّقي رَشْق نبلِها
وفي كفِّه الأخرى حُسامٌ يُعارك
من اللائي يأسرْنَ القلوبَ تظلُّمًا
ومن حُسنِها مالت قلوبٌ دوائك
فإن أوردتْ ظلمًا شفاك نميرُه
ويعذُب بحرٌ إن حسَتْه الذوائك
من اللائي باتتْ كالحرير نُعومةً
وقد أثَّرتْ في جسمهِنَّ الأرائك
وذلك لما أدركتْ فعْلَ قومِها
يحقِّقُ نصرًا والليالي تُبارك
إلى مثلهم تصبو العذارَى تفاخرًا
بأفعالهم إمّا تلاقَتْ بواتك
فتاهتْ سرورًا كي تقلَّ رسالةً
تُشنِّفُ آذانًا أصاخَتْ تُشارك
تقاسِمُني كَيْما تكون نجيبةً
على مثلِها لا لن تحولَ الدَّكادِك
تزمُّ ومن أرض الجنوب وقصْدُها
عقيقٌ وبعد الضيِّرين الشّرابك
وأزعجَها التهديدُ كاد يردُّها
ومَن همَّه أمرٌ عراهُ الترابك
ولكنَّها حلَّتْ ديارَ أعزّةٍ
بأسيافِها تعنُو وتُردَى البوالك
ديارَ ملوكٍ قد تسامى مقامُهم
وأسيافُهم فوق الرقاب هوابِك
سقاها الحيا سحّاً فآضَ نباتُها
وجادت عليها المعصراتُ السمائك
وأعقبها الوَسمِيْ، فماجَتْ رياضُها
وضمَّتْ ضِبابًا والمكاكي المدارك
فقلتُ لها كفِّي اطمئنِّي وطمْئِني
هنالك من دون النُّحورِ فواتك
فلا تحسبي التهديدَ منهم أخافنا
لدينا سيوفٌ في الرقاب سواهك
فجيشُهمُ كالمزْنِ عند احتدامِه
أزَلْنا به أقدام خصمٍ يُعارك
فقد وطأتْ أخفافُهم آلَ مقرنٍ
وقطَّب وجهٌ في الحوادث ضاحك
وكانت تجوب القفْرَ شرقًا ومغربًا
بفُرسانَ تعلو الدُّهمَ شُمٍّ تُماحِك
فطاولهم دهرٌ وصبَّ عذابه
وأسيافُه عبْرَ الزمان تُناهك
فأجلاهمُ من كلِّ صقعٍ وديرةٍ
وأخفافُهم في كل دربٍ سوالك
وأسعفنا المولَى بمن هبَّ نُصرةً
ليحميَ دينَ الله فانجابَ حالك