محسن الخياط

1413-1346هـ 1992-1927م

سيرة الشاعر:

محمد محسن إسماعيل الخياط.
ولد في قرية المحمودية (محافظة البحيرة)، وتوفي في القاهرة.
قضى حياته في مصر وزار في أثناء عمله الصحفي فرنسا واليونان والاتحاد السوفيتي وليبيا واليمن ولبنان وسورية.
تلقى تعليمه في مدارس البحيرة، ثم التحق بجامعة الإسكندرية، فتخرج في كلية التربية، قسم اللغة الإنجليزية (1948).
عمل مدرسًا للغة الإنجليزية بقرية المحمودية، ثم انتقل إلى الإسكندرية، فعمل في مدرسة معلمات الورديان عام 1959، ثم انتقل عام 1964 للعمل في جريدة الجمهورية.
نشط أدبيًا من خلال الثقافة الجماهيرية، فشارك في مناسباتها الأدبية، كما تبنى الكثير من المواهب الأدبية والشعرية من خلال إشرافه على باب «أدب وفن» في جريدة الجمهورية، كما أسهم في خدمة الثقافة والإبداع من خلال عموده الأسبوعي «للنادي كلمة»، و«نادي أدباء المحافظات». كما عمل مديرًا لمكتب مجلة «الشاهد».

الإنتاج الشعري:
- له ثلاثة دواوين بالعامية المصرية هي: «أكبر تار» - الدار القومية للطباعة والنشر - القاهرة، و«ناي وشموع» - الدار القومية للطباعة والنشر - القاهرة، و«حكايات بهية (الجزء الأول)» - الثقافة الجماهيرية - القاهرة، و«حكايات بهية (الجزء الثاني)»، وله مسرحية شعرية باللغة الفصحى بعنوان: «عرش أوزوريس» - الهيئة العامة للكتاب - القاهرة، وله مسرحية شعرية أخرى باللغة الفصيحة بعنوان: «الفرسان يشعلون الصمت» - مخطوطة.
ما توفر من شعره الفصيح من الشعر المسرحي الحواري المتحرر من الوزن والقافية، يرسله وفقا للضرورة الدرامية على ألسنة المتحاورين، مستفيدًا من الأبعاد
التاريخية والأسطورية لشخصياته، كما نجد في شعره إفادات من الرمز وقدرة على توظيف المعاني الموحية التي تسقط من التاريخ على الحاضر وتستقيم بعض مقاطعه في أنساق من التكثيف الشعري، تشف عن عمق وعيه السياسي كما تعكس صدق مشاعره الوطنية، يسوقها في خيال متوازن ولغة سلسة موحية تتسم بالقدرة على تجسيد المعاني وتوضيح الأفكار.

مصادر الدراسة:
-3- لقاء أجراه الباحث ناصر صلاح مع أسرة المترجم له - القاهرة 2007.

عناوين القصائد:

عرش أوزوريس

الكورس
أوزوريسُ يا ربَّ النّماء
يا كلَّ أفراح البشرْ
أنتَ الخصوبةُ والثّمرْ
أنت الشّجرْ
الشمسُ أنتَ
وأنتَ أحلامُ القمرْ
إن غبتَ عنّا
غاصتِ الأحلامُ في قاع النَّهَرْ
أوزوريسُ أَدْرِكْنا فقد باتَ الخطرْ
يتهدّد الأحلامَ
والأيّامَ
يعبث بابتساماتِ القَدَرْ
ويجرّد الشطآن حتّى
من ظلال السنبلةْ
مازال «ست»
يقيم للأحلام أفظع مقصلهْ
ما زال يقتلع المحِبة والصّفاءْ
ما زال ينسجُ تاجّهُ
مِن كلِّ آهاتِ الجراحِ
من الدّماءْ
إيزيس
قتلوه
قتلوا حبيبي مرتين
قد كنت أدرك أنّ في هذي الحياةْ
خيرًا وشرْ
لكنَّ أبشعَ ما أراه
أن يقتل الأخ ويلتيْ
جهرًا أخاهْ
في حوار بينها و«بين ست» تقول إيزيس
بل اغتصبت
وكنتَ نيرانَ الحطبْ
كنتَ الخديعةَ والخيانةَ
كنتَ ألسنةَ اللّهبْ
أرَّقْتَ طفلاً كان يحلمُ باللَّعِبْ
ووأدتَ حلْمَ الشّعبِ
خنتَ صَلاتَه
وأخذت ما أعطاه ريحُ
الدفءِ والخيرِ الوفير وشمسنا
أغرقتهم في بحر طوفان الجزَعْ
أطلقتَ شيطانَ النّذالةِ
حيثُ كنتَ
وسَيلُها من يومها
لم ينقطعْ
ست
أوَ لم تتمّ المهزلة؟!
أوزوريسُ غيَّبناه في عمق الثّرى
والشّعب قتَّلنا على جفنيهِ
أحلام الكرى
والصدقُ ما قالت إيزيسْ
قد مات لكنْ
حبّ الملايين الحزينه
مولايَ
ماذا تبتغي؟
الـمُلْكُ بين يديك والثرّواتُ
والأيام في أبهى صورْ
ماذا يضير وأنت مالك كلِّ شيءٍ
أن يعاديك البشرْ
أنت الوجود لهم وأنت الجودُ
بل أنت المقدّر والقدرْ
إن شئتَ تطفئُ شمسَهم
أو شئتَ ينخسفُ القمرْ
الكورس
الشرُّ كالأفعى
يبعثر سُمَّه
في كلّ أرجاء المدينه
الشرُّ يقتلع السّلامةَ
والسّكينهْ
والرّيحُ
تعبثُ بالشّراع وبالسّفينة
«أوزوريسُ» أدْرِكْنا
فقد بدتِ الحياة رؤًى حزينه
فلاح
يا خَلْقْ
يا ناسْ
اللقمة صارتْ في نُدرةِ أحجار الماسْ
والبسمةُ ذَبُلتْ
وتجمَّد في النّاسِ الإحساسْ
قد حرتُ لماذا
تخمد في النّاس الأنفاسْ
ألأّنا نعشق هذي الأرض؟
أَلأَّنا نقرع للحبّ الأجراسْ؟
الأيام السوّد تمرْ
قلْ يومًا بلْ أيامًا
بل شهرًا بل أعواما
بل ألفًا لكنْ إيزيسْ
لم تَخْمَدْ فيها روحُ الثأرْ
قد ذَبُل ربيعُ العمرْ
وتقوَّس ظهرُ الأيّامْ
لكنْ إيزيسْ
مازالت مشرقةً كجبين الفجرْ
ما زالت في نُضْرةِ أَوْراقِ الزَّهْرْ
والسيّد في هذا العَصْرْ
من يملك مالاً وقصورًا وضياعا
السيّد يتسلّى في أبهاء القصرْ
يتحكّم في أرزاق النّاسِ
يحوّلُها كأسًا من خَمْرْ
قد ملك الأرضَ وصار الكلُّ
عبيدَ الأرضْ
أفقدهم طعمَ الأمسِ
وطعمَ اليومَ
وألجمَ في فمِهمْ أغنيةَ الغدْ